صندوق النقد الدولي يختار اليوم رئيسه الجديد

اجتمع مجلس إدارة صندوق النقد الدولي البالغ عددهم 24 عضوا لاختيار رئيس جديد للصندوق يحل محل الإسباني رودريغو راتو الذي سيتنحى عن منصبه في الشهر المقبل، قبل عامين من انتهاء ولايته. وكان من بين أبرز المرشحين لرئاسة الصندوق، وزير المالية الفرنسي السابق دومينيك ستروس- كان بينما كان المرشح الآخر للمنصب هو رئيس وزراء التشيك السابق جوزيف توسوفسكي، الذي رشحته روسيا، ولكنه كان مرفوضاً حتى من قبل حكومته. ستروس- كان يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي، الذي يرى فيه الشخصية المناسبة للاضطلاع بتلك المهام، علما بأنه جرى التقليد على أن يختار الأوروبيون رئيس صندوق النقد الدولي، فيما تحدد الولايات المتحدة الأمريكية رئيس البنك الدولي.

ووافقت الولايات المتحدة الأمريكية أيضا على ستروس- كان الذي قال إنه قطع 60 ألف ميل حول العالم لمقابلة حكومات الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي البالغ عددهم 185 دولة للحصول على تأييدهم. وأما الأرجنتين التي ألغت ديونها لصندوق النقد الدولي عام 2005 ومنذ ذلك الوقت ترفض أي برامج اقتصادية بالاتفاق مع هذه المؤسسة الدولية، فقد أعلنت تأييدها لتولي ستروس كان رئاسة صندوق النقد الدولي. الحكومة الأرجنتينية ترى أنه الشخصية المناسبة التي تتمتع بالخبرة والمؤهلات المطلوبة لتولي هذا المنصب، خاصة وأنه أظهر قدرة على القيادة ورغبة في التغيير. فضلا عن أنه أبدى التزامه باستعادة شرعية صندوق النقد الدولي ومنح الدول الناشئة اقتصادياً مساحة أكبر في عملية صناعة القرار بما يتناسب مع دورها المتنامي في الاقتصاد العالمي. ومن جانبها أعلنت البرازيل أيضا دعمها للمرشح الفرنسي قبل انتخابه.

مهام شاقة في انتظار شتراوس-كان

وكان ستروس-كان قد تعهد باستعادة مصداقية وكفاءة صندوق النقد الدولي في حالة انتخابه رئيساً له لفترة خمس سنوات، مشيراً إلى أن الصندوق بات مؤخراً يواجه خطر فقدان أهميته. وأضاف أنه من الضروري إجراء إصلاحات كي يحافظ الصندوق على مكانته كمؤسسة دولية كبرى، توفر الاستقرار المالي للعالم.

فبعدما كان الصندوق منذ إنشائه قبل خمسون عاما، يعمل على الحفاظ على استقرار الأسواق المالية العالمية من خلال تقديم مساعدة استشارية للبنوك المركزية، بدأ نفوذه يضمحل بعدما تراجع نفوذ الحكومات والبنوك المركزية كأهم اللاعبين في الأسواق المالية لحساب البنوك ومؤسسات مالية أخرى.

وعن ذلك يقول أندريو كروكيت عن شركة الاستشارات المالية "يو بي مورغان": "تنوع التجارة في الأسواق العالمية يعني أنه لم يعد بإمكان صندوق النقد الدولي وحكومات الدول الأعضاء فيه اتخاذ القرار بمفردهم". ويضيف: "بالمقابل يمكن لصندوق النقد الدولي أن يلعب في المستقبل دور الوساطة بين كل الأطراف الفاعلة التي تتاجر في الأسواق المالية".

أهداف صندوق النقد الدولي

وإلى جانب تشجيع البلدان المختلفة على اعتماد سياسات اقتصادية سليمة، يقوم صندوق النقد الدولي بلعب دور مهم فيما يتعلق بتشجيع التعاون الدولي في المجال النقدي ودعم النمو المتوازن في التجارة الدولية وتنمية الموارد الإنتاجية لجميع البلدان الأعضاء. ويسعى الصندوق إلى ضمان استقرار أسعار الصرف وتجنب التخفيض التنافسي لقيم العملات وإجراء تصحيح منظم لاختلال موازين المدفوعات التي تتعرض لها البلدان، وذلك للحيلولة دون وقوع أزمات في النظام المالي.