بوش يؤكد مجددا ان لدى الولايات المتحدة استراتيجية واضحة في العراق
٢٩ سبتمبر ٢٠٠٥أكد الرئيس الاميركي جورج بوش مرة جديدة الأربعاء انه لدى الولايات المتحدة "استراتيجية واضحة" في العراق فيما تتراجع ثقة الاميركيين تدريجيا في إدارته للنزاع. وفي المقابل فان بوش, الذي لم تكن شعبيته بمثل هذا المستوى المتدني في استطلاعات الرأي وذلك بسبب الحرب في العراق وسوء إدارته للازمة التي خلفها الإعصار كاترينا, حذر من تصاعد العنف قبل الاستفتاء على الدستور العراقي الجديد في 15 تشرين الأول/أكتوبر والانتخابات العامة في العراق في كانون الأول/ديسمبر. وقال بوش في تصريح مقتضب للصحافيين في البيت الأبيض "فيما تقترب هذه المحطات المهمة, نتوقع تصاعد العنف الذي يقوم به الإرهابيون". وأضاف بوش الحريص على إقناع الاميركيين بالتقدم الذي أنجز في العراق حيث قتل أكثر من 1900 جندي منذ آذار/مارس 2003, "لكن الجيش الاميركي مستعد" ولن يسمح للإرهابيين بعرقلة "المسيرة في اتجاه الحرية". وتابع بوش ان "استراتيجيتنا واضحة في العراق. نحن نطارد أهدافا شديدة الأهمية" وذلك في إشارة إلى مقتل أبو عزام الذي عرف عنه على انه الرجل الثاني في شبكة القاعدة في العراق والذي وصفه الرئيس بأنه "قاتل وحشي".وكان الجيش الاميركي أعلن مقتل أبو عزام لكن شبكة القاعدة لم تؤكد ذلك نافية ان يكون المسئول الثاني لتنظيم الشبكة في العراق. وتابع الرئيس الاميركي في ختام لقاء مع مسئولين اميركيين أن الإرهابيين "لا يمكنهم قبول إجراء انتخابات. وفكرة إدلاء الشعب بصوته لا تحتمل بالنسبة إليهم". ويأتي تصريح بوش بعد عملية انتحارية نفذتها امرأة في تلعفر (شمال غرب العراق) وأدت إلى سقوط خمسة قتلى و53 جريحا أمس. ووقع قبل ذلك بيوم اعتداء في بعقوبة (شمال شرق بغداد) أدى إلى سقوط عشرة قتلى. وأعلن تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" بزعامة أبو مصعب الزرقاوي في بيان على الانترنت مسؤوليته عن هاتين العمليتين. والزرقاوي الذي يتصدر لائحة المطلوبين لدى الجيش الاميركي يعارض إجراء انتخابات في العراق. ولم يكشف بوش عن إجراءات جديدة تهدف إلى احتواء العنف في العراق لكنه وفي خطوة نادرة "حث أعضاء الكونغرس" الاميركي القلق إزاء ارتفاع الكلفة البشرية والمادية للحرب, على المشاركة في اجتماعات مع كبار القادة العسكريين الاميركيين للاستعلام عن الوضع. وقال بوش أن "دعم الكونغرس لقواتنا ولمهمتنا مهم. الاميركيون بحاجة ليعرفوا مدى التقدم الذي حققناه خلال الأسابيع والأشهر الماضية". ويتداول برلمانيون معارضون للحرب مشروع قرار يطلب من بوش أن يعلن بحلول نهاية السنة جدولا زمنيا لسحب حوالي 140 ألف جندي من العراق على أن يبدأ عام 2006. وتلقى بوش الثلاثاء دعما جديدا من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي اضعف أيضا من جراء الحرب في العراق وتسجل شعبيته تراجعا منذ اشهر. واستبعد بلير أي انسحاب سريع للقوات من العراق رغم تصاعد التوتر في منطقة البصرة حيث تتمركز غالبية القوات البريطانية. وللمرة الأولى منذ وصول بوش إلى البيت الأبيض اعتبرت غالبية من الاميركيين أن الرئيس الاميركي ليس قائدا قويا وحازما كما اظهر استطلاع أجرته صحيفة "يو اس ايه توداي" وشبكة "سي ان ان" ونشر قبل أسبوع. (ا.ف.ب)