صحف ألمانية وأوروبية تحذر من التدخل العسكري في ليبيا
٢ مارس ٢٠١١كتبت صحيفة "برلينر تسايتونغ" الليبرالية المستقلة الصادرة في برلين عن احتمال تدخل الغرب عسكريا في ليبيا فقالت:
"في الوقت الذي لا يغيب فيه الواجب الإنساني يثار نقاش حول إمكانية القيام بتدخل عسكري. الفكرة هذه خطيرة لأسباب عدة منها: أن مجموعات المعارضة الليبية ترفض أي نوع من التدخل المباشر، وتريد معالجة الشؤون الليبية بنفسها لأنها تشعر بقدرتها على فعل ذلك، وهذا حق لها أيضا. وعلى مرّ السنوات الماضية نمت الشكوك حول التدخلات الأجنبية، ولا شيء أسوأ من سرقة انتصار المنتفضين الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى. ولا يبرر الوضع الإنساني في ليبيا حاليا، ولا القتال الحاصل بين المنتفضين وجماعات القذافي، أي تدخل عسكري".
وبعد أن حذرت الصحيفة من استخدام حجة حماية آبار النفط، رأت أنه فقط في حال بدأ القذافي في استخدام السلاح الجوي لقصف المدنيين، يتوجب على الغرب فرض منطقة حظر جوي.
وعن نفس الموضوع قالت جريدة "دي فيلت" الألمانية المحافظة:
"على الغرب أن يتدخل في ليبيا في الحالة القصوى فقط، ذلك أن فخر العرب بإنهاء أنظمة المستبدين بهم بأيديهم هو الأساس الأهم لمستقبل أفضل".
وتابعت: "إن قرار مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على القيادة الليبية المحيطة بالقذافي وإحالة الأمر إلى محكمة العدل الدولية دليل على أن المجتمع الدولي قادر فعلا على التحرك عندما يريد. والمفاجأة أن الصين المتمتعة بحق النقض في مجلس الأمن وافقت على ملاحقة الجريمة التي تشبه ما ارتكبته هي عام 1989 في ساحة تيانانمن".
وتساءلت جريدة "لا نوفل ريبوليك دو سونتر اووست" الفرنسية حول الخطوات التي سيتخذها الغرب إزاء الوضع المأساوي في ليبيا فكتبت:
"هل سيكون من الضروري سحب القذافي من مخبئه في طرابلس كما حصل مع صدام حسين، أي بالعنف؟ القوى الكبرى في هذا العالم، أوروبا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والناتو، تطرح هذا السؤال على نفسها. وكيف سيجري ربط واجب التدخل الإنساني كمبدأ أساسي للأمم المتحدة بمحاذير تنفيذ عملية عسكرية في البلد. وكما يخشى وزير خارجية فرنسا الجديد، آلان جوبيه، قد تكون نتيجة ذلك سلبية. والرأي العام العربي، والغربي بالطبع، فقد بعد موضوع أفغانستان أي رغبة في (رؤية) إرسال قوات للحلفاء لفرض عقاب (...)، لكن الكل متوافق على أمر واحد، وهو ضرورة منع مجنون طرابلس من مواصلة نشر الضرر".
وكتبت صحيفة "دير تاغزشبيغل" الألمانية المستقلة محذرة من السلاح الكيميائي الذي لا يزال بحوزة القذافي:
"حتى ولو أنه لا يزال في ليبيا 9,5 أطنان من غاز الخردل المخزّن فإن الخطر منها كبير (...) ويمكن لبضعة مئات غرام منه موصولة بمتفجرات أن تحدث كارثة ضخمة في مظاهرة جماهيرية. لكن الكارثة الأكبر أن تقع هذه المادة الفتاكة في أيدي إرهابيين دوليين لديهم صلات ممتازة بليبيا".
اسكندر الديك
مراجعة: هبة الله إسماعيل