انتقادات في تونس لمحاكمة بن علي وزوجته غيابيا
١٤ يونيو ٢٠١١أثار الإعلان عن محاكمة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي "غيابيا" بعض الانتقادات في تونس، فقد اعتبرت الناشطة الحقوقية التونسية المعروفة رضية نصراوي أنه من "المثير للغضب" إجراء محاكمة الرئيس المخلوع بن علي غيابيا. وأضافت "كان ينبغي مواصلة الضغوط على السلطات السعودية من اجل تسليمه". وصرحت الناشطة التونسية لفرانس برس قائلة "لن تكون هذه المحاكمة التي تمنيناها لبن علي، إنه مسئول عن آلاف حالات التعذيب ومئات القتلى.عائلته نهبت البلاد. هذه جرائم خطيرة جدا. كيف سنحاكمه إن لم يكن هنا؟".
من جانبه، وصف الصحافي والمعارض التونسي توفيق بن بريك الأمر بأنه " حدث فارغ، إنه هراء. لقد تم بذل كل الجهود لتجنب إجراء محاكمة حقيقية. إنه مجرد إعلان بدون معنى للتلاعب بالرأي العام". واعتبر بن بريك أن الأمر "الأساسي الآن هو المحافظة على الثورة" مؤكدا قناعته بحصول "مساومة" حول رحيل بن علي مقابل عدم محاسبته.
وتمنى عمر مستيري احد مؤسسي المجلس الوطني للحريات في تونس أن تكون المحاكمة "لنظام (...) من اجل إعادة بناء مؤسسات أكثر احتراما للمواطنين وإدارة الأملاك العامة بشفافية". وأضاف "ينبغي ألا تكون المحاكمة نقطة الوصول بل نقطة الانطلاق للتحقيق وإعادة تأهيل الذاكرة الجماعية وينبغي إنصاف الضحايا واستخلاص العبر لئلا يتكرر ذلك أبدا".
وكان الباجي قايد السبسي الوزير الأول في الحكومة التونسية المؤقتة قد أعلن أن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، اللذان هربا إلى السعودية في 14 كانون ثان/يناير الماضي سيحاكمان غيابيا في تونس بداية من يوم 20 حزيران/يونيو الجاري.
وكشف قائد السبسي في مقابلة مساء الاثنين مع قناة "الجزيرة" القطرية الفضائية أن بلاده طلبت من السعودية - في أكثر من مناسبة تسليمها بن علي/75 عاما/ وليلى الطرابلسي /55 عاما/ لمحاكمتها، لكنها لم تتلق إلى الآن أي رد من الرياض على هذه المطالب.
وحسب الوزير التونسي الأول فإن بن علي وباقي المتهمين معه ستوجه إليهم أكثر من 90 تهمة. وأعدت السلطات التونسية عدة قضايا لمحاكمة بن على منها التآمر على الدولة والاتجار في المخدارت.
وكان بن على فر إلى جدة بعد أن أطاحت به ثورة شعبية في 14 من يناير /كانون الثاني بعد أن ظل في الحكم 23 عاما. واعتقل عدد من أفراد أسرته وبعض من أقرب حلفائه عقب سقوطه.
(ع.ج.م/أ ف ب/ رويترز/ د ب أ)
مراجعة:هبة الله إسماعيل