صقور قرطاجة أمام فرصتهم الأخيرة للتأهل
٢٣ يونيو ٢٠٠٦الجزيري، ورقة تونس الرابحة
لم ينجح المنتخب التونسي، الذي يشارك في المونديال للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في تاريخه، حتى الان في تخطي الدور الأول. لكنه يخوض اليوم الجمعة (23.06.06 ) مباراة مصيرية وحاسمة أمام منتخب أوكرانيا في ملعب العاصمة الألمانية برلين كونها تعد فرصة حقيقية للمنتخب التونسي، الذي تفصله ثلاث نقاط لبلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخ الكرة التونسية.
ويعقد المنتخب التونسي آمالا كبيرة على مهاجمه "المشاكس" زياد الجزيري لهز شباك المنتخب الاوكراني. وكان الجزيري قد قدم عرضا جيدا في المباراة الأولى أمام المنتخب السعودي وفي المباراة الثانية التي جمعت المنتخب التونسي بنظيره الإسباني. وظهر خلالها الجزيري بمستوى جيد عكس الإمكانيات التقنية العالية التي يتمتع بها والتي مكنته من اخترق الدفاع الاسباني قبل ان يمرر كرة عرضية إلى جوهر المناري الذي سجل منها هدف التقدم. ويعلق الجمهور التونسي حلمه على الجزيري بعدما تعرض لضربة موجعة بعد الإعلان عن إصابة هداف منتخبه، فرانسيليدو دوس سانتوس. وترك غياب قلب الهجوم التونسي، البرازيلي الأصل، دوس سانتوس، فراغا كبيرا في صفوف خط الهجوم التونسي الذي أهدر عدة فرص التسجيل في المقابلات السابقة وبدا عاجزا على ترجمة تلك الفرص إلى أهداف.
في خضم ذلك لم يدلِ الطاقم الطبي للمنتخب التونسي بمعلومات أكيدة حول ما إذا كان دوس سانتوس سيلعب في مباراة اليوم لتعزيز خط الهجوم التونسي. ويقول الجزيري في هذا الصدد "غياب سانتوس أثر على أداء المنتخب بشكل كبير لكنه في الوقت ذاته رفع معنوياتي وجعلني أكثر إصرارا على تقديم الأفضل لدي لمساندة زملائي ومنتخب بلادي لبلوغ الدور الثاني". ويذكر أن الجزيري يتميز بسرعته الكبيرة ومراوغاته السريعة، بالإضافة إلى إجادته اقتناص الأهداف أمام المرمى.
وفي المقابل، سيحاول المنتخب الأوكراني التألق في مباراة الغد التي ستجرى في ملعب العاصمة الألمانية برلين لتخطي الدور الأول وذلك للمرة الأولى في تاريخه. وعلى عكس المنتخب التونسي الذي يحتاج إلى الفوز من أجل التأهل إلى الدور المقبل تضمن نتيجة التعادل للمنتخب الأوكراني بطاقة التأهل.
فرنسا والفرصة الأخيرة
تزايدت تساؤلات محبي ومشجعي الكرة الفرنسية حول مدى قدرة الفريق على الصمود أمام منتخبات قوية وسط تكهنات حول فرص وصول منتخب "الديوك" إلى أدوار متقدمة بعد النتائج المتواضعة التي أحرزها منتخب بلادهم في المباراتين السابقتين. وتظل أمام المنتخب الفرنسي فرصة أخيرة سيحاول استغلالها اليوم لتفادي تكرار مأساة الإقصاء المبكر، الذي عرفه في مونديال 2002 الذي أقيم في كوريا الجنوبية واليابان.
فبعدما سقط "الديوك" في فخ التعادل السلبي أمام المنتخب السويسري والتعادل الإيجابي أمام كوريا الجنوبية يخوض المنتخب الفرنسي اليوم، مباراة حاسمة أمام منتخب التوغولي في مدينة كولون. إذ يحتاج الفرنسيون إلى فوز بفارق هدفين لضمان بطاقة التأهل للدور الثاني. ورغم أن فرص المنتخب الفرنسي لتحقيق الفوز ضد منتخب توغو، الذي ودع بطولة كأس العالم، تبدو جيدة إلا أن هذا الأخير قد يقلب التوقعات ويفجر مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز على فرنسا، على اعتبار ان منتخب توغو سيحاول إنهاء مشواره في المونديال بفوز يرفع معنويات لاعبيه في الاستحقاقات المقبلة ويؤكد سمعته في النهائيات الحالية بعدما مني بهزيمة صعبة أمام منتخب كوريا الجنوبية وأمام سويسرا بحصة 1-3 وصفر-2 على التوالي.
ويذكر أن المنتخب الفرنسي يحتل المركز الثالث برصيد نقطتين من تعادلين بفارق نقطتين خلف سويسرا وكوريا الجنوبية اللذين يلتقيان في هانوفر. وقد يصب الفوز بفارق هدف واحد في مصلحة منتخب فرنسا، لكن شرط خسارة سويسرا أو كوريا الجنوبية في المباراة التي تجمع بينهما في نفس اليوم. وسيزيد غياب نجم المنتخب الفرنسي وصانع ألعابها زين الدين زيدان والمدافع اريك ابيدال بسبب الإيقاف، عقب تلقي كل منهما إنذارين في المباراتين السابقتين، من صعوبات "الديوك" في تحقيق الفوز وهز شباك المنتخب التوغولي بأكثر من هدفين.
وفي ظل غياب زيدان سيقوم فرانك ربيري بدور صانع الألعاب. فيما يُرجح اعتماد المدرب الفرنسي، دومينيك، على مهاجم إضافي إلى جانب تييري هنري وقد يكون لويس ساها أو دافيد تريزيغيه. ورغم صعوبة المعادلة التي يقف أمامها المنتخب الفرنسي أعرب مدرب "الديوك"، دومينيك، عن تفاؤله بقدرة فريقه على إحراز الفوز وقال "مستقبلنا في النهائيات يتوقف على فوزنا على توغو بفارق هدفين، وأنا متفائل في هذا الخصوص ومتأكد من قدرتنا على تسجيل أهداف." ويعول المنتخب الفرنسي على مهاجمه تيري هنري وخط دفاعه القوي لتغطية نقطة ضعف منتخب "الديوك" التي تكمن في خط الوسط.
كوريا الجنوبية - سويسرا
يلتقي المنتخبان السويسري والكوري الجنوبي في مباراة حاسمة يوم غد الجمعة، إذ سيحصل الفائز في المباراة على بطاقة الدور الثاني، فيما تعني الخسارة توديع المونديال في حال فوز فرنسا على توغو. أما التعادل فسيكون في صالح المنتخبين لكن شرط تعثر فرنسا. غير أن التعادل يصب في مصلحة المنتخب السويسري الذي يتفوق على المنتخب الكوري بفارق الأهداف، هذا ما يعني أن منتخب النمور سيلعب من أجل الفوز لضمان التأهل المباشر إلى الدور الثاني وتفادي الدخول في حسابات مع فرنسا أو توديع المسابقة في حال فوز الأخيرة على توغو بفارق هدفين. هذا وأكد لاعبو كوريا الجنوبية من جهتهم أنهم سيلعبون من اجل الفوز، حيث ان فرص فوز توغو على فرنسا تعد جد ضئيلة. أما السويسريون سيحاولون، في مباراة اليوم، أن يستغلوا الفرصة الذهبية التي أتيحت لهم لتخطي عقبة الدور الأول. بيد أنهم سيخوضون المباراة بارتياح لأنهم ليسوا بحاجة إلى الفوز على كوريا الجنوبية، فالتعادل يمنحهم بطاقة الدور المقبل.
السعودية وتحقيق المستحيل
يمكن نظريا لكل من أوكرانيا وتونس والسعودية المنافسة على البطاقة الثانية للدور الثاني في المجموعة الثامنة بعد أن ضمن المنتخب الإسباني تأهله واحتل صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط. لكن عمليا تنحصر المنافسة بين المنتخب التونسي ونظيره الاوكراني، إذ أن حظوظ المنتخب السعودي في خلق المفاجئة وهز شباك المنتخب الإسباني في المباراة التي ستقام بينهما اليوم تبدو شبه منعدمة. فالمنتخب الإسباني يملك ترسانة قوية من اللاعبين الجيدين ذوي المهارات العالية. بالإضافة إلى خط هجوم متماسك أثبت قدرته على اختراق دفاعات المنتخبات التي واجهها. لكن المنتخب السعودي سيحاول في مباراة اليوم أمام منتخب إسبانيا القوي في ملعب مدينة كايزرسلاوتن أن يتجنب خسارة كبيرة حفاظا على ماء الوجه بعدما تلاشت حظوظ تأهله. وذلك بعدما قدم المنتخب السعودي عرضا باهتا في المباريات التي خاضها، كشفت عن ثغرات كثيرة في طريقة أداء لاعبه وعن نقص في استعدادهم البدني والنفسي.
أما مدرب المنتخب الأسباني لويس، اراغونيس، فسيريح خلال مباراة إسبانيا أمام السعودية بعض لاعبيه الأساسيين المعروفين ببراعة التكتيك ودقة التمرير بعد أن ضمن التأهل. لكن المنتخب الإسباني يسعى رغم تأهله إلى إحراز الفوز للحفاظ على صدارة المجموعة لمواجهة ثاني المجموعة السابعة التي تضم فرنسا وكوريا الجنوبية وسويسرا وتوغو.