تنديد فلسطيني عقب زيارة بن غفير لمروان البرغوثي في سجنه
١٥ أغسطس ٢٠٢٥نددت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الجمعة (15 أغسطس/آب 2025) "بأشد العبارات" بالزيارة التي قام بها إيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي إلى اليمين المتطرف إلى القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي في السجن.
"دفن فكرة الدولة الفلسطينية"
وأظهر مقطع فيديو الزيارة التي قام بها بن غفير للبرغوثي، حيث قال له: "لن تنتصروا"، بعد يوم من توعد وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش "بدفن" فكرة الدولة الفلسطينية.
ونشر بن غفير مقطع الفيديو على حسابه على منصة إكس اليوم الجمعة، ويظهر فيه وهو يقول للبرغوثي إن أي شخص يهدد إسرائيل سيقضى عليه. ويعتبر البرغوثي، المسجون منذ أكثر من عقدين، من الشخصيات المحتملة لتوحيد الفلسطينيين.
وقام بن غفير بالزيارة إلى السجن قبل أيام لكنها أُعلنت بعدما قال سموتريتش أمس الخميس إن العمل سيبدأ في مشروع استيطاني من شأنه عزل القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية. وقال مكتب سموتريتش إن هذه الخطوة "ستدفن" فكرة إقامة دولة فلسطينية.
وأضافت وزارة الخارجية الفلسطينية أنها "تحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الأسير مروان البرغوثي والأسرى كافة...".
"لن تنتصروا"
وقال بن غفير في مقطع الفيديو على إكس الذي أظهر البرغوثي نحيفاً وهزيلاً: "لن تنتصروا. أي شخص يعبث مع شعب إسرائيل، أي شخص يقتل أطفالنا، أي شخص يقتل نساءنا، سنبيده". وأضاف: "عليكم أن تعرفوا هذا، على مر التاريخ".
وأرفق بن غفير الفيديو بتعليق جاء فيه "هذا الصباح (الجمعة)، قرأت أن العديد من +كبار المسؤولين+ في السلطة الفلسطينية لم يُعجبهم كثيراً ما قلته للإرهابي الأكبر مروان البرغوثي... لذا سأكرر ذلك من دون أي اعتذار: كل من يعتدي على شعب إسرائيل، كل من يقتل أطفالنا، كل من يقتل نساءنا، سنمحوه. بمشيئة الله".
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان: "تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات اقتحام الوزير المتطرف بن غفير لأقسام العزل في سجن ريمون وتهديده المباشر للأخ القائد مروان البرغوثي، وتعتبره استفزازاً غير مسبوق".
ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو متحدث باسم بن غفير بعد على طلب للحصول على تعليق.
ولم يتطرق فيديو بن غفير الى السجن الذي يقبع فيه حالياً البرغوثي. لكن مقرباً من الوزير قال رداً على استفسار لوكالة فرانس برس، إن المواجهة بين الرجلين حصلت "بالصدفة" أثناء زيارة قام بها بن غفير الى سجن غانوت. ولم يحدد المصدر - الذي طلب عدم كشف هويته - تاريخ الزيارة والفيديو. وأثار الفيديو التي انتشر بدايةً على منصات التواصل الاجتماعي ليل الخميس، تنديداً فلسطينياً واسعاً.
"المرشح الأوفر حظاً لخلافة محمود عباس"؟
وحُكم على البرغوثي في 2004 بخمسة أحكام بالسجن المؤبد والسجن 40 عاماً بعد أن أدانته المحكمة بتدبير كمائن وهجمات انتحارية على الإسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ولطالما نفى البرغوثي التهم الموجهة إليه.
وخاطبته زوجته في منشور على فيسبوك، قائلة عن الزيارة التي ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنها تمت هذا الأسبوع "ما زالوا يا مروان بطاردوا فيك وبلاحقوك حتى في زنزانة انفرادية بتعيش فيها من سنتين".
ويقول مؤيدو البرغوثي إنه المرشح الأوفر حظا لخلافة محمود عباس (89 عاماً) في رئاسة السلطة الفلسطينية في يوم من الأيام، ويصورونه على أنه شخصية شبيهة بنيلسون مانديلا الذي يمكنه تحفيز المشهد السياسي الفلسطيني المنقسم وتوحيده.
ولم تجر انتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية منذ 2005.
وتؤيد معظم القوى العالمية فكرة حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، مع قيام دولة فلسطينية مستقلة تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية إلى جانب إسرائيل.
وانهارت الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية قبل أكثر من عقد، ويقول الفلسطينيون إن التوسع الاستيطاني المتزايد يُقوّض فكرة قيام دولة مستقبلية قابلة للاستمرار، من خلال تفتيت الأراضي التي يسعون لإقامة الدولة عليها.
تحرير: عماد حسن