سقوط طائرة ركاب قبرصية وفرضية الحادث هي الأرجح
١٤ أغسطس ٢٠٠٥تم الإعلان اليوم عن سقوط طائرة من طراز بوينج 737 تابعة لشركة الطيران القبرصية الخاصة "هيليوس"، على بعد حوالى اربعين كيلومترا شمال شرق اثينا. وكانت تقل 115 راكبا وطاقما من ستة افراد منهم 59 بالغا وثمانية اطفال كانوا متجهين الى اثينا و48 راكبا كانوا سيواصلون الرحلة الى العاصمة التشيكية براج. وانتثر حطام الطائرة في مساحة واسعة من انحاء المنطقة الجبلية غير المأهولة التي تبعد نحو 40 كيلومترا الى الشمال من اثينا كما شوهد دخان أسود كثيف يتصاعد في المنطقة من عدة حرائق صغيرة.
وقالت شبكة "الفا" التلفزيونية اليونانية ان الطيار ابلغ برج المراقبة ان الطائرة تواجه مشاكل في نظام تكييف الهواء. وبعد دقائق
انقطعت الاتصالات مع الطائرة التي كانت على ارتفاع 35 الف قدم في طريقها من لارناكا في قبرص الى براج مرورا باثينا. وقالت الشرطة وفرق الاطفاء في موقع سقوط الطائرة انه لا يوجد أي مؤشر في الوقت الراهن الى وجود ناجين.
رهاب الإرهاب
رافق الطائرة أثناء سقوطها مقاتلتان يونانيتان من طراز اف 16 بعد أن انقطعت اتصالاتها مع برج المراقبة في اثينا وهي في طريقها الى العاصمة اليونانية. واعلنت هيئة الاركان في الجيش اليوناني انها لا تستبعد ان تكون الطائرة القبرصية القادمة من لارنكا "قد تعرضت للاختطاف". وقال غيراسيموس كالبوياناكيس المتحدث باسم هيئة الاركان انه "لا يمكن استبعاد تعرض الطائرة للاختطاف". واضاف "من المرجح ان تكون الطائرة تعرضت للقرصنة". واضاف ان قائدا الطائرتين "شاهدا ان الوضع غير طبيعي في قمرة القيادة" في الطائرة القبرصية.
غير أن الناطق باسم الحكومة اليونانية ثيودوروس روسوبولوس اعلن اليوم الاحد ان الحكومة ترى ان فرضية الحادث هي "الارجح" في تحطم الطائرة القبرصية وعلى متنها 121 شخصا لكنها تحقق في كل الاحتمالات. وتواردت أخبار أن الطائرة تعرضت لمشاكل فنية تتعلق فيما يبدو بامدادات الأكسجين أو نظام الضغط في قمرة القيادة قبل دقائق من الموعد المحدد لهبوطها. حيث قال احد ركاب الطائرة في رسالة نصية قصيرة عبر الهاتف المحمول لاحد أقاربه "لون وجه الطيار أصبح أزرق... وداعا... اننا نتجمد". وقال مسؤولون بمطار لارناكا لشبكة التلفزيون القبرصية الرسمية ان الطيار غاب عن الوعي فيما يبدو بسبب اختلال الضغط داخل قمرة القيادة.
الطائرة "تأخرت"
وقطع رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرامنليس عطلته التي يقضيها في جزيرة تينوس وتوجه عائدا الى أثينا بعد اتضاح حجم الكارثة. كما توجه الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس الى لارناكا حيث تجمع أقارب واصدقاء الركاب ملهوفين امام مقر شركة هيليوس للطيران. وفي مطار براج حيث كان اقارب واصدقاء الركاب المتوجهين الى العاصمة التشيكية ينتظرون وصول الطائرة اشارت لوحات بيانات الاقلاع والوصول الى أن الطائرة "تأخرت".
تأسست شركة هيليوس وهي أول شركة قبرصية خاصة للطيران عام 1999 وتسير رحلات الى مدن دبلن وصوفيا ووارسو وبراج وستراستبورج وعدة مطارات بريطانية وهي تستخدم أسطولا من طائرات بوينج 737. وكانت هناك تقارير سابقة عن مشاكل تعرضت لها طائرات شركة هيليوس. ففي ديسمبر كانون الاول عام 2004 نقل ثلاثة ركاب الى المستشفى بعد ان اختل الضغط داخل احدى طائرات الشركة وهبوطها اضطراريا في لارناكا. وفي سبتمبر ايلول عام 2003 اصيب محرك احدى طائرات هيليوس بعطب وحولت الطائرة وجهتها الى رودس حيث تمكنت من الهبوط بسلام. وقالت شرطة مطار اثينا الدولي ان الرحلات الجوية من المطار واليه تسير بصورة طبيعية.