رئيس المجلس الوطني الانتقالي يهدد باستخدام القوة "لمنع تقسيم ليبيا"
٧ مارس ٢٠١٢دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي اليوم (الأربعاء 7 مارس/آذار2012) الليبيين إلى التمسك بوحدتهم والالتفاف حول "المجلس الانتقالي كممثل شرعي وحيد"، بحسب بيان نقلته وكالة فرانس برس. وناشد الأمين العام "الحفاظ على الوحدة الوطنية والترابية لليبيا"، وجدد دعوته "الشعب الليبي بمختلف مكوناته، ضرورة الالتفاف حول المجلس الوطني الانتقالي بصفته الممثل الشرعي والوحيد (...) ودعم الحكومة في هذه المرحلة المهمة والحاسة". وختم أوغلي مؤكدا "دعم المنظمة للمجلس والحكومة الانتقاليين".
كان زعماء قبائل وسياسيون في بنغازي أمس أعلنوا منطقة برقة النفطية "إقليما فيدراليا اتحاديا" وقرروا "اعتماد دستور الاستقلال الصادر العام 1951" عندما كانت ليبيا مملكة اتحادية تتألف من ثلاث ولايات هي طرابلس وبرقة وفزان تتمتع بالحكم الذاتي. وعين نحو ثلاثة آلاف مندوب شاركوا في مؤتمر في مدينة بنغازي في شرق ليبيا أحمد السنوسي -وهو قريب لملك ليبيا السابق وسجين سياسي خلال عهد معمر القذافي- رئيسا للمجلس الجديد.ويرجع الإعلان الذي صدر يوم الثلاثاء إلى الاستياء الذي يشيع بين سكان شرق ليبيا منذ فترة طويلة مما يعتبرونه إهمالا من جانب حكام البلاد في طرابلس التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر إلى الغرب.
ويزيد إعلان الحكم الذاتي التحديات التي يواجهها المجلس الوطني الانتقالي الذي يكافح لفرض سلطته على البلدات والميليشيات التي تدير شؤونها بنفسها دون الرجوع بدرجة تذكر للحكومة في طرابلس، حيث رد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل اليوم بالتهديد باستخدام القوة "لمنع تقسيم ليبيا"، قائلاً: "لسنا مستعدين لتقسيم ليبيا (...) ونحن نستطيع ردعهم ولو بالقوة".
وكان عبد الجليل اتهم الثلاثاء دولا عربية بأنها "تغذي الفتنة "حتى تهنأ في دولها ولا ينتقل إليها طوفان الثورة" وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في تصريح نقلته وكالة رويترز إن إعلان زعماء مدنيين عن حكم ذاتي في برقة بشرق البلاد إنما هو نتيجة مؤامرة خارجية وقد يفتت البلاد، موضحا للصحفيين أن دولا أجنبية مولت ودعمت تلك المؤامرة. وطالب أبناء الشعب الليبي بتوخي الحذر واليقظة لما سماه المؤامرات التي تحاك ضدهم وأن يدركوا أن بعض الناس يحاولون جر البلاد نحو الهاوية. وتابع أن المجلس الوطني يرى أن ما حدث اليوم هو مسألة بالغة الخطورة تعوق الوحدة الوطنية وتهددها ورفضها كل الشرفاء في الماضي والحاضر.
ومن شأن اتخاذ خطوات نحو منح برقة مزيدا من الحكم الذاتي أن يقلق شركات النفط العالمية العاملة في ليبيا لأنه يثير احتمال اضطرار تلك الشركات لإعادة التفاوض بشأن عقودها مع كيان جديد. يذكر أن الإعلان الصادر في بنغازي لا يتمتع بقوة قانونية، ولم يوضح ما إذا كان المجلس الجديد سيعمل في إطار مؤسسات المجلس الوطني الانتقالي أم سيكون منافسا له.
(س.ك/أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ)
مراجعة: حسن زنيند