الرباعية الدولية تدعو الفلسطينيين وإسرائيل إلى استئناف المفاوضات

ردت الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الأوسط والتي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، على طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، عبر اقتراح مفصل لاستئناف التفاوض. فبعيد تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب العضوية يوم الجمعة (23 أيلول/ سبتمبر)، سارعت الرباعية إلى عرض جدول زمني للتفاوض وتحديد هدف بالتوصل إلى اتفاق نهائي في مدة أقصاها نهاية 2012.

وبحسب المبادرة، يلتقي الإسرائيليون والفلسطينيون خلال شهر لتحديد "برنامج زمني وأسلوب للتفاوض". وخلال هذا الاجتماع "التمهيدي"، يتم أيضاً الالتزام بالتوصل إلى اتفاق نهائي في نهاية 2012 "حداً أقصى". ويتقدم الطرفان بعدها "باقتراحات كاملة بحلول ثلاثة أشهر" حول الأمن وقضية الحدود، ويلتزمان بإحراز "تقدم جوهري خلال ستة أشهر".

ولا يتطرق بيان الرباعية إلى التفاصيل، ويستند إلى خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أيار/ مايو والذي اقترح فيه التفاوض على قاعدة حدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران عام 1967، مع تبادل للأراضي يوافق عليه الطرفان ويأخذ في الاعتبار التبدلات التي طرأت منذ ذلك التاريخ.

لكن الرباعية لم تتطرق إلى قضية المستوطنات الإسرائيلية الشائكة ولا إلى طلب إسرائيل أن تكون دولة يهودية.

الدعوة لاغتنام فرصة الرباعية

ودعا الفلسطينيون إسرائيل إلى "انتهاز الفرصة التي أتاحتها الرباعية"، لكنهم عمدوا إلى طرح شروط. إذ قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لفرانس برس "نحن مستعدون لتحمل مسؤولياتنا (...) ولكن على إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها وتوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية".

ونقلت فرانس بريس عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله بأن إسرائيل تدرس بيان الرباعية. وبعدما لوحت واشنطن باللجوء إلى حق النقض (الفيتو) ضد الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجانبين إلى "انتهاز هذه الفرصة (التي وفرتها الرباعية) للعودة إلى المفاوضات". وقال ممثل اللجنة الرباعية توني بلير الذي شارك في المشاورات أن الاقتراح يشكل "الطريق الوحيد الذي نعالج عبره الصعوبات حول الطاولة وفي المفاوضات".

من جهتها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عند تلاوتها البيان أنه "إذا كان هناك وقت يجب فيه تسوية النزاع فهو الآن... لأن إسرائيل قلقة على أمنها والشعب الفلسطيني انتظر فترة طويلة لإقامة دولته".

وفي برلين قال شتيفن زايبرت الناطق باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إن "الحجر الأول (وضع) لمفاوضات جديدة". أما وزارة الخارجية الفرنسية فرأت أن تحرك الرباعية هو "خطوة في الاتجاه الصحيح لبدء المفاوضات من جديد بين إسرائيل والفلسطينيين".

هذا وسيناقش مجلس الأمن الدولي الطلب الفلسطيني بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة الذي تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد غد الاثنين. وللحصول على العضوية الكاملة لا بد أن يصوت 9 من الأعضاء الـ 15 في مجلس الأمن لصالح الطلب وألا يستخدم أي من الأعضاء الدائمين حق النقض الفيتو.

(ع.ج/ آ ف ب، د ب آ، رويترز)

مراجعة: عماد غانم