سوريا: توقع مظاهرات حاشدة وسط احتدام الجدل حول دور المراقبين العرب
٣٠ ديسمبر ٢٠١١شككت المعارضة السورية ونشطاء في الداخل والخارج في مدى قدرة المراقبين التابعين لبعثة الجامعة العربية، في الوصول إلى المواقع التي تمكنهم من تقييم موضوعي شامل، حول التزام دمشق بالإنهاء الفعلي لحملتها القمعية ضد المحتجين المناهضين لنظام بشار الأسد. ويتزامن وجود المراقبين اليوم (30 ديسمبر/ كانون أول 2011) مع مظاهرات حاشدة متوقعة اطلقت عليها المعارضة السورية بـ"جمعة الزحف نحو ساحات التغيير".
انتقادات لدور المراقبين
اشتكى عدد من النشطاء من كون بعثة المراقبين تكتفي بتنسيق مهمتها مع السلطات السورية وحدها مصحوبة بقوات أمنية تجعل النشطاء غير قادرين على الاقتراب من المراقبين. وقال أحد سكان حمص لرويترز واسمه أبو رامي "في البداية كان عندنا أمل كبير. ظننا أننا سنكون قادرين على الذهاب إلى الميادين العامة للتعبير عن آرائنا لكن للأسف عندما حاولنا واجهنا الأمن بعنف". وأضاف "الحديث إليهم صعب جدا، فالوفد مصحوب دائما بضباط أمن. وهناك قناصة فوق فندقهم. ونحن كنشطاء لا يمكننا التواصل معهم مباشرة".
من جهتها أكدت الجامعة العربية أن المراقبين سيفعلون كل ما يلزم لتقييم "حقيقة الموقف على الأرض" بما في ذلك لقاء محتجين وشهود عيان ومسؤولين حكوميين. ونشرت الجامعة عنوانا بريديا الكترونيا على صفحتها على موقع فيسبوك حيث يمكن لوسائل الإعلام أن ترسل شكاويها إذا لم يسمح لها بدخول سوريا أو إذا واجهتها أي صعوبات أخرى. وجاءت هذه الخطوة بعد الانتقادات الواسعة لتصريحات رئيس البعثة الفريق أول الركن محمد احمد مصطفى الدابي، وهو سوداني الجنسية وجهت محكمة لجرائم الحرب اتهامات لحكومته بسبب إراقة دماء في إقليم دارفور بغرب السودان، والتي قال فيها إنه لم يرى بعد شيئا "مخيفا" في سوريا. من جهته قال متحدث باسم الخارجية السورية إن المراقبين العرب يحصلون على "كل التسهيلات التي يحتاجون إليها" لتقييم الأزمة.
واشنطن وموسكو: تقييم مختلف
في رد فعلها حول الجدل الدائر حول دور المراقبين العرب، اعتبرت الخارجية الأميركية أن وجودهم "يساعد معارضي النظام السوري على رغم انه لم يسمح بوقف القمع في البلاد". وأعربت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند عن "قلقها" من الوضع. وأشارت إلى تواصل سقوط قتلى في حمص وحماة وادلب في وقت "كان المراقبون يحاولون التوجه" إلى هذه المدن. وشددت نولاند على أن المراقبين يجب أن يتمكنوا من التنقل في سائر أنحاء البلاد والتحدث بحرية مع من يريدون بمن فيهم السجناء السياسيين داعية نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى تطبيق بنود البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية.
في سياق متصل قال بيان للخارجية الروسية اليوم الجمعة إن تعليقات المراقبين العرب في سوريا تظهر أن الوضع في البلاد "مطمئن". وأضاف البيان "بالنظر إلى التصريحات العلنية التي أدلى بها رئيس البعثة مصطفى الدابي الذي ذهب في أولى زياراته إلى مدينة حمص... يبدو الوضع مطمئنا." وقالت الوزارة إن روسيا تعول على "حرفية وحيادية" فريق جامعة الدول العربية.
(ح.ز/ رويترز، أ.ف.ب )
مراجعة: منصف السليمي