تقرير: "سولانا يدعم ترشيح جول في الانتخابات الرئاسية التركية"
٥ مايو ٢٠٠٧صرح خافيير سولانا مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي لعدد يوم الأحد (5 مايو/آذار) من صحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار "أنا مقتنع أن وزير الخارجية جول سيكون قادرا أيضا على الاستمرار في عمله الناجح كرئيس لتركيا". وقال سولانا إن "تركيا تلعب دورا استراتيجيا في المنطقة. نحتاج إلى تركيا مستقرة، تستمر في تقديم المساعدة فيما يتعلق بالتعاون مع جيرانها، العراق وإيران، وفيما يرتبط بحل النزاع في منطقة الشرق الأوسط." وأضاف أن جول كان وزير خارجية "ناجحا للغاية". جدير بالذكر أن الانتخابات الرئاسية التركية تثير اهتماما واسعا في ألمانيا التي يشكل 5ر2 مليون شخص من أصل تركي الأقلية الكبرى فيها وخاصة في ظل ترشيح تركيا للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وكانت المحكمة الدستورية التركية ألغت الجولة الأولى من تصويت في البرلمان التركي حصل فيه جول على الأغلبية لكنه فشل في الحصول على نسبة ثلثي الأعضاء. ومن المقرر أن تجرى الجولة الثانية غدا الأحد حيث من المتوقع أن يؤيد حزب التنمية والعدالة الحاكم في تركيا جول ثانية بينما قالت المعارضة إنها ستقاطع التصويت كما فعلت في الجولة الأولى التي جرت يوم 27 نيسان/أبريل الماضي.
مظاهرات لمساندة الديمقراطية العلمانية
وفي تركيا خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع فى ثلاث مدن تقع غرب تركيا اليوم السبت للاحتجاج على احتمال ان يصبح السياسى ذى الجذور الإسلامية عبدالله جول الرئيس القادم للدولة. وكان جميع المشاركين فى المسيرات تقريبا فى مدن مانيسا وكانكالى ومارماريس يرتدون ملابس بلون علم البلاد (الاحمر والابيض) ولوحوا بالأعلام وحملوا صورا لمصطفى كمال اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة والذي طبق العلمانية عقب سقوط الإمبراطورية العثمانية.
وأحاط الغموض السياسى بتركيا منذ ان اعلن رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان ان جول سوف يكون المرشح الوحيد لحزب العدالة والتنمية للرئاسة. وتدخل الجيش المؤيد للعلمانية بقوة فى النقاش وقال انه مستعد للنزول إلى الشارع إذا ما تبين ان الدولة العلمانية تتعرض لتهديد. ونُظر إلى بيان الجيش – الذى كان قد اطاح باربع حكومات على مدار الخمسين عاما الماضية - على انه تهديد حقيقى لإدارة اردوغان.
وفى الوقت نفسه، بدات المناورات بشان الانتخابات البرلمانية المبكرة المقرر لها الثانى والعشرين من تموز/يوليو القادم حيث اعلن حزبان من يمين الوسط، وهما حزب الارض الام وحزب الطريق القويم، انهما سوف يندمجان ويخوضان الانتخابات تحت اسم حزب الديمقراطيين. ونظرا لان الأحزاب تحتاج الى اجتياز نسبة العشرة فى المئة لكى تفوز باى مقاعد فى البرلمان، وهى النسبة التى لم ينجح اى حزب من حزبي يمين الوسط فى الحصول عليها فى الانتخابات الماضية، فانه ينظر الى القرار الخاص بالاندماج على انه دعم انتخابى لليمين. واجرى الحزبان اليساريان الوسط الرئيسيان مناقشات بشان الوحدة ولكن يبدو ان المحادثات قد انهارت.
تصويت شعبي على الرئيس
في غضون ذلك ذكرت وكالة الاناضول التركية للانباء أن لجنة برلمانية أقرت اليوم السبت تعديلا دستوريا للسماح للمواطنين بانتخاب الرئيس بدلا من البرلمان في خطوة يمكنها أن تدخل تغييرا جذريا على السياسة التركية. ويدعم حزب العدالة والتنمية الحاكم التعديل وكذلك حزب الوطن الام المعارض. ويسمح التعديل بالتصويت الشعبي على انتخاب الرئيس لفترة ولاية تستمر خمس سنوات ولولايتين بحد أقصى.
وحاليا ينتخب البرلمان الرئيس لفترة ولاية واحدة مدتها سبع سنوات. واذا لم تحدث أي مواجهات قانونية في اخر لحظة فمن المتوقع أن يقر البرلمان الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم حزمة التعديلات خلال الايام القادمة. ويقول مسؤولون من حزب العدالة والتنمية ان من الممكن انتخاب الرئيس القادم بالاقتراع الشعبي في وقت لاحق من هذا العام ومن المحتمل أن يكون ذلك في نفس توقيت الانتخابات العامة المقرر أن تجرى في 22 يوليو تموز. وسيمنح التصويت الشعبي الرئيس سلطات أوسع. لكن الخطوة قد تثير المزيد من التوترات بين الحكومة ذات الجذور الإسلامية والمؤسسة العلمانية بما في ذلك القوات المسلحة القوية.