روبيو يحذر الطلاب الأجانب ويكشف عن إلغاء تأشيرة 300 "مخبول"

قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الخميس ( 27 مارس / آذار 2025) إن الوزارة ألغت ربما أكثر من 300 تأشيرة، وحذر من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبحث كل يوم عن "هؤلاء المخبولين". 

وجاءت تعليقات روبيو ردا على سؤال حول الطالبة التركية رميساء أوزتورك التي اعتقلها عملاء ملثمون بزي مدني مساء الثلاثاء في سومرفيل بولاية ماساتشوستس قرب بوسطن. واحتجازها هو أحدث إجراء تتخذه إدارة ترامب ضد طالب أجنبي أبدى دعمه للفلسطينيين في حرب إسرائيل في غزة.

وأضاف روبيو في مؤتمر صحفي في دولة جيانا في أمريكا الجنوبية: "العدد ربما أكثر من 300 في هذه المرحلة. نفعل هذا كل يوم. في كل مرة أعثر فيها على أحد هؤلاء المختلين، أسحب تأشيراتهم"، لكنه لم يوضح من هم أصحاب التأشيرات الملغاة. وفي تصريحات لصحفيين على متن طائرة عائدة إلى واشنطن، قال روبيو إن التأشيرات الملغاة البالغ عددها نحو 300 تنوعت ما بين تأشيرات الدراسة والزيارة. وأضاف أنه وقَّع على كل إجراء على حدة. وقال "في مرحلة ما، آمل أن نفرغ من هذا لأننا تخلصنا منهم جميعا، لكننا نبحث كل يوم عن هؤلاء المخبولين المخربين".

وأكد الوزير أن وزارة الخارجية ألغت تأشيرة أوزتورك، لكنه لم يتطرق إلى تفاصيل عند سؤاله عما فعلته أوزتورك بالتحديد ليصدر بحقها مثل هذا الإجراء. وقال إن واشنطن ستسحب أي تأشيرة أصدرتها من قبل إذا شارك الطلاب في أعمال مثل "تخريب الجامعات ومضايقة الطلاب والاستيلاء على المباني وإثارة الشغب". ولم يذكر روبيو إن كانت أوزتورك قد شاركت في مثل هذه الممارسات، لكنه قال إن ما ورد إليه بشأن قضيتها يكفي لاعتبارها من "الأشخاص الذين يدعمون حركات تتعارض مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة". وأوزتورك باحثة ضمن برنامج فولبرايت وطالبة في برنامج الدكتوراه بجامعة تافتس لدراسة الطفولة والتنمية البشرية وموجودة في البلاد بتأشيرة للدراسة.

وجاء اعتقال أوزتورك بعد عام من مشاركتها في كتابة مقال رأي في صحيفة تافتس ديلي الطلابية انتقد رد فعل جامعة تافتس على دعوات الطلاب لسحب الاستثمارات من الشركات التي لها علاقات بإسرائيل ورد الفعل على دعوات "الاعتراف بوقوع إبادة جماعية للفلسطينيين". وبعد اعتقال أوزتورك، رفعت محاميتها دعوى قضائية قالت فيها إن عملية احتجازها لم تكن قانونية. وفي حين أمر قاضٍ اتحادي في بوسطن مساء الثلاثاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة بعدم نقل أوزتورك من ماساتشوستس دون إشعار مسبق قبل 48 ساعة، أفادت وزارة العدل الأمريكية في وثيقة قدمتها يوم الخميس بأنها الآن في لويزيانا، وأنها كانت محتجزة خارج ماساتشوستس وقت رفع الدعوى.

وفي بيان مساء الأربعاء، وصفت محاميتها مهسا خانباباي الادعاءات الموجهة ضد موكلتها بأنها "لا أساس لها"، مشيرة إلى أنها لم تُتهم بأي جريمة. وقالت خانباباي "يبدو أن السبب الوحيد وراء استهدافها هو حقها في حرية التعبير". ويقول مؤيدو أوزتورك إن احتجازها هو أول اعتقال معروف من إدارة الرئيس دونالد ترامب لطالبة من منطقة بوسطن شاركت في مثل هذا النشاط. واحتجزت إدارة ترامب أو سعت إلى احتجاز عدد من الطلاب المولودين في الخارج الذين يقيمون في الولايات المتحدة بشكل قانوني وشاركوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين. وانتُقدت هذه الإجراءات باعتبارها اعتداء على حرية التعبير، بينما تجادل إدارة ترامب بأن بعض الاحتجاجات معادية للسامية وقد تضر بالسياسة الخارجية الأمريكية. وقال روبيو خلال مؤتمر صحفي في سورينام يوم الخميس "أولئك الذين نتخلص منهم في بلدنا مخربون وليسوا متظاهرين. إنهم يسيطرون على حرم الجامعات. يضايقون زملاءهم الطلاب... إنهم لا يتظاهرون، بل يتجاوزون ذلك". وأضاف: "نريدهم أن يرحلوا. سنطرد كل من أجده منهم".

وخلال حملته للانتخابات الرئاسية هاجم ترامب بشدة الاحتجاجات التي جرت في العديد من الجامعات الأمريكية على القصف الإسرائيلي في قطاع غزة، وانتقد كذلك أيضا حجم الدعم الذي قدّمته إدارة سلفه جو بايدن لإسرائيل. كما كان ترامب شديد الانتقاد للجامعات التي أقيمت فيها هذه الفعاليات التضامنية مع فلسطينيي غزة. ومنذ تنصيب ترامب في 20 يناير / كانون الثاني 2025 يفتخر روبيو بأنه تمكن حتى الآن من الحفاظ على ثبات موقفه. وهذا الأسبوع ردت إدارة ترامب بالتشديد على أن "صون الدستور الأمريكي حرية التعبير لا ينطبق على المواطنين غير الأمريكيين"، متهمة الناشطين الطلاب بخلق أجواء خطرة للطلاب اليهود. ومن دون أن يعلق بشكل مباشر على قضية الطالبة التركية في جامعة تافتس، قال روبيو "إذا أخبرتَنا أن سبب مجيئك إلى الولايات المتحدة هو ليس فقط لأنك تريد كتابة مقالات رأي، بل لأنك تريد المشاركة في حركات تنطوي على تخريب للجامعات ومضايقة للطلاب، والاستيلاء على المباني، وخلق اضطرابات، فنحن لن نمنحك تأشيرة". وأضاف "إذا كذبتَ علينا وحصلتَ على تأشيرة ثم دخلت إلى الولايات المتحدة وشاركت بهذه التأشيرة في هذا النوع من النشاط، فسنلغي تأشيرتك".

ع.م / ع.ج.م (رويترز ، أ ف ب)