استطلاع رأي: الديانة ليست عائقا أمام الانضمام للاتحاد الأوروبي
١٨ ديسمبر ٢٠٠٦في ظل الجدل الذي يتصاعد في الساحة الأوروبية حول دور الديانة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ترى غالبية المواطنين في خمس دول أوروبية أن الديانة يجب ألا تشكل عائقا في وجه الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. هذا ما كشف عنه استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إلا أن الصحيفة لم تحدد نسبة هذه الغالبية. وأجرت شركة "هاريس اينتراكتيف" الاستطلاع بين 30 تشرين الثاني/نوفمبر و15 كانون الأول/ديسمبر وقد شمل 12500 شخص من خمس دول أوروبية هي بريطانيا وفرنسا وايطاليا وأسبانيا وألمانيا ومن الولايات المتحدة.
وجاءت نتائج هذه الدراسة في الوقت الذي بدا فيه الاتحاد الأوروبي منقسما حول مسألة انضمام تركيا ذات الغالبية الإسلامية إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك بين مؤيدين مثل بريطانيا ومعارضين مثل النمسا وفرنسا. وفي حين تعتبر غالبية من سكان الدول الأوروبية الخمس أن الديانة ليست عائقا، يعتبر 35% من الفرنسيين والألمان أن الاتحاد الأوروبي يبقى قبل أي شيء "ناديا مسيحيا". كما يؤكد أكثر من ثلثي المستطلعين (69%) في الدول الأوروبية الخمس أنهم لا يمانعون زواج أولادهم من أشخاص من ديانة اخرى.
الموقف من الحجاب
وفي ما يتعلق بالحجاب، فقد أيد 59% من الاميركيين حق المسلمات في وضع الحجاب في الأماكن العامة، فيما انخفضت هذه النسبة إلى 23% في بريطانيا و13% في فرنسا. وظهر التباين في المواقف بين الاميركيين والفرنسيين أيضا على صعيد الالتزام بالديانة حيث أعلن 32% من الفرنسيين انهم ملحدون مقابل 4% فقط من الاميركيين.
ومن جهة أخرى اعتبر 77% من الاميركيين أن من حق أولادهم ارتداء ملابس ذات طابع ديني أو وضع رموز دينية في المدرسة، بالمقارنة مع 10% في فرنسا. وتقاربت المواقف بين البلدين حول تعليم الديانة في المدارس العامة حيث عارضه 72% من الفرنسيين و59% من الاميركيين.
المسلمون في ألمانيا
يقدر حجم الجالية المسلمة في ألمانيا بأربعة ملايين شخص. وتنحدر الغالبية العظمى منهم من أصول تركية ونسبة غير ضئيلة من أصول عربية. وقد واجهت الجالية العربية المسلمة في ألمانيا عددا من التحديات وخاصة تلك المتعلقة بمدى نجاحها بتحقيق الاندماج والتفاعل مع المجتمع الألماني بطريقة فاعلة وبناءة. وقد ازدادت الضغوط على الجالية المسلمة مع تزايد أخطار الأعمال الإرهابية، الأمر الذي جعل ينظر إليهم بنوع من التوجس والخيفة من قبل بعض أطراف المجتمع الألماني. ولعل تلك المسائل المتعلقة بالمظاهر الدينية في الحياة العامة مثل ارتداء الحجاب في المدارس كان من احدى الإشكاليات التي واجهت الجالية المسلمة. ومهما يكن من أمر، فإن هناك دورا كبيرا تقوم به الحكومة الألمانية من أجل تعزيز اندماج المسلمين في المجتمع الألماني من خلال تنظيم مؤتمر الاندماج وإطلاق المبادرات من أجل تعزيز روح التسامح والتعايش بين كافة أطياف المجتمع الألماني.