حراك دبلوماسي يُسرع احتمال قمة بين بوتين وزيلينسكي
١٩ أغسطس ٢٠٢٥على هامش الاجتماع الأميركي الأوروبي في واشنطن، أجرى الرئيس دونالد ترامب اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغه فيه الأخير باستعداده للقاء نظيره الأوكراني.
وستكون هذه القمة في حال حصولها، الأولى بين الرئيسين الروسي والأوكراني منذ بدء الحرب. من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للصحفيين في واشنطن إنه مستعد للقاء نظيره الروسي دون شروط مسبقة.
وذكر زيلينسكي، بعد قمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة أوروبيين، أن مطالبة موسكو السابقة بوقف إطلاق النار لم تفض إلا إلى شروط جديدة. وأوضح زيلينسكي "إننا مستعدون لأي نوع من الصيغ"، محددا أن هذا يجب أن يكون على مستوى القادة. وأضاف زيلينسكي أنه "مهما يحدث" يجب أن يلتقي ببوتين ويبدأ في العمل عند تلك النقطة على كيفية إنهاء الصراع، مشددا على أن الشروط المسبقة للمحادثات من قبل كييف ستقابل "بمئة مطلب" من روسيا.
ويذكر أن اللقاء الأميركي الأوروبي في واشنطن تمحور على الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف في أي اتفاق سلام ينهي الحرب التي بدأت بالغزو الروسي مطلع العام 2022. وهو أتى بعد أيام من قمة جمعت ترامب وبوتين في ولاية ألاسكا.
وكتب الرئيس الأميركي على منصته تروث سوشال ليل (الاثنين 18 أغسطس / آب 2025) "الجميع سعداء للغاية باحتمال إبرام سلام بالنسبة لروسيا وأوكرانيا". وأضاف "في ختام الاجتماعات (في البيت الأبيض)، اتصلتُ بالرئيس بوتين، وبدأتُ الترتيبات لعقد اجتماع، في مكان سيتمّ تحديده، بين الرئيس فلادمير بوتين والرئيس فلودويمير زيلينسكي". وأضاف "بعد هذا الاجتماع، سنعقد اجتماعا ثلاثيا أنا والرئيسان".
ميرتس: قمة أوكرانيا "تجاوزت التوقعات"
من جهته، أعطى المستشار الألماني فريدريش ميرتس الاثنين تقييما إيجابيا لقمة الرئيس ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي في البيت الأبيض. وقال ميرتس بعد المحادثات: "لم تصل (المحادثات) إلى توقعاتي فحسب، بل تخطتها". وأقر المستشار بأنه لم يكن متأكدا أن الاجتماع سيسير بهذا الشكل الجيد. وأضاف "كان من الممكن أن يسير على نحو مختلف". وذكر ميرتس أن هذه أيام "حاسمة بالنسبة لأوكرانيا وأوروبا". ووصف ميرتس المحادثات مع ترامب بأنها منفتحة للغاية. وشدد رغم ذلك على أن المفاوضات الحقيقية لا يمكن أن تحدث إلا في قمة تشارك فيها أوكرانياأيضا. وقال ميرتس إنّ ترامب وبوتين "اتّفقا على عقد اجتماع بين الرئيسين الروسي والأوكراني في غضون الأسبوعين المقبلين".
في سياق متصل، طالب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالموافقة على وقف إطلاق النار كشرط للقاء الثنائي المزمع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال فاديفول خلال زيارته لقاعدة الأسطول الأمريكي السابع في يوكوسوكا باليابان "على أحدهم أن يتحرك. وهذا الشخص هو الرئيس بوتين". وأكد فاديفول أن اتفاق السلام يتطلب ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، وأضاف: "نحن والأميركيون مستعدون لذلك. ما يبقى واضحا أيضا: يجب أن تصمت الأسلحة في النهاية". وعندما سئل عن شكل هذه الضمانات، أجاب الوزير "مع الولايات المتحدة كشركاء أوروبيين، نحن على استعداد لإصدار هذه الضمانات الأمنية وضمان فعاليتها"، موضحا أن الأمر يتطلب أولا استعداد بوتين "للتفاوض بشكل جدي حقا، وقبل كل شيء، الدخول في وقف لإطلاق النار".
مكالمة من بوتين تقطع اجتماع ترامب مع الأوروبيين
وأوقف الرئيس ترامب في ساعة متأخرة من أمس الاثنين محادثات مع القادة الأوروبيين في واشنطن بسبب مكالمة مع الرئيس بوتين، وفقا لعدة مصادر. وعلمت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) من دوائر المفاوضات أنه سيتم إجراء المزيد من المفاوضات مع القادة الأوروبيين لاحقا، ويحتمل أن يكون ذلك ضمن صيغة مختلفة.
ونقلت وكالة تاس عن يوري أوشاكوف، المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي، قوله إنّه "خلال المحادثة الهاتفية أعرب الرئيسان الأميركي والروسي عن دعمهما لمواصلة المفاوضات المباشرة بين وفدي روسيا وأوكرانيا. وفي هذا الصدد، نوقشت على وجه الخصوص فكرة ضرورة دراسة إمكانية رفع مستوى ممثّلي الجانبين الأوكراني والروسي".
ولم تثمر الجهود الدبلوماسية التي بذلت على مدى الأشهر الماضية، في تحقيق اختراق بشأن إنهاء الحرب. وصحيح أن القمة بين ترامب وبوتين لم تثمر اتفاقا على وقف لإطلاق النار، إلا أنها دفعت باتجاه تحقيق خطوات ملموسة، خصوصا مع تأكيد الرئيس الأميركي بعدها ضرورة الدفع نحو اتفاق سلام شامل عوضا عن هدنة فقط، وحديثه عن إمكان تقديم ضمانات أمنية لكييف مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي.
تحرير: خالد سلامة