deutscher Koch spricht mit der Tomaten
١٣ أبريل ٢٠٠٩يتحدث الطاهي الألماني هاينز بيك بحنان الأب مع الطماطم ويسألها: "ماذا ترغبين أن تكوني؟ صلصة أم حساء؟". ولا يتغير حب بيك للطماطم التي يتعامل معها سواء كانت لينة أو صلبة بعض الشيء، فهو يحرص دائما على "الحديث" معها ليعد بفضلها أفضل وجبات اللحوم والأسماك والخضروات التي يقدمها في روما.
وتلقى بيك (45 عاما) الدعم من أشهر طهاة ألمانيا وهو هاينز فينكلر الذي ساعده في دخول أماكن كبيرة ليعمل بها. وينتزع بيك إعجاب الزبائن في مطعم "لابرجولا" الايطالي بالأطعمة التي تبهرهم بمجرد تذوقها وتجذب عيونهم بسبب تعدد ألوانها. وفي هذه الأثناء يسرع بيك بتغيير ملابسه لإعداد الطعام للزبائن الذين ينتظرون بشغف، في حين يقوم مساعدوه بتقديم الشمبانيا للزبائن الذين يستمتعون بمنظر أسقف روما والفاتيكان والجبال التي تحيط بالمطعم.
"طباخنا الألماني"
وجاء بيك إلى إيطاليا عندما كان عمره 31 عاما وهو لا يجيد كلمة باللغة الإيطالية. وكان يخطط للبقاء في "بلد الباستا" لعدة أيام فحسب، ولكنه بقي هناك لمدة 15 عاما. بيد انه وقع في غرام روما بألوانها المتنوعة وصورتها الخالية من ناطحات السحاب كما ارتبط بقصة حب مع امرأة من صقلية صارت زوجته بعد ذلك.
واحتفت إيطاليا ببيك كثيرا لدرجة أن الصحف الإيطالية تطلق عليه لقب "طباخنا الألماني". ويحرص بيك على التواجد في المناسبات العالمية المهمة ويقول:"عملي هو إسعاد زبائني ولكن العمل على مستوى القمة يمثل تحديا وضغطا كبيرا". وأضاف:"عدت لتوي من مهرجان لفنون الطهي في أبو ظبي. طبخت هناك للسلطان ( يقصد للامير)". ويشعر بيك بسعادة عارمة لأن وجباته تنال إعجاب أهل روما والذواقة في إيطاليا. وكتب بيك بعض كتب فنون الطهي كما يدير اثنين من المطاعم في بيسكارا ومونتالسينو.
التوجه عالم الرسم بدلا من عالم الطبخ
ولا يبدو أن الأزمة الاقتصادية نالت من الطاهي الشهير الذي يحقق المطعم الذي يعمل فيه إيرادات عالية. ويكشف بيك أثناء عمله داخل المطبخ عن حلم حياته حيث يقول: "فيلا صغيرة على البحر مع مطعم صغير وحديقة كبيرة للخضروات والفاكهة". الطريف أن بيك كان يرغب بشدة في أن يكون رساما ولكنه تحول فجأة إلى مجال الطهي الذي تبعه فيه شقيقه.
ويفكر بيك أحيانا في طريقة يدمج فيها بين الطعام والتاريخ ويقول: "كان الالمان شعب الحروب. وكان الايطاليون شعب الفن الذي يظهر أيضا في أواني الطهي. لم يعد الألمان يكافحون الآن من أجل النجاة، ففي زمن السلام توجد كل أشكال الفنون". ولكن الوقت لا يسعف بيك الآن لاستكمال وجهات نظره الفلسفية والتاريخية إذ أن العمل في المطعم جار على قدم وساق لتقديم الطعام للزبائن الذين انشغلوا بما في أطباقهم وتوقفوا عن النظر إلى سماء الليل الصافية.
هـ.ع.ا/ د.ب.ا
تحرير: ابراهيم محمد