الجيش السوري يقتحم دير الزور وبان كي مون يحث الأسد على وقف العنف
٧ أغسطس ٢٠١١أفادت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن رامي عبد الرحمان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن أربعة أشخاص من بينهم طفل قتلوا صباح اليوم (الأحد السابع من آب/ أغسطس 2011) في تجمع قرى الحولة الواقعة في ريف حمص بوسط سوريا. وذكر نفس المصدر أن دبابات الجيش ومدرعاته اقتحمت في الفجر أحياء عدة في مدينة دير الزور في إطار حملة اعتقالات واسعة. وقال رامي عبد الرحمن "إن الدبابات منتشرة في شوارع وأحياء من المدينة وعلى التلال المحيطة بها".
وأضاف أن "أصوات القذائف تسمع في أحياء عدة من المدينة وتختلط بأصوات التكبير التي تعلو من المساجد". وقدر المصدر عدد دبابات ومدرعات الجيش المشاركة في العملية بما يناهز 250 آلية. وكان عبد الرحمن أفاد في وقت سابق أن الأهالي عمدوا إلى عرقلة تقدم الجيش بواسطة حواجز وسواتر ترابية أقاموها في حيهم.
اتساع نطاق الحملة العسكرية
في سياق متصل أعلنت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" في بيان أن "الجيش اقتحم كلا من أحياء الموظفين، القصور، العمال، الجورة، الطب،الضاحية، الرشدية، الحوريقة، كنامات، فيما سمعت أصوات انفجارات قوية جدا في مختلف أرجاء المدينة". وأشار البيان أيضا إلى ما وصفه بـ "انشقاق كبير" في صفوف الجيش خلال اقتحامه منطقة الجورة، مؤكدا أن "العناصر المنشقة تحاول حماية الأهالي من هجوم الأمن والشبيحة (ميليشيات موالية للنظام)". من جهة أخرى ذكر نشطاء في أدلب السبت أن "متظاهرين خرجوا بعد صلاة التراويح في المدينة وصل عددهم إلى عشرين ألف متظاهر قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية وتفرقهم بالقوة وتعتقل العشرات منهم".
أما الوضع في حماة فلا يزال يسوده الغموض، إذ لا تزال الاتصالات مقطوعة عن المدينة مما لا يسمح بمعرفة وقائع الإحداث. وأفاد شهود وناشطون أن العشرات قتلوا في هذه المدينة إثر عمليات عسكرية واسعة بدأت منذ أيام بررتها السلطات بالعمل على "إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة في مواجهة "التنظيمات الإرهابية المسلحة" حسب الرواية الرسمية.
بان كي مون يدعو لوقف العنف
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي السبت بالرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف الحملة العسكرية التي يشنها نظامه ضد المتظاهرين المناهضين له. وحثه على الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد المدنيين. وأوضح مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام الأممي أن الأخير أعرب في اتصاله الهاتفي بالأسد عن قلقه الشديد وقلق المجتمع الدولي إزاء تصاعد أعمال العنف وارتفاع حصيلة القتلى في سورية خلال الأيام الماضية. وطالب الأمين العام بضرورة وقف الاعتقالات الجماعية فورا لكي تكون هناك مصداقية لتدابير الإصلاح التي أعلن عنها الرئيس السوري مؤخرا. كما جدد مطالب المجتمع الدولي المتعلقة بضرورة سماح الحكومة السورية باستقبال بعثات من الوكالات الإنسانية الدولية ومن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.
وفي آخر موقف لبرلين حول تطورات الوضع في سوريا سبق لوزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أن دعا إلى إرسال مبعوث خاص من الأمم المتحدة إلى سوريا في مسعى لتصعيد الضغوط على نظام الأسد. وأكد الوزير الألماني ضرورة ممارسة مزيد من الضغوط على النظام حتى يتوقف العنف الذي يمارسه ضد شعبه.
ويذكر أن سوريا تعرف موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف آذار/مارس الماضي واجهها النظام بقوة السلاح وأسفرت عن سقوط حوالي إلفي قتيل بينهم أكثر من 1600 مدني، كما اعتقل ما لا يقل عن 12 إلف شخص ونزح الآلاف وفق بيانات منظمات حقوق الإنسان المتابعة للشأن السوري.
(ح.ز/ أ.ف.ب/ د.ب.أ)
مراجعة: طارق أنكاي