"الاحتلال لن يجلب السلام"
لوتان راتس من مواليد 1981 في كيبوتس شومرات شمال إسرائيل. رفض الخدمة العسكرية وهو في سن الثامنة عشرة فعُوقب بالسجن، ولاقت قضيته في حينها اهتماما إعلاميا غير مسبوق. من وقتها وهو يعمل في حركة السلام ويناضل ضد عسكرة المجتمع الإسرائيلي. أنهى دراسة التاريخ في جامعة تل أبيب صيف 2005، ومنذ ذالك الحين وهو يحاضر في جولات عبر العالم.
دويتشه فيله: لماذا قررتم رفض الخدمة العسكرية؟
لوتان راتس: عندما كنت شابا عايشت الانتفاضة الأولى واتخذت قررا بأنني لن اذهب إلى الخدمة العسكرية، ولن أضع وقتي وجسمي رهن إشارة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. لم أكن أود المشاركة في تدمير إمكانية التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إن الخدمة العسكرية في إسرائيل جزء من الحياة اليومية. والإسرائيليون على وجه الإجمال لا يعتبرونها موضوعا سياسيا بل أنها واجب على كل كمواطن. كان هدفي من وراء رفض الخدمة العسكرية نقل هذا الموضوع إلى واجهة النقاش السياسي العام.
ماذا حدث بعد رفضكم الخدمة العسكرية؟
كان مسارا طويلا. كتبت رسالة لوزير الدفاع، كان من نتائجها مثولي أمام اللجنة المختصة بنظر حالات رافضي الخدمة العسكرية. لم يكونوا لطيفين معي، كانوا يحاولون مقاطعتي بالأسئلة، وسألوني كيف يمكني تخيل إمكانية قيام دولة بدون جيش. لم أُعفَ من الخدمة العسكرية ولم يُسمح لي باستئناف القرار. سجنت 14 يوما وبعد خروجي من السجن تقدمت بطلب آخر لإعفائي من الخدمة العسكرية. بناءً عليه سجنت من جديد. كانت مدة السجن الإجمالية 56 يوما. وأخيرا تم إعفائي من الخدمة بسبب عدم صلاحيتي لها. كانوا يودون التخلص مني.
هل تنطبق نفس الإجراءات على النساء؟
الوضع بالنسبة للنساء أسهل، بل ان لهن الحق في الامتناع عن الخدمة العسكرية. وهن لا يُوفقن عادة في المرة الأولى التي يتقدمن فيها بطلباتهن، وإنما يتم إعفاءهن من الخدمة العسكرية في الجولة الثانية حيث تتمتع النساء بحق استئناف الحكم.
كيف كانت ردة فعل الأصدقاء والعائلة؟
نوعا ما أصبت بدهشة. في الواقع لم تحدث لي مشاكل كبيرة. حاول بعضهم خلق بعض المشاكل، كانت قلة فقط. بعض الأقارب الذين تربطني بهم علاقات بعيدة قطعوا الصلة بي بسبب عقوبة السجن التي قضيتها.
كيف كانت ردة الفعل داخل البلد؟
لحسن الحظ كنتُ منظما بشكل جيد وكانت لي اتصالات جيدة مع الصحافة. أُتيحت لي فرصة نشر بعض المقالات المفصلة حول قضية امتناعي عن التجنيد، وهذا ما كنت أهدف إلى تحقيقه. كما نجحت القضية في لفت انتباه جهات خارج إسرائيل مثل الهيئة الإعلامية البريطانية بي بي سي ومنظمة العفو الدولية.
هل تعتقدون أن حركة الامتناع عن الخدمة العسكرية تزداد انتشارا؟
نعم، قطعا. في سنة 1999 كنت من بين الأوائل الذين امتنعوا عن التجنيد ولجأوا إلى الصحافة. وأثناء الانتفاضة الثانية امتنع 62 شخص بشكل جماعي عن أداء الخدمة العسكرية في المناطق الفلسطينية المحتلة. سجن منهم الكثيرون. غير أن بناء الجدار العازل في السنة الماضية غطى على هذه القضية.
هل يصرح المثقفون بآرائهم حول هذا الموضوع؟
حاول المثقفون الإسرائيليون مساندة هذه الحركة. لكن ليس بالشكل الكافي. كثير من المعروفين منهم يتخوف على مستقبله. إنهم مع السلم ولكن هذا لا يعني أنهم يساندون حركة الامتناع عن الخدمة العسكرية.
ما هو هدف منظمتكم "النيوبروفيل New Profile"؟
تناضل "النيوبروفيل" ضد عسكرة المجتمع الإسرائيلي. تأسست هذه المنظمة سنة 1998 من طرف مجموعة من النساء ذوات التوجه السلمي. وحقيقة كونها منظمة نسائية يعني أنها تطرح زاوية نظر مختلفة للقضية. إننا نساند رافضي الخدمة العسكرية ونقوم بحملات من أجل إطلاق سراحهم.
كنتم منذ وقت قريب في جولة في ألمانيا تشرحون وجهة نظركم. كيف كانت ردود الأفعال؟
كثيرمن الألمان لم يصدقوا أن الوضع في البلد خطير. حاولت أن أوضح أن الحكومة الإسرائيلية تقوم بأعمال لا تساعد على استتباب الأمن بقدر ما تعمل على تحقير الناس. تعتبر هذه القضية في ألمانيا مسألة ذات حساسية كبيرة. في مرات عديدة يصرح لي الناس أنه يصعب عليهم اتخاذ موقف في المسألة. إضافة إلى ذلك أحاول توضيح أن احتلال المناطق الفلسطينية لن يجلب السلام للشعب الإسرائيلي. إننا ننظم جولات من هذا النوع في إسرائيل وسنوجه الدعوة أيضا لفلسطينيين.
أجرت الحوار ديانا هودَلي