البنوك المصرية تعاود نشاطها والبورصة تظل مغلقة

رغم إستمرار الإحتجاجات في البلاد وإحتشاد نحو مليون متظاهر في ميدان التحرير وسط القاهرة، أخذت الحياة في وسط العاصمة المصرية تعود تدريجيا إلى وتيرتها الطبيعية في اليوم الثالث عشر من "أيام الغضب" المصرية، وفتحت محلات تجارية بينما ازدحمت الشوارع بالسيارات والمشاة. واستأنفت المصارف التي أغلقت أبوابها يوم 27 شباط / فبراير نشاطها، لكن بورصة القاهرة بقيت مغلقة حتى إشعار آخر. واصطف المصريون أمام ماكينات الصرف الآلي لسحب الأموال من حساباتهم. وأعد موظفو البنوك الذين توجهوا إلى أعمالهم لأول مرة منذ أيام قوائم بأسماء المنتظرين لمحاولة منع الفوضى.

وكانت متاجر كثيرة قد أغلقت خلال 12 يوما من الاحتجاجات مما جعل من الصعب على المصريين تخزين السلع الأساسية. وارتفعت بعض الأسعار ومن المتوقع أن يتأثر النمو الاقتصادي الذي يبلغ ستة في المئة، كما تأثر القطاع السياحي في مصر بشدة بعد أن غادر أكثر من مليون سائح البلاد. وقطاع السياحة من القطاعات الحيوية بالنسبة للاقتصاد المصري، إذ تجذب مصر ملايين السياح سنوياً للاستمتاع بشمس أرض النيل وشواطئها والتفرج على آثار الحضارة المصرية القديمة في القاهرة والجيزة والأقصر وأسوان.

تراجع النمو وهروب رأس المال

وأبدى فاروق العقدة محافظ البنك المركزي ثقته في أن السوق ستكون منتظمة، غير أنه توقع أن يتضرر النمو بسبب الأزمة السياسية والذي كان من المنتظر أن يبلغ ستة في المئة. ويشدد البنك المركزي على امتلاكه احتياطيات للتعامل مع أي هروب لرأس المال والذي قد يصل إلى ثمانية مليار دولار خلال أسبوعين.

وقال فاروق العقدة محافظ البنك المركزي في تصريح لوكالة رويترز إن مصر تعاملت مع تدفقات اكبر لرأس المال إلى خارج البلاد. غير أن قرار البورصة المفاجئ بالبقاء مغلقة يوم الاثنين بدلا من استئناف نشاطها كما كان مقررا أصلا يشير إلى أن السلطات ليست واثقة من أن النظام المالي سيستأنف العمليات بشكل سلس بسرعة. وكان العقدة قد صرح أن احتياطيات مصر كافية وتبلغ 36 مليار دولار وهو الرقم الذي كان موجودا في نهاية ديسمبر / كانون الأول.

وفتح الجنيه المصري منخفضا مقابل الدولار الأمريكي اليوم الأحد بعد إغلاق البنوك لمدة أسبوع جراء احتجاجات سياسية. وقال متعاملون إنه يجري تداول الجنيه بنحو 5.915 جنيه للدولار مقارنة مع 5.855 في 25 يناير كانون الثاني وهو يوم العمل السابق قبل إغلاق البنوك.

( س ج / رويترز، دويتشه فيله)

مراجعة: عبده جميل المخلافي