سوريا ـ تواصل القمع والاحتجاجات والضغوط الدولية
١١ أغسطس ٢٠١١قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في مقابلة مع شبكة "سي.بي.إس" إن الشيء الضروري للضغط على الرئيس بشار الأسد هو فرض عقوبات على صناعة النفط والغاز، مضيفة "نريد أن نرى أوروبا تتخذ مزيدا من الخطوات في هذا الاتجاه". وحين سئلت الوزيرة الأمريكية عن السبب في عدم المطالبة حتى الآن بتنحي الرئيس السوري "أن واشنطن تريد من دول أخرى أن تعبر عن دعمها لهذا المطلب".
وفي تطور ملفت أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتفقا خلال مكالمة هاتفية الخميس على ضرورة "الانتقال إلى الديمقراطية" في سوريا. وقال مكتب اوباما إن الرئيس الأمريكي واردوغان اتفقا كذلك على ضرورة "الوقف الفوري لكافة أشكال سفك الدماء والعنف الذي يمارس ضد الشعب السوري" من قبل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. فيما أوضح مسؤولون أميركيون إن إدارة اوباما قد تطالب الرئيس السوري بالتخلي عن السلطة. وحتى الآن لم يصدر البيت الأبيض دعوة مباشرة للأسد بالتنحي خلافا لما للموقف من العقيد الليبي معمر القذافي.
تواصل العمليات العسكرية
ميدانيا ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن ما لا يقل عن قتل 14 مدنيا قتلوا اليوم الخميس (الحادي عشرة من آب/ أغسطس 2011) في عمليات جديدة لقوات الأمن السورية. وذكر ناشطون حقوقيون أن دبابات الجيش السوري اقتحمت مدينتي سراقب بمحافظة ادلب شمال غرب البلاد، والقصير بمنطقة حمص في الوسط. وأفاد نفس المصدر أن مدينة القصير لوحدها عرفت مقتل ما لا يقل عن 11 مدنيا وإصابة عشرات آخرين بجروح، فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أن "ثلاثة مدنيين قتلوا في حي المطار في دير الزور وأحرقت منازل".
وتأتي هذه الحصيلة الثقيلة غداة مقتل 19 مدنيا على الأقل الأربعاء بينهم 18 في مدينة حمص بوسط البلاد. من جهة أخرى قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها حافلات كبيرة محملة بعناصر أمنية وعسكرية اقتحمت مدينة سراقب صباح اليوم الخميس".
زيادة الضغوط الخارجية
وفي سياق متصل كثفت الدول الغربية ضغوطها على سوريا مطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ "إجراءات إضافية" ضد نظام الأسد بعد رفضه النداءات المتكررة والملحة لوقف قمعه الدموي للمتظاهرين المطالبين برحيله. لكن يبدو أن هذه الدعوة لم تلق آذانا صاغية لدى المندوب الروسي الذي أكد أن العقوبات ليست السبيل لوقف حملة القمع.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة اوسكار فرنانديز تارانكو إن عمليات القتل في سوريا لم تتوقف بعد أسبوع من إصدار المجلس بيانا يدين حملة القمع ويدعو إلى وقفها "فورا". وقال الدبلوماسي الأممي إن الخلاصة الأساسية لتقرير الأمم المتحدة حول سوريا هو أنها "لم تستجب" لدعوات المجلس لها بوقف العنف. وقال مندوبو كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال إنه إذا لم تتحسن الأحوال في سوريا بحلول الجلسة المقبلة عندها يتعين على مجلس الأمن أن يتخذ "إجراءات إضافية".
وبات نظلم الأسد يعاني من عزلة دولية متزايدة بعد استدعاء عدد من الدول العربية لسفرائها لديه هذا الأسبوع والدعوات التي وجهتها إليه السعودية وتركيا لكبح قواته وبدء الإصلاحات.
جمعة "لن نركع للقمع"
زيادة عمليات القمع لا يوازيه إلا تصميم المحتجين المناهضين للأسد على مواصلة التظاهر بعد خمسة أشهر على بدء الاحتجاج. فقد دعوا على صفحتهم على فيسبوك والمسماة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" إلى تظاهرات حاشدة الجمعة تحت شعار "لن نركع" للقمع. ويذكر أن السلطات السورية لا تعترف بحجم الحركة الاحتجاجية وتبرر اللجوء إلى القوة بمطاردة "مجموعات إرهابية مسلحة" تزرع الفوضى وتهاجم المدنيين حسب روايتها، رغم أن الرئيس الأسد اعترف بان قواته ارتكبت "بعض الأخطاء" في المراحل الأولى من قمع المتظاهرين لكنه أكد أن "الجهود تبذل للحيلولة دون تكرارها". ومنذ بداية حركة الاحتجاج قتل حوالي ألفي شخص واعتقل أكثر من 12 ألفا حسب مصادر حقوقية. فيما تقول الحكومة السورية إن 500 من قوات الشرطة والجيش قتلوا منذ بداية الاحتجاجات.
يذكر أن سوريا طردت معظم الصحفيين المستقلين منذ بداية الاحتجاجات ولا تسمح بتغطية الأحداث من قبل صحفيين مستلين أو زيارة منظمات حقوقية مستقلة لموقع الأحداث، مما يجعل من الصعب التحقق من صحة الأحداث على الأرض ومزاعم كل طرف.
(ح.ز/ رويترز/ أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي