الرئيس اللبناني يطلب من حكومة الحريري المنهارة تسيير الأعمال
١٣ يناير ٢٠١١أعلن الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان اليوم (13 يناير/كانون الثاني) أن الحكومة اللبنانية "حكومة مستقيلة"، وطلب منها الإستمرار بتصريف الأعمال ريثما يتم تشكيل حكومة جديدة. وكان أحد عشر وزيراً، بينهم عشرة للمعارضة، أعلنوا أمس الأربعاء استقالتهم ما يعني أن الحكومة أصبحت بحكم المستقيلة بعد استقالة الثلث زائدا واحدا من وزرائها. وانهارت حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية بسبب تحقيق تجريه المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
الحريري يرفض وقف التعاون مع المحكمة الدولية
وعزا بيان الاستقالة إلى "النتائج التي وصلت إليها الأمور من تعطيل وبسبب عدم قدرة الفريق الآخر على تخطي الضغوط الأمريكية ورغم التجاوب الذي أبديناه". وبعد استقالة وزراء المعارضة بقليل، أعلن وزير الدولة عدنان السيد حسين في بيان استقالته ما يعني أن الحكومة أصبحت بحكم المستقيلة استنادا إلى الدستور بعد استقالة الثلث زائد واحد منها.
جاءت تطورات الأحداث، بينما يعقد سعد الحريري اجتماعا في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقالت مصادر في بيروت إن رئيس الوزراء في طريق العودة لبحث الأزمة. يذكر أن حركة "حزب الله" وحلفائها يمارسون ضغوطا على رئيس الوزراء منذ شهور لرفض المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على أساس أنها جزء من مؤامرة أمريكية إسرائيلية.
وكانت الحركة الشيعية المدعومة من إيران وسوريا، أمهلت الحريري الابن أول أمس الثلاثاء حتى أمس كي يعلن عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء بشأن المحكمة، رغم أن رئيس الوزراء خارج البلاد. ورفض سعد الحريري وقف التعاون مع المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها.
دعم دولي للحكومة اللبنانية
من ناحيته أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيتسترفيلي عن قلقه إزاء الأزمة الحكومية في لبنان، وقال في بيان “إن استقرار لبنان له أهمية محورية للمنطقة بأسرها. جميع القوى السياسية في لبنان مدعوة إلى التصرف في هذا الموقف بمسئولية وبطريقة بنّاءة".
كما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الخميس الأطراف اللبنانيين إلى إيجاد "حل تفاوضي" للازمة الناجمة عن سقوط الحكومة اللبنانية، وقالت آشتون في بيان "أدعو جميع الفرقاء السياسيين إلى العمل بشكل بناء على إيجاد حل تفاوضي للوضع" الناجم عن سقوط حكومة سعد الحريري.
الولايات المتحدة من ناحيتها انتقدت بشدة انسحاب حزب الله من حكومة الحريري، واصفة ذلك بأنه عمل ينم عن "خوف"، ويهدف إلى تقويض طموح الشعب اللبناني. جاء الانتقاد الأمريكي في بيان أصدره البيت الأبيض عقب لقاء الحريري بالرئيس الأمريكي باراك أوباما لمناقشة الحاجة إلى تعزيز الاستقرار في هذا البد، وإحراز تقدم بشأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المعنية بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
من جانبه، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جيه كراولي، انهيار الحكومة بأنه "جهد واضح للقوى الساعية إلى تخريب العدالة وتقويض استقرار لبنان وتقدمه".
بدوره حذر عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية اليوم من خطر تدهور
الازمة السياسية في لبنان أكثر وطالب كل الاطراف بالعمل في هدوء للوصول الى حل يخدم العدالة. وقال موسى للصحفيين في العاصمة القطرية الدوحة حيث يشارك في
اجتماع اقليمي "لا نريد للبنان ان يعود للمربع الذي بدأ منه".
(ه ع ا/دب ا/اف ب/رويترز)
مراجعة: يوسف بوفيجلين