أطلقت روسيا مسيرات اخترقت أجواء رومانيا وبولندا، وهما عضوان في حلف شمال الأطلسي. هذا الخرق أثار التوتر والتأهب في الجناح الشرقي للحلف، الذي تحركت قواته وطائراته للتصدي للمسيرات الروسية وإسقاط بعض تلك التي حلقت في سماء بولندا .
خرق المسيرات الروسية لأجواء رومانيا وبولندا مؤخرا، ليس الأول، إذ تكررت مثل هذه الحوادث عدة مرات. فهل هي نتيجة خطأ فني أم عمل مقصود، وما هي أهداف موسكو من وراء ذلك وخاصة خرق أجواء بولندا مؤخرا؟
على ذلك يجيب الخبير في شؤون الأمن الدولي، جاسم محمد، بأنه ليس خطأ تقنيا، وإنما الخرق كان مقصودا، سيما وأن عدد المسيرات كان حوالي 19 مسيرة وليس واحدة أو اثنتين فقط. وأضاف الخبير الأمني لبرنامج ستوديو الحدث، حول هدف روسيا من وراء خرق أجواء بولندا، بأنه أولا "معرفة ردود فعل الناتو وسرعة استجابته" ويرى محمد أن استجابة الناتو كانت سريعة، لكنها كانت مكلفة للناتو الذي حدث "إرباك" أيضا في صفوفه.
وقال إن ذلك كان "استفزازا وإرباكا للناتو وإشغاله ومعرفة رد فعله". وأشار خبير الأمن الدولي، جاسم محمد، إلى أن توقيت الخرق وتزامنه مع مناورات "زاباد" العسكرية المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا "يثير المخاوف لدى دول الناتو".
العقوبات وتعديل القرار السياسي
التطورات الأخيرة جاءت بعد قمة دول مجموعة شنغهاي التي عقدت في الصين ، ما يثير التساؤل حول ما إذا كانت موسكو قد حصلت على جرعة دعم جديدة من حلفائها، كما تم تداول مسألة فرض عقوبات غربية جديدة على روسيا، فهل ثمة من جدوى لعقوبات جديدة، سيما وأن روسيا لا زالت صامدة رغم العقوبات الهائلة المفروضة عليها؟
يقول البروفسور جاسم عجاقة، الخبير الاقتصادي والمالي، إن هدف العقوبات الاقتصادية الأساسي تاريخيا هو "تعديل القرار السياسي، فعندما تعجز الحكومة عن إقناع دولة بشيء ما، حينها يتم فرض عقوبات عليها. وهي أداة من الأدوات الدبلوماسية وتظهر فعاليتها في الكثير من الحالات". لكنه يستدرك ويقول لبرنامج ستوديو الحدث "إن العقوبات تؤثر بالدرجة الأولى على الشعب، الناس العاديين، أكثر منه على السلطة السياسية التي يجب أن تعدل من قرارها". ويرى أن العقوبات التي فرضت على روسيا لها جدوى وأثرت عليها إذ "حرمتها من التكنولوجيا والعملة الصعبة. وبالتالي فإن الاستثمارات في روسيا، أقل بكثير مما تحتاجه".
ضيفا الحوار:
- د. جاسم عجاقة: أستاذ جامعي خبير اقتصادي ومالي
- جاسم محمد: خبير في شؤون الأمن الدولي
إعداد وتقديم:
- عارف جابو وخلدون زين الدين