بعد اربعة أعوام من سقوط نظام صدام: "العراقيون اكثر تشاؤما من المستقبل"
٢٠ مارس ٢٠٠٧في وقت مازال فيه الرئيس الامريكي يكيل الوعود للعراقيين مع كل إعلان عن "استراتيجية جديدة" بشأن التعامل مع العنف المستمر في العراق بأن عليهم ان ينتظروا اشهرا فقط لتأتي استراتيجيته ثمارها، ورغم طول انتظارهم الذي وصل الى أربع سنوات بالتمام والكمال، إلا ان الوضع هناك ينتقل من سيء الى أسوأ حتى أصيب الكثير من العراقيين باليأس وفقدوا الثقة في كل الخطط والإستراتيجيات. وعلاوة على ذلك فقد إزداد تشاؤمهم من المستقبل في ظل استمرار دائرة العنف الشيطانية هذه، التي يذهب ضحيتها في المتوسط حوالي 100 شخص يوميا. وفي هذا السياق كشف إستطلاع للرأي قامت به بعض وسائل الإعلام الغربية ونشرت نتائجه مؤخرا ان العراقيين باتوا بعد أربعة أعوام من الاحتلال الاميركي لبلدهم اكثر تشاؤما حيال مستقبلهم، وغير متحمسين لبقاء القوات الدولية الموجودة في بلدهم وكذلك اقل ثقة في حكومتهم.
فقدان الثقة بالقوات الدولية والحكومة العراقية
وكشف الإستطلاع الذي أُجري لحساب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وقناتي التلفزيون الاميركية "ايه بي سي نيوز" وقناة التلفزيون الألمانية الأولى "ايه ار دي" وصحيفة "يو اس ايه توداي" ونشرت نتائجه يوم الاثنين الماضي 19 مارس/آذار 2007، كشف عن ان اقل 20 في المائة من العراقيين ما زالوا يثقون بعمل الولايات المتحدة و قوات التحالف الدولي، بينما عارض 78 في المائة ممن شملهم الإستطلاع وجود هذه القوات، واعتبر 69 في المائة ان وجودها لم يؤد سوى الى تفاقم الوضع هناك. ووفقا لإستطلاع الرأي، الذي اجري في الفترة بين 25 فبراير/شباط و5 مارس/ آذار وشمل اكثر من ألفي شخص من المحافظات العراقية الـ 18، فقد ازداد تدريجيا عدد العراقيين، الذين يعتبرون ان الاحتلال الاميركي كان امرا سيئا مقارنة بنتائج ثلاثة استطلاعات مماثلة أجريت لحساب مؤسسة "بي بي سي" الإعلامية البريطانية في وقت سابق. وانقسمت الآراء في الإستطلاع الأخير وفق التوزيع الطائفي في شكل لافت للنظر، فقد قال 78 في المائة من السنة ان الاحتلال كان خطأ، في حين رأى 70 في المائة من الشيعة ان الإطاحة بصدام حسين كان امرا ايجابيا. هذا وأكد 53 في المائة من العراقيين انهم لا يثقون بحكومتهم الحالية، في مقابل 33 في المائة عام 2005.
تشاؤم من المستقبل وتراجع التأييد للديمقراطية
وفيما يتعلق بحياة العراقيين اليومية عبر حوالي 40 في المائة فقط من العراقيين عن تفاؤلهم في ان الوضع العام سيتحسن، في مقابل 71 في المائة قبل ثلاثة أعوام. وصنفت أغلب الذين شملهم الإستطلاع الظروف المعيشية الحالية في بلاد الرافدين بأنها صعبة، إذ أكد 88 في المائة ان الإمداد بالكهرباء يتراوح بين "سيء" و "سيء جدا" وانه من الصعوبة بمكان استخدام السيارة للتنقل، بينما قال نحو 69 في المائة ان المياه تصل إليهم بصعوبة كبيرة. وإجمالا، اعتقد 67 في المائة ان جهود اعادة الاعمار لم تكن فاعلة بالشكل المطلوب. ولوحظ ايضا تراجع بنسبة 14 في المائة للمؤيدين للديموقراطية، فيما ارتفعت نسبة المؤيدين لحكم "الرجل القوي" و"الدولة الإسلامية" إلى ثمانية في المائة، قياسا باستطلاع سابق أجرته "بي بي سي" في تشرين الثاني/نوفمبر 2005. وكان ذلك الاستطلاع قد أشار الى تفاؤل اكبر لدى العراقيين حيال الوضع في البلاد حيث قال 71 في المائة منهم آنذاك انهم راضون عن أوضاعهم بينما تنبأ 64 في المائة ان الوضع سيتحسن في ألاثني عشر شهرا المقبلة. الشيء الذي يمكن اعتباره ايجابيا وباعثا على التفاؤل رغم الظروف السائدة في بلاد الرافدين هو ان 56 في المائة من العراقيين لا يعتقدون ان بلادهم تشهد حاليا حربا أهلية كما ان 58 في المائة يؤيدون بقاء العراق واحدا موحدا.