طليعة المراقبين تتجه إلى دمشق والمعارضة تندد بـ"بروتوكول الموت"
٢٢ ديسمبر ٢٠١١أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الخميس (22 ديسمبر/ كانون الأول 2011) أن مقدمة وفد بعثة المراقبين العرب غادر إلى دمشق، وأن من ضمن المغادرين اثنان من الأمناء المساعدين هما سمير سيف اليزل ووجيه حنفي". وأضاف العربي أن رئيس بعثة المراقبين السوداني الفريق أول أحمد مصطفى الدابي سيصل السبت المقبل إلى العاصمة السورية، في وقت طالبت فيه المعارضة السورية بالتظاهر يوم غد الجمعة تحت شعار "بروتوكول الموت"، في إشارة إلى بروتوكول المراقبين العرب، الذي وقعته سوريا الاثنين مع الجامعة العربية، معتبرين ذلك "مناورة" من النظام.
وكتب الناشطون على صفحتهم على الفيسبوك "بروتوكول الموت هو رخصة مفتوحة للقتل". واعتبروا أن النظام استغل توقيع البروتوكول لتكثيف عملياته العسكرية "الهمجية" التي يخوضها ضد المدن المتمردة منذ بدء حركة الاحتجاج. وأعلنت المعارضة السورية سقوط 250 قتيلاً على الأقل خلال الساعات الـ 48 التي سبقت توقيع بروتوكول القاهرة. وكان المجلس الوطني السوري قد دعا الأربعاء إلى اجتماعات طارئة للجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي متحدثاً عن "مجازر" ترتكب.
طليعة المراقبين العرب تتوجه الى سوريا
من جانبه قال سمير سيف اليزل، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الوفد سيعمل على تيسير عمل بعثة المراقبين العرب مع الجانب السوري "في موضوع التجهيزات لاستقبال بعثة المراقبين"، مضيفاً أن الوفد سيقوم بعمل "بعض الترتيبات اللازمة لاستقبال البعثة على الأرض، من ناحية الإقامة والمواصلات والاتصالات والتأمين خلال انتقالات أعضاء البعثة، وتحديد الأماكن التي ستقوم بزيارتها في كل المدن والمناطق السورية".
ويضم الوفد الذي يرأسه سيف اليزل عدداً من مسؤولي الجامعة العربية، إلى جانب باحثين وخبراء في عدة منظمات حقوقية. هذا وأعلنت وزارة الخارجية المغربية الخميس أن المغرب قرر إرسال وفد "رفيع المستوى" إلى سوريا للمشاركة في بعثة المراقبين العرب. وأوضحت الوزارة أن "الوفد المغربي سيتوجه الأسبوع المقبل إلى سوريا لمدة غير محددة وفي إطار مهمة محددة جيدا". وأضافت أن إرسال هذا الوفد "سيتم طبقاً لقرارات الجامعة العربية والبروتوكول حول الوضع القانوني ومهمات بعثة مراقبي المنظمة العربية إلى سوريا".
وكان الوزراء العرب قد عرضوا إرسال 500 مراقب ينتمون إلى منظمات عربية للدفاع عن حقوق الإنسان ووسائل إعلام، إضافة إلى مراقبين عسكريين، إلى سوريا، للتأكد من حماية المدنيين في المناطق الحساسة. وقد هددت الجامعة العربية في اجتماع في الرباط منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني دمشق بـ "عقوبات اقتصادية" إذا لم يضع النظام السوري حداً "للقمع الدامي" للمدنيين.
رئيس المراقبين العرب سوداني ذو خبرة طويلة
يذكر أن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي من السودان، يملك خبرة عسكرية وأمنية طويلة، اكتسبها خلال مسيرة مهنية امتدت أكثر من أربعين عاماً في بلده السودان. ويشغل الدابي، البالغ من العمر 63 عاماً، منذ أغسطس/ آب 2011 منصب سفير بوزارة الخارجية السودانية في الخرطوم. وتولى الدابي إدارة الاستخبارات العسكرية للجيش السوداني في 30 يونيو/ حزيران 1989 (وهو اليوم الذي انقلب فيه عمر البشير على الحكومة في السودان)، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1995.
بعدها، تقلد الدابي منصب مدير الأمن الخارجي بجهاز الأمن السوداني، وعين نائباً لرئيس أركان الجيش السوداني للعمليات الحربية، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1999، وهي فترة تزامنت مع بعض أشرس المواجهات في الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه. وعمل الدابي ممثلاً لرئيس الجمهورية لولايات دارفور، ومسؤولاً عن الأمن بها، مع تفويضه بصلاحيات رئيس الجمهورية قبل اندلاع التمرد في الإقليم عام 2003. وبعد انتهاء مسيرته العسكرية، عيّن سفيراً في قطر بين عامي 1999 و2004، ليعود بعدها إلى السودان لاستلام منصب مساعد ممثل رئيس الجمهورية لدارفور.
وكانت سوريا وافقت في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني على خطة عربية تطالب بإنهاء القتال وسحب قواتها العسكرية من المناطق السكنية والإفراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة. لكن دمشق ماطلت لمدة ستة أسابيع في السماح لمراقبين بتقييم مدى التزامها بتنفيذ الخطة، في الوقت الذي قفزت فيه أعداد القتلى. ووقعت دمشق على بروتوكول بشأن المراقبين يوم الاثنين الماضي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة. وسيضم فريق المراقبين 150 عضواً، ومن المقرر أن يصل إلى سوريا بحلول نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2011.
(ع.م/ أ ف ب ، رويترز)
مراجعة: ياسر أبو معيلق