فون دير لاين تدافع عن العقوبات المقترحة ضد إسرائيل
٢١ سبتمبر ٢٠٢٥دافعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين عن العقوبات الأوروبية المقترحة ضد إسرائيل. وقالت فون دير لاين في مقابلة كتابية مع "تحالف الصحف الأوروبية الرائدة" (لينا)، الذي يضم أيضا صحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية، إنها تدرك إلى أي مدى هزت هجمات حماس المروعة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إسرائيل، وأضافت: "لكن التطورات الأخيرة مثيرة للقلق بشكل خاص، في ظل مجاعة من صنع الإنسان والتجفيف المالي للسلطة الفلسطينية". يذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وذكرت السياسية الألمانية، المنتمية للحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشار فريدريش ميرتس، أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام طويل الأمد ومستدام في المنطقة، مضيفة أن خطط مشروع استيطاني فيما يسمى بالمنطقة "إي1-" ستؤدي عمليا إلى فصل الضفة الغربية المحتلة عن القدس الشرقية، وقالت: "ما شهدناه من الحكومة الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة هو محاولة واضحة لتقويض حل الدولتين"، موضحة أن المفوضية الأوروبية قررت لذلك التحرك واقترحت حزمة من "التدابير المستهدفة والمتناسبة لإيجاد سبيل للمضي قدما".
إجراءات عقابية
وردا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي لاقت انتقادات لاذعة من دول عديدة، اقترحت فون دير لاين يوم الأربعاء الماضي عدة إجراءات عقابية لإجبار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تغيير مسارها. وتضمنت المقترحات - من بين أمور أخرى - إلغاء مزايا التجارة الحرة التي تؤثر على 37% من صادرات السلع الإسرائيلية إلى الاتحاد الأوروبي. كما اقترحت فون دير لاين اتخاذ إجراءات عقابية ضد سياسيين شديدي التطرف، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ذلك إلى جانب فرض عقوبات على أعضاء حماس وجهاديين فلسطينيين ومستوطنين عنيفين.
وتعتزم الحكومة الألمانية اتخاذ موقف بشأن مقترحات فون دير لاين خلال قمة الاتحاد الأوروبي مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل. ويتطلب اعتماد المقترحات في مجلس الدول الأعضاء موافقة 15 دولة من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، والتي تمثل مجتمعة ما لا يقل عن 65% من إجمالي سكان الاتحاد. وبدون موافقة روما أو برلين، من غير المتوقع حاليا أن يجرى تمرير المقترحات.
"توصيات مشوهة أخلاقيا وسياسيا"
ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توصيات مفوضية الاتحاد الأوروبي بأنها "مشوهة أخلاقيا وسياسيا"، مضيفا أنه من المأمول ألا يتم قبول هذه التوصيات.
مقاطعة ثقافية؟
على صعيد منفصل يدعو عدد متزايد من الفنانين الغربيين في مجالات الموسيقى وصناعة الأفلام والنشر، إلى مقاطعة إسرائيل ثقافيا بسبب الحرب في قطاع غزة، ما يذكّر بتحرّك مماثل من أجل جنوب افريقيا خلال حقبة الفصل العنصري.
وصرح الممثل البريطاني خالد عبد الله (الممثل في فيلمي "عداء الطائرة الورقية" و"التاج") لفرانس برس بعد توقيعه عريضة تدعو إلى مقاطعة بعض هيئات السينما الإسرائيلية "لا شك لديّ مطلقا في أننا أصبحنا عالميا عند نقطة تحول". وجمعت الرسالة المفتوحة الصادرة عن مجموعة "عاملون في السينما من أجل فلسطين" آلاف الموقعين، وبينهم الممثلان خواكين فينيكس وإيما ستون، الذين تعهدوا قطع العلاقات مع أي مؤسسات إسرائيلية "متورطة في الإبادة الجماعية" في غزة.
وفي حفلة توزيع جوائز إيمي هذا الأسبوع، تحدث الفائزون من خافيير بارديم إلى هانا إينبيندر، نجمة فيلم "هاكس"، عن غزة في أصداء لتصريحات مماثلة خلال مهرجان البندقية السينمائي في وقت سابق من هذا الشهر.
وأعلنت فرقة "ماسيف أتاك"، رائدة موسيقى التريب هوب البريطانية، الخميس، انضمامها إلى مجموعة موسيقية تُدعى "لا موسيقى للإبادة" والتي ستدفع في اتجاه منع بث أغانيهم في إسرائيل.
تداعيات المقاطعة على الفنانين في إسرائيل
في سياق آخر، تواجه إسرائيل مقاطعة في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، وقد وقّع مؤلفون رسائل مفتوحة لذلك، بينما يقود رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حملة لاستبعاد إسرائيل من الأحداث الرياضية. علما أن وزير الثقافة الألماني فولفرام فيمر ندّد بدعوات مقاطعة "يوروفيجن" التي صدرت عن بلدان عدة في حال مشاركة أغنية إسرائيلية فيها.
وأعلن قائد الأوركسترا الإسرائيلي إيلان فولكوف الأسبوع الماضي خلال حفلة موسيقية في بريطانيا أنه لن يعزف في وطنه بعد الآن.
وقال هاكان ثورن الأكاديمي السويدي في جامعة غوتنبرغ الذي ألف كتابا عن حركة المقاطعة في جنوب افريقيا "أعتقد أننا نشهد وضعا مماثلا لحركة المقاطعة ضد نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا". وأضاف عالم الاجتماع "لقد حدث بالتأكيد تحول في ربيع هذا العام عندما رأى العالم صور المجاعة في غزة".
في إسرائيل، يخشى العديد من الفنانين من تداعيات حركة المقاطعة. وصرّح كاتب السيناريو الإسرائيلي الشهير هاغاي ليفي لفرانس برس في وقت سابق من هذا الشهر أن "90% من الوسط الفني" يعارض الحرب. وأضاف "إنهم يعانون ومقاطعتهم ستساهم في إضعافهم".
ا.ف/ ح.ز (د.ب.أ، أ.ف.ب)