افتتاح أكبر كنيس يهودي ببرلين تجسيد لعودة الحياة اليهودية في ألمانيا

شهدت برلين اليوم الجمعة إعادة افتتاح أكبر كنيس يهودي في ألمانيا، بعد أن استغرقت عملية ترميمه أكثر من عامين وكلفت قرابة خمسة ملايين يورو. وقد تم تشييد هذا الكنيس عام 1904 على الطراز الروماني الجديد. وكان الكنيس يعود لطائفة محافظة من يهود في برلين اسمها طائفة "شاباد"، رغم أن أغلب اليهود في العاصمة الألمانية آنذاك كانوا ينتمون إلى طوائف يهودية إصلاحية.

الصلاة انقطعت في الكنيس تحت فترة النازيين..

بعد سيطرة النازيين على مقاليد الأمور في ألمانيا عام 1933 أصبح الكنيس أخذ الكنيس يلعب دوراً مهماً في الحياة البرلينية. فقد أدت سياسة النازيين بإبعاد اليهود عن الحياة العامة إلى التجائهم إلى هذا الكنيس، وتم حينها توسيع المدرسة الأساسية التابعة للكنيس. وتعرض الكنيس الكائن في شارع "ريكيه" بوسط برلين عام 1938 لأضرار خلال أحداث "ليلة الزجاج المحطم"، التي قامت فيها جماعات النازيين بإحراق وتدمير زجاج كثير من المحلات التجارية المملوكة لليهود الألمان القاطنين في المدينة آنذاك. إلا أن الكنيس لم يتعرض للحرق بسبب خشية النازيين من تعرض المباني المحيطة به لإضرار جراء ذلك. واعتقل النازييون حينها الحاخام وأعضاء من الطائفة المسؤولة عن الكنيس ونقلوهم إلى معسكرات الاعتقال. وشهد عام 1940 أقيمت آخر صلاة يهودية في الكنيس، سيطرة بعدها النازيون على مبنى الكنيس لاستخدامه للأغراض العسكرية.

..وعادت بعد هزيمتهم

وعندما تم تقسيم برلين بعد الحرب العالمية الثانية إلى شرقية وغربية، كان من نصيب الكنيس أن يكون في الجزء الشرقي من المدينة، الذي سيطرت عليه روسيا الشيوعية، وأصبح هذا الجزء من برلين لاحقا عاصمة ألمانيا الشرقية، فتحول الكنيس إلى مقر ديني وثقافي للجالية اليهودية في برلين الشرقية. وتم استخدام المبنى للصلاة اليهودية من جديد عام 1944، غير أنه تعرض مع تقادم الزمن إلى أضرار بسبب الأحوال الجوية. وبدأت المرحلة الأولى من ترميمه من عام 1967 إلى 1978 فيما شهدت أعمال التجديد الأخيرة ترميم الأجزاء الداخلية منه والمكسوة بالزجاج الملون.

برلين مدينة التنوع اليهودي

تضم العاصمة الألمانية برلين أكبر جالية يهودية في ألمانيا، فعدد اليهود المسجلين في المدينة يبلغ حوالي 12 ألف شخصاً، للكثير منهم توجهات ليبرالية. كذلك فإن العاصمة الألمانية برلين تعد مكاناً مفضلاً لمجموعات من اليهود، الذين تركوا إسرائيل وعادوا للحياة في ألمانيا اعتراضا على سياسة إسرائيل في المناطق الفلسطينية.