غانتس يدعو لتشكيل حكومة مؤقتة من أجل إعادة الرهائن
٢٤ أغسطس ٢٠٢٥اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس تشكيل "حكومة فداء الرهائن" لمدة ستة أشهر لتمكين التوصل إلى اتفاق من أجل الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. واقترح غانتس، وهو على خصومة مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على رغم انضمامه الى حكومته في المراحل الأولى من الحرب التي اندلعت إثر هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تشكيل ائتلاف مرحلي يحيّد أحزاب اليمين المتطرف ويتيح إبرام اتفاق بشأن الرهائن.
وقال وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش سابقا "أنا هنا نيابة عن الرهائن الذين لا صوت لهم. أنا هنا من أجل الجنود الذين يصرخون لكن أحدا في هذه الحكومة لا ينصت إليهم".
وشدد غانتس على أن "واجب الدولة في المقام الأول هو إنقاذ حياة اليهود وكل المواطنين"، داعيا السياسيَين المعارضين يائير لابيد وأفيغدور ليبرمان الى دراسة مقترحه، علما بأنه سبق لهما رفض الانضمام الى أي حكومة يقودها رئيس الوزراء الحالي.
ضغوط داخلية متزايدة على نتنياهو
ويواجه ائتلاف نتانياهو خطر انفراط عقده عقب الاستراحة الصيفية للكنيست، إذ فقد تأييد الأحزاب اليهودية المتشددة بسبب قرارات باستدعاء طلاب المدارس التلمودية للخدمة العسكرية. ويقوم ائتلاف نتانياهو الحكومي على دعم اليمين المتطرف الرافض لوضع حد للحرب في القطاع الفلسطيني أو إبرام أي اتفاق مع حركة حماس. ويشار أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وسارع إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي وأحد أبرز شخصيات اليمين المتطرف في الائتلاف، لانتقاد طرح غانتس. وقال بن غفير في بيان إن "الناخبين من اليمين اختاروا سياسة يمينية، ليس سياسة غانتس، وليس حكومة وسطية، وليس صفقات استسلام مع حماس، بل (سياسة) نعم لتحقيق الانتصار المطلق".
وأفادت تقارير إعلامية أن أعضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو يعارضون بشدة التوصل إلى اتفاق، حيث قال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش لأقارب الرهائن إنه سيخرج من الائتلاف الحاكم إذا وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار.
ووفقا للمراقبين، من غير المرجح أن يقبل نتنياهو الاقتراح، حيث إنه يعتمد على دعم شركاء اليمين المتطرف مثل سموتريتش من أجل بقائه السياسي. وقال غانتس إن حكومة الوحدة يجب أن تبدأ عملها بالتوصل إلى اتفاق يعيد جميع الرهائن الـ 50 الذين ما زالوا محتجزين في غزة - ويعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة. وأضاف أن هذا سيتبعه انتخابات جديدة العام المقبل في موعد يتم الاتفاق عليه بشكل متبادل.
"بدلا من إنقاذ الأرواح، يحكم نتانياهو على الرهائن الأحياء بالموت"
في الوقت نفسه دعا أقارب الرهائن الحكومة إلى تأمين اتفاق، خوفا على حياة المحتجزين. وقالت عيناف زانجاوكر، التي خطفت حركة حماس ابنها ماتان من إسرائيل في هجومها المباغت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، من أمام مدخل مركز قيادة الجيش في تل أبيب: "لقد تم احتجاز أبنائنا في جحيم غزة منذ 687 يوما".
وأضافت: "أتوجه إلى شعب إسرائيل بالقول إن (رئيس الوزراء بنيامين) نتانياهو يمكنه أن يوقع اتفاقا اليوم لإعادة 10 رهائن أحياء و 18 جثة"، مشيرة إلى أحدث مقترح لاتفاق لوقف إطلاق النار تدعمه حماس. وذكرت زانجاوكر أن نتنياهو يجب أن يوافق على هذا، يمكنه أن يبدأ المفاوضات على الفور لاستعادة الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب، "يمكن لنتنياهو أن يعيد ابني ماتان، وباقي الرهائن الذين يتعرضون لمحرقة".
وقال يوتام كوهين شقيق نمرود المحتجز في غزة "بدلا من إنقاذ الأرواح، يحكم نتانياهو على الرهائن الأحياء بالموت ويتسبب في فقدان من قضى منهم إلى الأبد".
وقالت حماس يوم الاثنين الماضي إنها قدمت للمفاوضين "ردا إيجابيا" على مقترح جديد لوقف إطلاق النار، والذي يقال إنه نسخة معدلة من مقترح تم التفاوض عليه سابقا من قبل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.وهو ينص على وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما يتم خلاله إطلاق سراح 10 رهائن أحياء مقابل أسرى فلسطينيين.
تطورات ميدانية
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال نتانياهو إنه أمر بإجراء مفاوضات بهدف تحرير الرهائن المتبقين، مضيفا أن الدفع الدبلوماسي سيرافقه هجوم جديد للسيطرة على مدينة غزة. وقد قوبلت خطة توسيع الهجوم في غزة التي وافق عليها مجلس الوزراء الأمني برئاسة نتانياهو في وقت سابق من هذا الشهر، بمعارضة في إسرائيل بسبب المخاوف بشأن مصير الرهائن. كما أثار مخاوف من أن يؤدي الهجوم إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة التي يشهدها القطاع الفلسطيني بعد 22 شهرا من الحرب.
إعلان المجاعة رسميا في غزة
وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة رسميا حالة المجاعة في غزة حيث يعاني 500 ألف شخص من الجوع الذي بلغ مستوى "كارثيا"، استنادا الى تقرير خبراء وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنّه "كذب صريح".
وينتظر الوسطاء منذ أيام الرد الإسرائيلي على مقترحهم الأخير لوقف إطلاق النار والذي قبلته حماس في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ا.ف/ ح.ز (أ.ف.ب، د.ب.أ)