بعد منحها الثقة ـ حكومة المالكي تباشر مهامها وسط ترحيب دولي
٢٢ ديسمبر ٢٠١٠رحبت الحكومة الألمانية بالحكومة العراقية الجديدة برئاسة نوري المالكي، وقال وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله إن ذلك "خبر جيد لكل العراقيين". وطالب الوزير الألماني في بيان صدر أمس الثلاثاء الحكومة الجديدة بـ"مواصلة العمل بكل الإمكانات من أجل مواجهة التحديات المتعلقة بإعادة أعمار العراق وتحقيق المصالحة الوطنية". وأكد فيسترفيله مواصلة بلاده دعمها لعملية الإصلاح في العراق بالتعاون الوثيق مع الحكومة العراقية الجديدة.
من ناحيته، أعرب الاتحاد الأوروبي عن ارتياحه لانتهاء المأزق الذي دام تسعة أشهر في العراق. وقالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن إقرار البرلمان العراقي للحكومة الجديدة "يؤذن بفتح فصل جديد في (تحقيق) الديمقراطية والتنمية في البلاد". وأضافت في بيان: "آمل وأثق في أن الحكومة الجديدة ستبذل كل ما في وسعها لضمان مواصلة العراق دربه إلى استقرار دائم والتقدم في قضايا المصالحة الوطنية والمضي في إعادة الإعمار الاقتصادي وتقوية العلاقات البناءة مع الشركاء الدوليين ودول المنطقة".
ترحيب أممي
كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالحكومة العراقية الجديدة، وقال إن"هذا يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في التقدم الديمقراطي بالعراق". كما هنأ بان كي مون المالكي والزعماء السياسيين العراقيين على "جهودهم المنسقة لضمان أن تكون الحكومة الجديدة شاملة وذات مشاركة واسعة النطاق وأن تحظى بدعم شعب العراق". وفي إطار المنظمة الدولية أعرب مجلس الأمن الدولي عن سعادته بمنح الحكومة العراقية الجديدة الثقة، معتبرا أن هذا القرار يعبر عن إرادة الشعب العراقي، التي أظهرها أثناء الانتخابات في مارس الماضي. وأضاف المجلس الأممي في بيان "نشجع القيادة العراقية على مواصلة الجهود على طريق عراق فيدرالي ديمقراطي تعددي موحد، يستند على الدستور واحترام حقوق الإنسان".
أوباما: لحظة مهمة في تاريخ العراق
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد سارع إلى تهنئة المسؤولين السياسيين العراقيين وأعضاء البرلمان والعراقيين العراقيين، بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، مؤكدا أنها "لحظة مهمة في تاريخ" بلادهم و"خطوة كبيرة إلى الأمام لدفع الوحدة الوطنية". واعتبر أوباما أن منح الثقة لهذه الحكومة بعد أكثر من تسعة أشهر على الانتخابات، يدل أن "العراقيين وممثليهم أظهروا مرة أخرى التزامهم العمل في إطار العملية الديمقراطية لتجاوز خلافاتهم وتحديد مستقبل العراق"، واعدا بمواصلة "تعزيز الشراكة" مع هذا البلد.
وهنأ رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون نظيره العراقي نوري المالكي متمنيا له "النجاح" في مهمته ومعربا في رسالة نقلها القائم بالأعمال الفرنسي في بغداد عيسى مارو، عن سعادته "بهذا المرحلة الجديدة في تعزيز الوحدة والاستقرار والديمقراطية" في العراق. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي في الرسالة التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، على وقوف بلاده إلى جانب الحكومة العراقية لمواصلة الجهود الملحوظة" في إعادة الإعمار والاستقرار ومساعدة العراق على استعادة موقعه على الساحة الإقليمية والدولية، وفقا لنص الرسالة.
حكومة المالكي تباشر عملها
وتعقد الحكومة العراقية الجديدة اليوم أول اجتماع لها برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي لمناقشة أولوياتها، وفي مقدمتها مسألة تثبيت الأمن وملف تطوير العلاقات الخارجية، كما أفاد علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء في تصريح لوكالة فرانس برس. وأكد الموسوي أن "أعضاء الحكومة سيباشرون مهامهم فورا بعد انعقاد الاجتماع".
وكان البرلمان العراقي قد منح ثقته لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة نوري المالكي وتبنى برنامجها الرامي إلى تحرير الاقتصاد وتطوير الإنتاج النفطي ومحاربة الإرهاب. جاء ذلك بعد التوافق على تشكيلة حكومية غير مكتملة بعد تسعة أشهر على انتخابات تشريعية لم يفز فيها أي من الكتل بالأكثرية اللازمة لتشكيل الحكومة على انفراد.
( ع.ج.م/ أ ف ب/ دب أ/ رويترز)
مراجعة: شمس العياري