غوتيريش يدين حرب غزة ويعلن استعداده للقاء نتنياهو
١٦ سبتمبر ٢٠٢٥
بعد توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في مدينة غزة التي تتعرض لقصف متواصل اليوم الثلاثاء (16 سبتمبر/أيلول 2025)، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن إسرائيل عازمة على "الذهاب حتى النهاية" في حملتها العسكرية في غزة و"ليست منفتحة على محادثات سلام جادة لوقف إطلاق النار".
وصرح غوتيريش، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، أن ما يحدث في مدينة غزة مروع وأن الحرب في الأراضي الفلسطينية غير مقبولة أخلاقيا وسياسيا وقانونيا. وأبدى غوتيريش أيضا استعداده للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء أنه سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت لاحق من هذا الشهر بعد إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي "لقد دعاني ترامب إلى البيت الأبيض. سألتقي به... بعد خطابي في الأمم المتحدة".
ملك إسبانيا يندد بـ"معاناة مئات آلاف الأبرياء"
ودان ملك إسبانيا فيليبي السادس الثلاثاء خلال زيارة إلى مصر "المعاناة التي تفوق الوصف لمئات آلاف الأبرياء" في غزة و"الأزمة الإنسانية التي لا تحتمل".
وقال الملك فيليبي السادس في خطاب بثه التلفزيون الإسباني العام "تحولت الحلقة الأخيرة من هذا النزاع (...) إلى أزمة إنسانية لا تحتمل ومعاناة تفوق الوصف لمئات آلاف الأبرياء ودمار كامل لقطاع غزة".
قصف إسرائيلي مكثف في غزة
ووسع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في مدينة غزة، بهدف السيطرة الكاملة على المدينة، التي تعتبرها إسرائيل آخر معاقل حركة حماس. وأكد مسؤولون عسكريون أن القوات تتقدم نحو وسط المدينة، وسط تقديرات بوجود آلاف المقاتلين من حماس هناك.
وأفاد شهود عيان بتعرض مدينة غزة لقصف عنيف، أدى إلى تدمير منازل مأهولة بالسكان وسقوط عشرات الضحايا. وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 44 شخصا الثلاثاء، وسط صعوبات في الوصول إلى المناطق المتضررة والتحقق من الأرقام بشكل مستقل.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن غارة إسرائيلية استهدفت سيارة تقل نازحين فارين جنوبا بالقرب من الطريق الساحلي في مدينة غزة، مما يرفع عدد القتلى اليوم الثلاثاء إلى 75 على الأقل، معظمهم في مدينة غزة.
وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة والصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق من دون التمكن من التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني أو الجيش الإسرائيلي.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحفيين: "ما بدأناه الليلة الماضية هو الخطوة الأساسية نحو مدينة غزة"، مشيرا إلى أن الجيش يقدر وجود ألفين الى ثلاثة آلاف مقاتل من حماس في المدينة.
وأكد أن القوات تتقدم نحو وسط المدينة التي تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف على مدى الأسابيع الأخيرة. وأوضح: "وسّعت قيادة المنطقة الجنوبية العملية البرية في المعقل الأساسي لحماس في غزة، وهو مدينة غزة".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن مدينة غزة "تحترق" مشيرا إلى أن الجيش "يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد". وأضاف كاتس: "يقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس. لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا".
الأمم المتحدة: "المذبحة يجب أن تتوقف"
ومن جانبه، دعا فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إلى وقف ما وصفه بـ"المذبحة"، وقال لفرانس برس ورويترز الثلاثاء إن "العالم كله يصرخ من أجل السلام. الفلسطينيون والإسرائيليون يصرخون من أجل السلام". وأضاف: "من الواضح تماما بأن على هذه المذبحة أن تتوقف".
هذا، فيما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن التصعيد الإسرائيلي سيؤدي إلى مزيد من الدمار والموت ويعرض حياة الرهائن للخطر. أما ألمانيا وبريطانيا فأدانتا الخطوة الإسرائيلية، ووصفتاها بأنها "في الاتجاه الخاطئ" و"متهورة".
تحركات دبلوماسية وتحذيرات أمريكية
وزار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إسرائيل وقطر، محذرا من أن أمام حماس "مهلة قصيرة جدا" لقبول اتفاق وقف إطلاق النار. كما حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحركة من استخدام الرهائن كـ"دروع بشرية".
والتقى روبيو الثلاثاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس وزرائه. وأوردت الخارجية الأمريكية في بيان أن روبيو "شكر قطر على جهودها لإنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن"، مؤكدا قوة العلاقات بين واشنطن والدوحة.
تحرير: صلاح شرارة