القمة العربية تتبنى الخطة المصرية بشأن غزة وإسرائيل تنتقدها
٤ مارس ٢٠٢٥قال البيان الختامي للقمة العربية غير العادية التي استضافتها مصر اليوم الثلاثاء (الرابع من مارس/آذار 2025) إن القادة العرب اعتمدوا الخطة المصرية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة باعتبارها خطة عربية جامعة. وأضاف البيان أن "أي محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني أو ضم أي جزء من الأرض الفلسطينية سيكون من شأنها إدخال المنطقة مرحلة جديدة من الصراعات".
وأكد البيان الختامي للقمة غير العادية أن الخيار الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع حقوق الشعب الفلسطيني.
وتوافق القادة العرب وفق البيان الذي أطلعت عليه فرانس برس على "العمل على إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من كافة الدول ومؤسسات التمويل المانحة بغرض تنفيذ مشروعات التعافي وإعادة الإعمار".
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دعم الخطة التي لا تتضمن تهجير سكان القطاع.
اسرائيل تنتقد بيان القمة
من جانبها قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن بيان القمة العربية فشل في معالجة حقائق الوضع بعد 7 أكتوبر 2023، حيث بقيَ متجذرًا في وجهات النظر القديمة. واشار البيان الاسرائيلي إلى أن الاعلان الصادر عن القمة العربية لم يذكر "الهجوم الإرهابي الوحشي الذي شنته حماس، والذي أسفر عن مقتل الآلاف من الإسرائيليين ومئات حالات الاختطاف، ولا يوجد أي إدانة لهذا الكيان الإرهابي القاتل، على الرغم من فظائعه الموثقة جيدًا والتهديد الذي يشكله لإسرائيل والمنطقة". وأضاف البيان " على مدى 77 عامًا، استخدمت الدول العربية الفلسطينيين كبيادق ضد إسرائيل، وحكمت عليهم بوضع "لاجئ" أبدي".
واعتبر بيان الخارجية الإسرائيل أنه "مع فكرة الرئيس ترامب ، هناك فرصة لسكان غزة للاختيار الحر بناءً على إرادتهم الحرة. يجب تشجيع هذا! بدلاً من ذلك، رفضت الدول العربية هذه الفرصة، دون منحها فرصة عادلة، وتستمر في توجيه اتهامات لا أساس لها ضد إسرائيل".
رحبت حماس في بيان بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة وقالت "نعلن تأييدنا لقرار تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لمتابعة ملف الإغاثة وإعادة الإعمار وإدارة غزة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية".
يذكر أن حركة حماس ، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
مضمون الخطة المصرية
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد قال في كلمته مفتتحا القمة العربية الطارئة في القاهرة تراعي "الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه"، مشيرا إلى أنّ الخطة تلحظ تشكيل لجنة مستقلة لإدارة القطاع.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته مفتتحا القمة العربية الطارئة في القاهرة اليوم الثلاثاء (الرابع من مارس/ىذار 2025) إنّ الخطة المصرية بشأن إعادة إعمار غزة تراعي "الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه"، مشيرا إلى أنّ الخطة تلحظ تشكيل لجنة مستقلة لإدارة القطاع.
وأضاف الرئيس السيسي أن مصر عملت مع فلسطين لبلورة خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير . وأكد السيسي، أن مصر تدعو إلى اعتماد خطتها بشأن إعادة إعمار غزة وحشد الدعم الدولي لها. ودعا الرئيس المجتمع الدولي للمشاركة بفاعلية في مؤتمر إعادة إعمار غزة الشهر القادم.
وتدعو الخطة المصرية التي تبلغ قيمتها 53 مليار دولار، إلى إعادة إعمار غزة على مدى خمس سنوات، كما تقترح إنشاء صندوق يخضع لإشراف دولي لضمان "كفاءة التمويل" وكذلك "الشفافية والمراقبة"، وفق مسودة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.
ووفق الخطّة، يتمّ تشكيل لجنة إدارة غزة لتتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية من التكنوقراط.
وبموجب الخطة، فإنّ هذه اللجنة ستعمل "تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، وذلك تمهيدا لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من العودة بشكل كامل لقطاع غزة".
وتركّز المرحلة الانتقالية في هذه الخطة، على رفع الأنقاض وإزالة الألغام وتركيب مساكن مؤقتة لأكثر من 1,5 مليون شخص في القطاع. وسيتبع ذلك مرحلتان من إعادة الإعمار، تشمل الأولى بنى تحتية أساسية ومساكن دائمة، بينما تشمل المرحلة الثانية ميناء تجاريا ومطارا.
تأييد أوروبي وأممي للخطة المصرية
قوبلت خطة الرئيس الأمريكي برفض واسع من الدول العربية والفلسطينيين والكثير من الدول الأخرى والمنظمات الدولية، لكنها كانت موضع ترحيب حار من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد الاثنين أن "الوقت حان لإعطاء سكان غزة حرية المغادرة".
من جانبه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تأييده القوي للخطة المصرية وقال قبل لقاء القمة العربية غوتيريش "ارحب وأؤيد بشدة مبادرة الجامعة العربية لتعبئة الدعم لإعادة إعمار غزة، والتي تم التعبير عنها بوضوح في هذه القمة. إن الأمم المتحدة مستعدة للتعاون التام في هذا المسعى".
وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، في كلمة في القمة العربية في القاهرة، إن الاتحاد الأوروبي ملتزم التزاما تاما بالمساهمة في إحلال السلام في الشرق الأوسط. كما قال كوستا أن الاتحاد الأوروبي ملتزم أيضا بحل الدولتين بحيث تستطيع فلسطين و إسرائيل العيش جنبا إلى جنب في سلام و أمن بمنأى عن تهديدات الإرهاب. وملتزم بدعم مجهودات الدول العربية والسلطة الفلسطينية كما كنا دائما. وأضاف" الاتحاد الأوروبي يرفض رفضا قاطعا أي محاولة لإحداث تغييرات سكانية أو إقليمية في غزة أو في أنحاء أخرى من العالم، أو في أي مكان، اتساقا مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادئنا الأساسية، و قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
ع.ج.م/ي.ب (أ ف ب، رويترز، د ب أ)