الرئيس اللبناني: نسعى إلى "حصر السلاح بيد الدولة" هذا العام
١٥ أبريل ٢٠٢٥قال الرئيس اللبناني جوزيف عون الذي توجّه الثلاثاء (15 نيسان/أبريل 2025) إلى الدوحة في زيارة تستمر ليومين، إنه يسعى "إلى أن يكون 2025 عام حصر السلاح بيد الدولة". وأضاف "القرار اتُّخذ بحصر السلاح بيد الدولة، وتبقى كيفية التنفيذ عبر الحوار الذي أراه ثنائيا بين رئاسة الجمهورية وحزب الله".
وأكد عون وفق تصريحات نشرتها صحيفة العربي الجديد القطرية: "لن نستنسخ تجربة الحشد الشعبي (في العراق) في استيعاب حزب الله في الجيش، ولا أن يكون وحدة مستقلة" داخله، موضحاً: "يمكن لعناصر حزب الله الالتحاق بالجيش والخضوع لدورات استيعاب مثلما حصل في نهاية الحرب (1975-1990) مع أحزاب عديدة".
مخاوف من تقويض المؤسسة العسكرية اللبنانية
ويؤكد خبراء أن إنشاء كتيبة لحزب الله ضمن الجيش اللبناني قد يؤدي إلى تقويض المؤسسة العسكرية اللبنانية نظراً إلى ما يعتبره كثر "ولاء" الحزب لإيران، مشيرين إلى أن الحل الأمثل قد يتمثل بتفكيك بنيته العسكرية الكاملة أو دمج أسلحته ضمن الجيش، مع إدماج مقاتليه بشكل فردي في صفوف الجيش اللبناني.
وخلال زيارة إلى لبنان الشهر الجاري، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إن واشنطن تواصل الضغط على الحكومة اللبنانية "من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح حزب الله وكافة الميليشيات"، مشيرة إلى أن ذلك يجب أن يتم "في أقرب وقت ممكن".
ويشدّد حزب الله من جهته على ضرورة وقف الضربات الإسرائيلية على لبنان وانسحاب قوات الدولة العبرية من كل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك خمسة مرتفعات في الجنوب اعتبرها الجانب الإسرائيلي "استراتيجية" وأبقى قواته فيها خلافاً لنص اتفاق وقف إطلاق النار.
مطالب لبنانية بالضغط على إسرائيل
وقال عون في التصريحات المنشورة الثلاثاء إن "الأميركيين يطالبون بالإسراع في العمل لحصر السّلاح بيد الدولة، لكنّني قلت لهم إذا أردتم ذلك، فاضغطوا على إسرائيل واتركوا لنا مهمّة التعامل مع حزب الله".
وأوضح أن "الجيش اللبناني يقوم بمهامه من دون أي اعتراض من حزب الله، جنوب الليطاني وشماله وحتى في البقاع، إقفالاً لأنفاق ومصادرة وإتلافاً لمخازن ذخيرة"، مضيفاً أنه تم إقرار "تطويع نحو 4500 جندي لإرسالهم إلى الجنوب والعدد سيرتفع إلى عشرة آلاف".
وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس السبت إن هناك "265 نقطة عسكرية تابعة لحزب الله، محددة في جنوب الليطاني، وقد سلّم الحزب منها قرابة 190 نقطة" إلى الجيش اللبناني.
وجاءت الهدنة الهشة بين إسرائيل وحزب الله بعد أكثر من عام من الأعمال العدائية التي أطلقها الحزب على خلفية حرب غزة، تصاعدت في أيلول/سبتمبر 2024 إلى حرب مفتوحة استمرت شهرين ونفّذت الدولة العبرية خلالها عملية بريّة.
ونص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) لانتشارها قرب الحدود مع اسرائيل.
ورغم الهدنة، تواصلت الضربات الإسرائيلية خصوصاً على جنوب لبنان.
عون يصل قطر بعد الشرع
ووصل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والرئيس اللبناني جوزيف عون الثلاثاء إلى قطر في زيارتين منفصلتين، في أول زيارة رسمية لكل منهما إلى الدولة الخليجية.
وبعد وصول الشرع ببضع ساعات، حطّت طائرة الرئيس اللبناني جوزيف عون في الدوحة. وقال عون في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا" عقب وصوله إن قطر تمتلك "خبرة كبيرة يمكن الاستفادة منها في تطوير قطاع الطاقة اللبناني، وتعافي القطاع المالي من خلال تشجيع الاستثمارات القطرية في لبنان والتعاون المصرفي، وتنمية قطاع السياحة عبر تعزيز التبادل السياحي وتشجيع القطريين على المجيء إلى لبنان".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
تحرير: محمود حسين