الأحداث التي شهدتها مدينة السويداء في جنوب سوريا والاشتباكات المسلحة بين مقاتلين من الطائفة الدرزية ومسلحين من العشائر وقوات الأمن السورية، أثارت مخاوف الأقليات وقلق دول المنطقة. وقوع عدد كبير من الضحايا والدمار الذي حل بالمدينة والبنية التحتية، يثير الكثير من الأسئلة حول موقف الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع وحكومته تجاه المكونات الأخرى الإثنية والطائفية والدينية في البلاد، ومدى جديته والتزامه بالتطمينات والوعود التي قطعها لحماية تلك المكونات وضمان حقوقها.
يرى مراقبون أن الشرع قد فهم الدعم العربي والدولي له بشكل خاطئ، معتقدا أنه يستطيع التصرف بحرية دون مراعاة الفئات والمكونات الأخرى في البلاد. فإلى أي مدى أثرت التطورات الأخيرة على الموقف الأمريكي ودعم واشنطن للشرع وحكومته؟
الكاتب والصحفي اللبناني علي حمادة، يقول في برنامج ستوديو الحدث: إن ما وقع في السويداء أدى إلى تغيير واشنطن لهجتها تجاه دمشق، وقد ظهر ذلك من خلال تصريحات مبعوث الرئيس ترامب الخاص إلى سوريا ولبنان، السفير توم باراك، الذي قال "يفترض إعطاء الحكومة فرصة أخرى، لكنها يجب أن تحاسب أيضا. ودعوته للحكومة بأن تكون أكثر استيعابا لمكونات وفئات وتنوع المجتمع السوري". وأضاف حمادة إلى أن باراك طالب دمشق بمراعاة مصالح دول الجوار ويرى أنه يقصد بذلك إسرائيل. وإن لهجة المبعوث الأمريكي أصبحت "أكثر تحفظا" من السابق. لكن ذلك "لا يعني أن الدعم الأمريكي لسوريا قد تلاشى، ولكنه يعني أن هناك حذرا، خصوصا بعد ما وقع في السويداء".
دمشق لن تلجأ إلى الحل العسكري مع الأكراد
أما الكاتب والصحافي، عبد الحليم سليمان، فقال إن ما حدث في السويداء قد "أدخل الحكومة السورية في مأزق آخر بعد ما حصل في الساحل" ومقتل مواطنين أمريكيين في السويداء خلال الأحداث سيكون له تأثير على الرأي العام الأمريكي وعلى الإدارة الأمريكية أيضا.
ويعتقد أن التطورات ستؤثر على الموقف الغربي والانفتاح على دمشق، وهناك تغير في لهجة المبعوث الأمريكي الخاص، توم باراك وخاصة إشارته إلى محاسبة ومساءلة الحكومة السورية عما وقع في السويداء.
من ناحية أخرى يستبعد سليمان أن تشهد منطقة شمال شرق سوريا ما شهدته السويداء وأن تلجأ دمشق إلى الحل العسكري مع الأكراد. كما أن لا يتوقع أن تنقلب العشائر العربية المشاركة في قوات سوريا الديمقراطية على تلك القوات وتحمل السلاح ضدها إذا ما لجأت الحكومة السورية إلى الحل العسكري.
إعداد وتقديم: عارف جابو وخلدون زين الدين
ضيفا الحوار:
- عبد الحليم سليمان: كاتب وصحافي مراسل اندبندنت عربية في سوريا
- علي حمادة: كاتب وصحافي لبناني