تنديد إسرائيلي باتفاق عباس ومشعل وإصرار فلسطيني على المصالحة
٢٥ نوفمبر ٢٠١١أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الجمعة (25 نوفمير/ تشرين ثاني 2011) أن التهديدات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية عقب الإعلان عن اتفاق تنفيذ المصالحة بين حركتي فتح وحماس "لا تخيفنا بل تؤكد أن المصالحة هي الطريق الصحيح لشعبنا". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة فتح أعلن، الخميس (24 تشرين الثاني/ نوفمبر)، عقب لقائه خالد مشعل في القاهرة بدء شراكة فلسطينية جديدة لتفعيل المصالحة المتعثرة منذ أكثر من ستة أشهر بين الحركتين، في خطوة سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى التنديد بها. وقال مشعل في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن "هذه التهديدات من حكومة نتنياهو وعقد مجلس أمني مصغر لا تخيفنا بل تؤكد لنا وتطمئننا أننا نسير في الطريق الصحيح، طريق المصالحة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب، الخميس، عن أمله بأن يقوم عباس "بوقف عملية المصالحة مع حماس"، وذلك بعد أن دعا مرارا الرئيس الفلسطيني، التخلي عن اتفاق المصالحة مع حماس و"اختيار السلام مع اسرائيل" بدلا منه مع حماس. ولكن عباس رد على نتنياهو بالتشديد على أن قيادة المفاوضات تعود إليه كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، رافضا اعتراضات رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأوضح مشعل أن اللقاء مع عباس "ركز على بحث قضايا منظمة التحرير والملف السياسي والمصالحة وتوافقنا على موعدين، أولهما في العشرين من الشهر المقبل سيكون اجتماع للفصائل الفلسطينية لمتابعة تنفيذ ملفات المصالحة وملف الحكومة". وأضاف "سيكون اجتماع آخر في الثاني والعشرين من الشهر المقبل للجنة منظمة التحرير الفلسطينية لتنفيذ ما اتفق عليه بشأن منظمة التحرير حول إعادة بناء المنظمة وتطويرها وكما سنبحث الموضوع السياسي والانتخابات القادمة". وأكد انه "من السابق لأوانه الحديث أن حماس سترشح أي مسؤول لمنصب الرئاسة الفلسطينية".
انتقادات إسرائيلية
وأعلن مسؤولون إسرائيليون كبارا أن تل أبيب ستواصل في هذه المرحلة الامتناع عن تحويل العائدات الضريبية إلى السلطة الفلسطينية في أعقاب اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، اليوم الجمعة، عن مسؤول كبير في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي قول أنه يجب على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يفهم "أنه كلما اقترب من حماس فإنه يبتعد عن السلام". وقال نائب رئيس الوزراء وزير تطوير النقب والجليل سيلفان شالوم إن عرض الوحدة الفلسطيني يسدل الستار على مفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وكان المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية عقد جلسة الليلة الماضية تناولت اللقاء بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالقاهرة أمس الخميس. وصرح وزير الدولة الإسرائيلي لشئون الدبلوماسية العامة وشئون يهود الشتات يولي إدلشتاين أمس الخميس بان الاتفاق يثبت أن "عباس يقبل الأساليب الإرهابية والعدائية التي تتبناها حماس ضد اسرائيل ويدعم قتل المدنيين الأبرياء"، وذلك حسبما ذكر صحيفة "يديعوت احرونوت "الإسرائيلية. وأضاف "من اليوم تعتبر السلطة الفلسطينية مجموعة إرهابية مع كل ما يترتب على ذلك من تداعيات. عباس اختار تصعيد الموقف بين اسرائيل والفلسطينيين وان النتائج المترتبة على الشراكة مع حماس سوف تكون كارثية على المنطقة بأسرها.
وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق قد صرح لوكالة فرانس برس بالقول "للأسف، الموقف الأمريكي وبعض المواقف الأوروبية سلبية من لقاء الأخوين مشعل وعباس". ورأى أن "هذه المواقف مردها إلى أنهم يريدون استمرار الانقسام الفلسطيني كي يواصلوا محاولة فرض إملاءات على الشعب الفلسطيني ضد وحدة شعبنا". لكنه شدد على "أننا نريد الوحدة وإنهاء الانقسام لنكون قادرين على انتزاع حقوقنا".
(ف. ي/ أ ف ب، د ب ا)
مراجعة: حسن زنيند