ضحايا اعتداءات عمان من جنسيات مختلفة وحملات التنديد بها تتواصل
أعلن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي يتزعمه المتطرف الأردني ابو مصعب الزرقاوي اليوم الخميس مسؤوليته عن اعتداءات عمان. وجاء في بيان نشره التنظيم على شبكة الإنترنت إن مجموعة من " كتيبة البراء بن مالك انطلقت في غزوة جديدة لبعض الأوكار التي غرست في ارض المسلمين في عمان". واضاف البيان: "بعد دراسة الاهداف، تم اختيار اماكن التنفيذ لبعض الفنادق التي جعلها طاغوت الأردن حديقة خلفية لأعداء الدين".
جرحى وقتلى من جنسيات مختلفة
وقد استهدفت الاعتداءات التي وقعت أمس الأربعاء ثلاثة فنادق في العاصمة الأردنية عمان. وقد وقع الانفجار الأول عند التاسعة مساء في فندق "راديسون ساس" غرب عمان تبعه انفجار آخر في فندق "غراند حياة". أما الانفجار الثالث فوقع في فندق "دايز ان" بمنطقة الرابية. وقد أسفرت الانفجارات عن مقتل نحو ستين وإصابة أكثر من مائة بجروح بعضها خطيرة. وجاء في بيان رسمي أردني أن من بين القتلى خمسة عراقيين وثلاثة صينيين وسعودي واندونيسي وفلسطيني. وأوضح البيان أن معظم القتلى من الأردنيين في حين لم يتم التعرف على ثلاثين جثة. واحد. وقالت مصادر رسمية فلسطينية إن مسئول جهاز الاستخبارات الفلسطينية في الضفة الغربية بشير نافع استشهد في اعتداءات عمان مساء أمس. وأضافت المصادر ان العقيد عبد علون احد معاوني نافع وجهاد فتوح شقيق رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح كانا من بين الضحايا كذلك.
تنديد أردني واعتقالات
أصابت الاعتداءات الأردنيين بالصدمة وسارعت الجهات الرسمية والشعبية الأردنية إلى التنديد بها. فقد وصفها الملك عبدالله الثاني بأنها جريمة نكراء. وتعهد في خطاب له بتعقب مرتكبيها ومعاقبتهم على جريمتهم. كما أدان إسلاميو الأردن التفجيرات واصفين إياها بالجريمة التي لا تمت للإسلام بصلة. وقال حزب جبهة العمل الإسلامي وهو اكبر الاحزاب الاردنية في بيان له أن التفجيرات "جريمة منكرة بكل المقاييس وهي تستحق الشجب والانكار. وأضاف ان مرتكبيها "جهة جاهلة لم تعد تميز بين العدو والصديق ولا بين المصلحة الوطنية وتهديد الامن الوطني". وقد شهدت العديد من مدن ومناطق الأردن اليوم مسيرات احتجاج على الاعتداءات. كما أغلقت المدارس والشركات والمكاتب الحكومية أبوابها.على صعيد آخر أعلن مصدر فى مديرية الامن العام الأردنية لوكالة الانباء الرسمية بترا عن توقيف عدد من "الاشخاص المشبوهين" بينهم مواطنين عرب. كما تم ضبط العديد من السيارات التي يمكن أ، تكون على علاقة بالجريمة.
تنديد عربي ودولي
ومنذ أمس توالت أيضاً ردود الأفعال العربية والدولية على التفجيرات. فقد وصفها رئيس السلطة الوطنية محمود عباس بأنها "جريمة ضد الإنسانية والأمن العربي". وأعلنت السلطة الحداد ثلاثة أيام في الاراضي الفلسطينية وتنكيس الاعلام في المؤسسات الرسمية. وعبر الرئيس الأمريكي جورج بوش عن تعازيه للعاهل الأردني. وقال أن بلاده وحلفائها سيبقوا حازمين في الحرب على الإرهاب. وعبر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يزور الولايات المتحدة حالياً عن إدانته للجريمة معتبراً أن الهدف المشترك هو محاربة الإرهاب والتطرف. وعبر قداسة البابا بينيدكت السادس عشر في برقية تعزية إلى العاهل الأردني عن تأثره البالغ تجاه أسر الضحايا. وخلال زيارته التضامنية إلى المملكة الأردنية الهاشمية ندد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في عمان اليوم بالاعتداءات الانتحارية الثلاثة. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية الاردن فاروق قصراوي "ليست هناك ايديولوجية تبرر قتل الابرياء".
هجمات كانت متوقعة
ولم يكن من المستبعد وصول عدوى الإرهاب إلى عمان، فكما يقول بيتر فيليب معلق دويتشه فيله لشؤون منطقة الشرق الأوسط: ان "المملكة الأردنية تعد أحد الحلفاء الرئيسيين لأمريكا في المنطقة وموقع تمركز العديد من الهيئات التي لا تستطيع البقاء في بغداد لخطورة الوضع الأمني فيها". ويعتقد فيليب باحتمال أن تكون هذه الضربات الثمن الذي يدفعه الأردن بسبب موقف حكومته المؤيد للولايات المتحدة في غزو العراق. وكان هذا الموقف شديد الوضوح لدرجة التفكير بإرسال قوات أردنية لدعم الحكومة العراقية الجديدة. أما عن أهداف الضربات فيرى فيليب أنها تسعى لتحقيق عدة أهداف أبرزها تدمير سمعة البلاد كمكان آمن للسياح ورجال الأعمال وإلحاق خسائر فادحة بالاقتصاد لأن السياحة أحد أهم مصادر الدخل القومي في الأردن.
دويتشه فيله + وكالات