عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من ليبيا تمضي على قدم وساق
٢٣ فبراير ٢٠١١عبرت حافلات صغيرة مكتظة بالعاملين المصريين ومتعلقاتهم الحدود إلى مصر قادمة من ليبيا بعد انتفاضة أثارت اضطرابات سياسية واقتصادية في البلاد المنتجة للنفط. وفر بعض المصريين خوفا من تفجر مزيد من أعمال العنف بعد خطاب العقيد معمر القذافي الذي هدد بسحق معارضيه. وقال مساعد وزير الخارجية المصري إن زهاء 17 ألف مصري فروا من أعمال العنف في ليبيا ووصلوا إلى بلدة السلوم الحدودية المصرية. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد ذكر أن ما بين مليون ومليون ونصف مصري يعيشون في ليبيا.
بدورها لا تزال حكومات العديد من الدول تحاول إجلاء رعاياها من ليبيا التي تشهد اضطرابات وأعمال عنف واسعة النطاق، احتجاجاً على نظام العقيد معمر القذافي، الذي يحكم البلاد منذ 42 عاماً. فبعد أن قام عدد من الدول أمس الثلاثاء (22 فبراير/ شباط) بتسيير رحلات جوية وبحرية إلى ليبيا لإخراج رعاياها من هناك، تحركت بعض الدول اليوم للقيام بذات الشيء.
أوروبا مستمرة في إجلاء رعاياها
وتزايدت المخاوف على سلامة الأجانب بعد أن بثت شبكة إخبارية تركية تقريراً على موقعها على الإنترنت حول مقتل عامل تركي بالرصاص في موقع بناء قرب العاصمة طرابلس. وتجري تركيا، التي يوجد حوالي 25 ألف شخص من رعاياها في ليبيا، أكبر عملية إجلاء في تاريخها. إذ قال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي إن 21 دولة أخرى طلبت من أنقرة مساعدتها في إجلاء مواطنيها.
من جهته أكد متحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي في بيان صحفي أن الاتحاد يجلي نحو عشرة آلاف مواطن من ليبيا، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن إجلاء 600 من رعاياها على متن عبارة بحرية مستأجرة، ينتظر أن تغادر قريباً طرابلس متوجهة إلى مالطا.
وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت أمس أنها تعتزم إرسال طائرة مستأجرة إلى ليبيا لإجلاء البريطانيين، وإرسال فرقاطة تابعة للبحرية قبالة المياه الليبية في حال الحاجة إليها. وحثت ألمانيا جميع مواطنيها على مغادرة البلاد، فيما أعلنت كندا أنها تعتزم إجلاء مواطنيها.
سوريا تبدأ الإجلاء ومهمة الدول الآسيوية صعبة
وفي سوريا تم الإعلان اليوم عن تسيير رحلات جوية لنقل الرعايا السوريين الراغبين بالعودة من ليبيا، مؤكدة سلامة الجالية السورية في هذا البلد الذي يشهد اضطرابات أمنية خطيرة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن السفير السوري في طرابلس هلال الأطرش أن "ثلاث طائرات قدمت الثلاثاء من سوريا إلى طرابلس لنقل من يرغبون في العودة إلى الوطن"، مضيفا أن "موظفين من القنصلية بالتعاون مع مكتب الخطوط الجوية السورية انتقلوا ميدانياً إلى مطار طرابلس لتسهيل إجراءات المغادرين من السوريين".
أما الدول الآسيوية فتواجه مهمة صعبة للغاية في إجلاء رعاياها من ليبيا، لاسيما الدول الفقيرة مثل بنغلادش، التي يقدر عدد رعاياها في ليبيا بستين ألف شخص، فيما بدأت الصين باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة 33 ألف شخص من رعاياها إلى وطنهم، إذ أعلنت بكين عن إرسال طائرات مدنية إلى ليبيا، بالإضافة إلى تسخير عدد من السفن التجارية وقوارب الصيد العاملة في المنطقة لنقل المواطنين الصينيين خارج ليبيا.
أما الحكومة الفلبينية فقد أعلنت أنها ستقوم بدفع جزء من ثمن تذاكر الطيران لرعاياها الراغبين في مغادرة ليبيا، كما تخطط تايلاند لإخراج رعاياها البالغ عددهم 23 ألفاً عن طريق البر والبحر من البلاد القابعة فوق صفيح ساخن.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد أعلنت أن مواطنين لبنانيين وسوريين وألمان وأتراك قد انضموا إلى آلاف التونسيين الذين بدؤوا مغادرة ليبيا عن طريق حدودها البرية الغربية. وأكدت المنظمة أنها ما زالت تحاول إيجاد مسارات إجلاء جديدة من ليبيا، التي يقدر عدد الأجانب العاملين فيها بنحو 1.5 مليون شخص.
(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: أحمد حسو