تحمّل المسؤولية تجاه كوكب الأرض، قاسم مشترك بين المسيحيين والمسلمين
١١ يونيو ٢٠٠٩كثيرا ما يتفق المسيحيون والمسلمون عندما يتعلق الأمر بتحديد المشاكل الكبيرة التي يعاني منها العالم. وفي هذا السياق يدرك الجانبان أنه آن الأوان لتحمل المسؤولية تجاه الأرض. لكن السؤال، ما هي كيفية تحمل هذه المسؤولية، وهل يشجع الإيمان عليها؟
"لا يمكن الاستمرار في الكيفية الحالية لتعامل البشر مع كوكب الأرض"
"حول ذلك يتحدث مسيحيون ومسلمون، مؤكدين أن هناك كثيرا من القواسم المشتركة في هذا المجال، السيدة حميدة محاججي المتخصصة في علوم الدين الإسلامي ترى بأن علينا أن نعطي كوكب الأرض كما نأخذ منها، وتضيف في هذا السياق بأن لا يمكن الاستمرار في الكيفية التي يتعامل فيها البشر حاليا مع كوكبنا، بمعنى آخر "لا يمكن الاستمرار في تجاهل عواقب الإفراط في استخراج الثروات الطبيعية وإهدار المياه واجتثاث الغابات".
أما الأسقفة الألمانية السابقة بيربيل فارتينبرغ- بوتار فترى أنه حان الوقت ليعيد كل إنسان النظر في سلوكه إزاء الأرض، وتضيف: "لإنقاذ كوكب الأرض نحتاج جميعنا إلى قوى روحية ودينية. إذ إن مهمة الدين تتمثل في أنه يوضح للبشر مكانهم الجديد والمغاير في الكون. وأن الإنسان ليس سيد الطبيعة. ولهذا فإنه إلى جانب حقوقه هناك أيضا حقوق الأسماك، وحقوق القواقع، وحقوق النباتات".
"خلافات حول علاقة الدين بالدولة وبالاقتصاد"
وترى فارتينبرغ- بوتار انه من الواجب احترام هذه الحقوق، وبالتالي على الإنسان ألا يتحمل المسؤولية عن تصرفاته إزاء البيئة فحسب، وإنما أيضا بالنسبة للاقتصاد. إذ إن الاقتصاد بالذات له تأثيره على البشر، وعلى الطبيعة، وبالتالي على سائر المخلوقات. وفي سياق متصل يرى زيد المجددي رئيس معهد الأعمال المصرفية الإسلامية والمالية في فرانكفورت/ ماين أنه رغم أن البنوك الإسلامية لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية في البداية، فإنها ستتأثر بها، لأنها تركت آثارها على "الاقتصاد الفعلي ؛ مثلا على قطاع صناعة السيارات، وقطاع العقارات.
وحول الإجابة عما ينبغي على البشر عمله إزاء الأزمة يقول زيد المجددي: "المعايير البشرية غير كافية، لأنها قصيرة المدى جدا. وينبغي أن نفكر مليا في المعايير الإلهية. إذ مما لا شك فيه أنه ليس هناك تنافر بين الاقتصاد والدين". ولا يشارك المجددي هذا الرأي مدير قسم السياسة الاقتصادية والاتصالات في مجموعة أوتو التجارية الألمانية توماس فوغت، فمع أنه أيضا يطالب بالارتباط الوثيق بين الاقتصاد والمسؤولية ، إلا أنه يرى "أن من الجيد والأفضل الفصل بين الدين والدولة ، وبين الدين والاقتصاد".
الكاتب: نينا فونكه- كايزر/ محمد الحشاش
تحرير: ابراهيم محمد