بعد وقف المساعدات حياة لاجئي الروهينغا باتت "مستحيلة"
٢٣ مارس ٢٠٢٥يعيش أكثر من مليون لاجئي من الروهينغا في بنغلاديش، معتمدين بشكل كامل على المساعدات الإنسانية. هذه المساعدات مهددة بالانقطاع عقب توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامبمرسوما بتجميد معظم المساعدات الخارجية التي تقدمها بلاده.
موازاة لذلك، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه وفي حال لم ينجح في جمع الأموال، فإنه سيضطر إلى خفض حصص الغذاء إلى النصف أي إلى 6 دولارات عوضا عن 12,50 للفرد شهريا، في منطقة كوكس بازار الساحلية جنوب بنغلاديش حيث يعيش الروهينغافي مخيمات مترامية الأطراف. وحسب المتحدث باسم البرنامج كون لي فإن ذلك قد يحدث "بدءا من شهر أبريل /نيسان" القادم.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان قرار برنامج الأغذية العالمي مرتبطا بشكل مباشر باجراء إدارة ترامب بتجميد معظم المساعدات، لكن الأمر المؤكد أن جزءا كبيرا من الأموال الضرورية لدعم لاجئي الروهينغا يأتي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وأقساط ثانوية تقدمها حكومة بنغلاديش والعشرات من منظمات إنسانية أخرى.
وخلال زيارته لمخيمات اللاجئين مؤخرا، انتقد أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الولايات المتحدة ودولا أخرى في أوروبا بسبب قيامهم بوقف أو خفض ميزانياتها الخاصة بالمساعدات. واعتبر أن أي تخفيضات تعد "جريمة"، كما ناشد المجتمع الدولي بمواصلة دعم لاجئي الروهينغا.
حياة مستحيلة دون مساعدات
يقول الروهينغا إن تقليص المساعدات سوف يجعل حياتهم مستحيلة. وقبل إرغامه على الخروج من ميانمار، كان المزارع محبوب علام شخصية صاحبة نفوذ في مجتمعه حيث كان يشغل منصب رئيس هيئة حكومية محلية في قرية في ولاية راخين غربي البلاد.
واليوم يقول علام، البالغ من العمر 56 عاما، إنه مفلس وأن عائلته المكونة من تسعة أفراد تعتمد على المساعدات لأنه مثل لاجئين آخرين، لايتم السماح له رسميا بالعمل خارج مخيمات اللاجئين في كوكس بازار.
ويشعر علام بقلق وحتى بصدمة منذ أن سمع أولا أنه قد يتم خفض الحصص الغذائية إلى النصف اعتبارا من الشهر المقبل.
وأضاف علام، "لن نكون قادرين على العيش بـ (ست دولارات في الشهر)، وسوف نموت هنا". وتابع علام أن الإعانة البالغ قيمتها ست دولارات في الشهر سوف تكون كافية فقط للحد الأدني من كميات الحصص الغذائية. ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، يعاني أكثر من 15% من الأطفال في المخيمات من سوء التغذية الحاد.
ولا تقتصر بواعث قلق علام فقط على الحصول على الغذاء والدعم المالي. فقد قال إن تخيفضات المساعدات يمكن أن تؤجج أيضا الاضطراب في المخيمات حيث اشتبكت أحيانا مجموعات بين اللاجئين من أجل الحصول على المواد الأساسية وفرض السيطرة.
واستطرد علام "سوف تكون هناك زيادة في عدد اللصوص وقطاع الطرق. سوف يتم اختطاف الأشخاص وسوف يتم سرقة الأشياء وسوف تزيد الاضطرابات وسوف يسوء الوضع".
و.ب/م.س (أ ف ب)