تواصل العنف في سوريا وأنباء عن إعدام هرموش مؤسس الجيش السوري الحر
٣٠ يناير ٢٠١٢أعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان اليوم الاثنين (30 يناير / كانون الثاني 2012 ) أن السلطات السورية أعدمت الأسبوع الماضي مؤسس الجيش السوري الحر المقدم حسين هرموش رميا بالرصاص، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس. من جانبه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل تسعة مدنيين جراء أعمال عنف في محافظة حمص ليرتفع بذلك عدد القتلى الذين سقطوا اليوم الاثنين إلى 19 شخصا بينهم ستة عسكريين. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أنّ هجوماً استهدف خطا لنقل الغاز في نفس المدينة (وسط البلاد).
من ناحيتها، ذكرت الخارجية الروسية اليوم الاثنين أن دمشق وافقت على إجراء محادثات غير رسمية مع المعارضة السورية في موسكو، فيما، ذكر قيادي في المجلس الوطني السوري أن المعارضة سترفض التعاون مع دمشق في روسيا. في حين سعت روسيا إلى تجنب تصويت فوري في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مسودة قرار غربي-عربي بشأن سوريا، وقالت إنها تريد دراسة توصيات المراقبين العرب قبل بحث خطة تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة. من جانبه، يتوجه وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه غداً الثلاثاء إلى نيويورك "لإقناع مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته إزاء تفاقم الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري" بحسب الخارجية الفرنسية.
واستعاد الجيش السوري السيطرة على الضواحي الشرقية لدمشق من المعارضين بعد يومين من القتال على بُعد بضعة كيلومترات من قلب سلطة الرئيس الأسد، واستمرت المعارك حول العاصمة السورية، فيما تشهد مناطق بريف دمشق نزوحاً جماعياً ونقصاً حاداً في الغذاء والدواء بسبب العنف.
تواصل حدة العنف في سوريا
وذكر المرصد السوري أن ستة من عناصر الأمن وأربعة مدنيين قتلوا الاثنين في مدينة الحراك في درعا (جنوب سوريا) في هجوم استهدف حافلة للأمن وإطلاق نار عشوائي من قوات عسكرية. بينما اغتيل طبيب في حمص، فيما سقط عشرات القتلى و الجرحى في قصف عنيف على أحياء بابا عمرو والقصور والخالدية، بحسب ناشطين، وذكر المرصد أن أفراد الأمن كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات في درعا فاستهدفتهم مجموعة منشقة وقتلت جميع أفرادها، وأضاف أن "دباباتين ترافقهما قوات عسكرية دخلت بعدها وأطلقت النار بشكل عشوائي" مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة مسجد.
كما دارت "اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة في بلدتي خربة غزالة ومحيطها وصيدا حيث قتل مواطن نتيجة إطلاق الرصاص العشوائي"، وفي قرية نصيب الحدودية. من جهة أخرى، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن "مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت صباح اليوم الدكتور مصطفى محمد سفر الموظف في مشفى بيسان للصحة المدرسية في حمص". لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الطبيب "اغتيل برصاص مجهولين، أمام منزله في حي الشماس، سرقوا سيارته ولاذوا بالفرار".
وتحدث المرصد عن إصابة "أحد عشر مواطنا بجروح أربعة منهم بحالة خطرة، وذلك إثر إطلاق الرصاص من قبل القوات السورية التي اقتحمت حي القصور" حيث "لا تزال أصوات اطلاق الرصاص تسمع بشكل كثيف". من جانب آخر، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية - سانا- أن هجوما شنته "مجموعة إرهابية مسلحة" استهدف الاثنين خط انابيب للغاز بين مدينتي حمص وبانياس بالقرب من تلكلخ" وسط سوريا.
نزوح جماعي من ريف دمشق جراء العنف
وقال نشطاء إن القوات السورية انتزعت السيطرة على الضواحي الشرقية لدمشق من المعارضين في ساعة متأخرة الليلة الماضية الاثنين (30 يناير/كانون الثاني 2012)، بعد يومين من القتال على بعد بضعة كيلومترات من قلب سلطة الرئيس السوري بشار الأسد. وأفاد شهود عيان ومسلحين في العاصمة السورية دمشق اليوم الاثنين بأن اشتباكات متقطعة جرت وسط المدينة بين عناصر الجيش السوري ومسلحين يعتقد أنهم من الجيش الحر، فيما شهدت مناطق بريف دمشق نزوحاً جماعياً جراء أعمال العنف.
وتفيد الأنباء الواردة من ريف دمشق بأن المناطق الشرقية منها تشهد نقصاً حاداً في المواد التموينية والطبية بسبب قطع الإمدادات عنها في وقت منعت فيه قوات الأسد محطات الوقود من بيع مشتقات النفط للأهالي، وسط انقطاع شبه متواصل للكهرباء والاتصالات والإنترنت. وأوضحت مصادر أن العاصمة شهدت انتشاراً عسكرياً غير مسبوق في الأماكن العامة، فيما قامت قوات الأمن بزيادة تعزيزاتها العسكرية والحواجز على مداخل الأفرع الأمنية والمناطق الحساسة. يشار إلى أن تصاعد العنف أدى إلى تعليق الجامعة العربية لعمل بعثة المراقبين التابعة لها يوم السبت.
التعاون الإسلامي تطالب بقرارات"جريئة"
من جانبه، دعا أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي اليوم الاثنين مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته في "حماية المدنيين السوريين واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحقن الدماء في سوريا وإيجاد حل يضمن الأمن والاستقرار لسوريا ويجنبها مخاطر التدخل الخارجي". وعبّر عن "استيائه الكبير لتفاقم الأزمة في سوريا وتواصل سقوط العشرات من الضحايا يوميا من المدنيين وأضاف: "هذا الأمر غير مقبول ولا يمكن الاستمرار في السكوت عنه".
وأضاف أوغلي أن "المنظمة تؤكد دعمها للإجراءات التنفيذية للمبادرة العربية التي أقرها مجلس وزراء الخارجية العرب في 22 كانون الثاني/يناير 2012 لايجاد حل سلمي للأزمة في سوريا، وتوجه المجموعة العربية إلى مجلس الأمن للحصول على دعمه". وقد أعلن دبلوماسيون أمس الأحد أن الدول الأوروبية والعربية، التي تقف وراء مشروع القرار حول سوريا في مجلس الأمن الدولي، تعمل على إعادة صياغة النص بعد تعليق مهمة المراقبين العرب في هذا البلد.
وترى الدول الأوروبية أن هذا التعليق يدل على الحاجة الملحة إلى تحرك في الأمم المتحدة. ويدعو النص، الذي يحظى بدعم بريطانيا وفرنسا وألمانيا والمغرب الدولة العربية العضو في مجلس الأمن الدولي، إلى دعم دولي لخطة الخروج من الأزمة. ودافعت الجامعة العربية عن الخطة التي تنص على وقف العنف ونقل سلطات الرئيس بشار الأسد إلى نائبه قبل بدء مفاوضات، وقوبِلت الخطة برفض سوري وروسي.
(ع.م/ أ ف ب ، رويترز ، د ب أ)
مراجعة: حسن زنيند
مراجعة: