لماذا أرجأ زيلينسكي زيارته المقررة للسعودية؟
١٨ فبراير ٢٠٢٥أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء (18 فبراير/شباط) تأجيل زيارته للسعودية التي كانت مقررة الأربعاء، قائلا إنه لا يمكن إجراء محادثات لإنهاء الحرب بدون أوكرانيا. وأرجع زيلينسكي قراره إلى رغبته في عدم إضفاء "شرعية" على الاجتماع الأمريكي-الروسي في الرياض الثلاثاء دون مشاركة أوكرانيا.
ومتحدثا في مؤتمر صحافي في أنقرة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قال زيلينسكي إن كييف لم تتلق دعوة لحضور اجتماع الرياض، موضحا "لا نريد أن يقرر أحد أي شيء خلف ظهورنا... لا يمكن اتخاذ أي قرار بشأن كيفية إنهاء الحرب بدون أوكرانيا".
وأضاف زيلينسكي أنه أرجأ زيارته إلى الرياض حتى العاشر من مارس/آذار المقبل لأنه لا يريد "أي مصادفات" مع الأطراف خلال تواجده في السعودية. وبينما تقترب الحرب من إتمام عامها الثالث الأسبوع المقبل، قال زيلينسكي إن كييف وموسكو لن تتمكنا من تحقيق النصر في ساحة المعركة. وقال زيلينسكي إنه يجب أن تشارك الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا في المحادثات بشأن تقديم ضمانات أمنية لكييف من أجل تحقيق سلام عادل.
من جانبه، قال أردوغان إن بلاده قد تكون مكانا مناسبا لأي محادثات سلام محتملة تشمل روسيا.
"موقف أوروبي موحد لمواجهة ترامب"
تزامن هذا مع تأكيد فرنسي على أن الرئيس إيمانويل ماكرون سوف يعقد اجتماعا جديدا الأربعاء (19 فبراير/شباط) "مع دول عدة أوروبية وغير أوروبية" لإجراء مباحثات حول أوكرانيا.
ونقل عن ماكرون قوله إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يستطيع إعادة إطلاق حوار مفيد مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين".
وفي السياق ذاته، قالت مصادر برلمانية فرنسية إن دولا أوروبية رئيسية اجتمعت في باريس الاثنين (17 فبراير/شباط) بشأن أوكرانيا، قد أعربت بالإجماع عن الحاجة إلى "اتفاق سلام دائم قائم على ضمانات أمنية" لكييف، وعن "استعدادها" "لزيادة استثماراتها" في الدفاع.
وبحسب تقرير داخلي للسلطات الفرنسية اطلعت عليه وكالة فرانس برس، فإن إيمانويل ماكرون قد جمع على عجل نحو عشرة زعماء من دول منضوية في الاتحاد الأوروبي أو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكان الهدف من الاجتماع "إظهار روح المسؤولية وقدرتنا على التحرك لدعم أوكرانيا وتعزيز الأمن الأوروبي"، وفقاً للتقرير الفرنسي.
بيد أن رسالة الوحدة تخللتها انقسامات بشأن احتمال نشر قوات أوروبية في أوكرانيا مستقبلا. فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا "إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام مستدام"، فيما رأى المستشار الألماني أولاف شولتس أن النقاش بشأن إمكان إرسال قوات إلى أوكرانيا "غير مناسب" و"سابق لأوانه".
واعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن هذا الخيار "هو الأكثر تعقيداً والأقل فعالية".
لكن يبدو أيضاً أن المشاركين توصلوا إلى اتفاقات في مواجهة رغبة دونالد ترامب في التفاوض سريعاً على إنهاء الحرب في أوكرانيا مع فلاديمير بوتين.
وأكد التقرير أن "اتفاقاً واسعاً حصل" حول "المبادئ الأساسية التالية": عدم الاعتراف بأي قرارات "بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا" و"بشأن الأمن الأوروبي من دون الأوروبيين"، و"ضرورة دعم سيادة أوكرانيا الكاملة والشاملة" و"ضرورة الحفاظ على وحدة" التحالف الأطلسي بين الولايات المتحدة والأوروبيين.
ونقل التقرير عن المشاركين تأكيدهم أيضاً "دعمهم لنهج (السلام عبر القوة) الذي تروج له الولايات المتحدة"، ما يحض ترامب على عدم تخفيف الضغوط على بوتين.
تزامن هذا مع تصريح صدر عن الكرملين جاء فيه أن بوتين راغب في الحديث مع زيلينسكي لحل الصراع في أوكرانيا، لكن "القادة الروس يتشككون في شرعيته. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "الصبغة الرسمية القانونية في الاتفاقات قضية جديرة بالنقاش الجاد، نظراً لأنه يمكن التشكيك في شرعية زيلينسكي ذاتها".
وتصر روسيا على أن ولاية زيلينسكي في المنصب انتهت في مايو/أيار وأن أوكرانيا يجب أن تجري انتخابات، بيد أن كييف تصر على أن سلطات زيلينسكي ما زالت سارية بموجب الأحكام العرفية الحالية في أوكرانيا.
م ف (رويترز، أ ف ب، د ب أ)